هو كتاب يقع في عشرين مجلداً وضعه ياقوت الحموي وتناول فيه سير عدد كبير من الكتاب والعلماء والشعراء منزلاً فيه محصلات مطالعته وتحقيقه وإقتباسه من المخطوطات النادرة في مختلف المكتبات العربية، وقد كان ياقوت محباً للعلم والطلب، شغوفاً بأخبار المشاهير ومتطلعاً إلى أنباء الأدباء.. يسائل عن أحوالهم ويبحث في نوادر أقوالهم وآثارهم وقد تتبع المؤلف الذين عنوا بهذا الموضوع فأحصاهم واحداً واحداً ولم يعثر لديهم على كتاب شامل تام يضم في صفحاته أخبارهم جميعاً، فوضع معجمه مستعيناً بالمصنفات التي ألفت قبله في أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين والمؤرخين والوراقين والكتاب، مثبتاً تاريخ الولادة والوفاة وزمن وضع التآليف ومن الذين عرض لهم أدباء تعرف عليهم مباشرة وأخذ عنهم ما يتعلق بحياتهم وآثارهم، كما أصغى إلى أحاديث الثقاة ودون ما حفظوه وأنزله في موضعه من معجمه وكثير من المصنفات التي وقف عليها ونقل فوائدها قد ضاع من بعد، ولم يبق أثر لها الا في نصوص هذا الكتاب وكان ياقوت معتزاً به.. فشح به على طالبيه لأنه كان منه.. كما يقول - (بمنزلة الروح من جسد الجبان)- وقد قال في المقدمة:- « لو أعطيت حمر النعم وسودها ومقانب الملوك وبنودها لما سرني أن ينسب هذا الكتاب الى سواي ويفوز بقصب سبقه إلاي، ولما قاسيت في تحصيله من المشقة وطويت في تكميله من طول الشقة». ظهرت الطبعة الأولى من كتاب معجم الأدباء في مصر العام 1907م.. والطبعة الثانية في مصر أيضاً العام 1936م كاملة الشكل واضحة الإخراج. وياقوت الحموي مؤلف معجم الأدباء هذا مؤرخ رومي الاصل ولد في الارض البيزنطية وأسر ونقل صغيراً في الرقيق الى بغداد فابتاعه تاجر يُعرف بعسكر الحموي وعني مولاه بتعليمه لينتفع به في ضبط تجارته.. واطلع ياقوت في شبابه على العلوم الشائعة آنذاك وقام بأسفار كثيرة إلى الخليج وعمان وبلاد الشام وفارس ومصر للتجارة وبعد وفاة مولاه وإنعتاقه استقر به المقام في مدينة (مرو) فمكث فيها مدة عامين متردداً على المكتبات للتفتيش عن المخطوطات النفيسة وجمع المعلومات وفيها بدأ وضع الأسس العامة لمؤلفاته المقبلة.. ثم فر من (مرو) هارباً نحو الغرب أمام زحف التتار الذين كانوا يحرقون كل بلد يستولون عليه ويزرعون الدمار في كل مكان ينزلونه ويقودون الأولاد والنساء رقيقاً ويفتكون بالرجال.. وقد نفر ياقوت ماشياً وقاسى في طريقه كثيراً من العناء والجوع إلى أن بلغ الموصل وقد أعوزته الثياب والنعال وإحتاج إلى ما يسد به رمقه.. وبعد أن اطمأن على حياته توقف زحف التتار قام برحلات أخرى إلى (مصر) وإنتقل إلى (حلب) وتوفى فيها.. ومن آثاره «معجم البلدان» و«معجم الأدباء» و«المبدأ والمآل» و«الدول» و«أخبار المتنبي» و«معجم الشعراء»..