لا أدرى ماذا تقول وزارة البنى التحتية عن توقف العمل قرابة الشهرين في شارع الثورة بالنص.. حيث ما زال (الأخدود) السوداني العظيم يقف حائلاً بين المواطنين وأرزاقهم من أصحاب المحلات التجارية.. وجاءت الأمطار لتهدم بعض الردميات التي فتحت في بعض الشوارع ليدخل منها المواطنون الى منازلهم. بعض المحلات.. تجد ساحة كبيرة وعميقة من المجرى الجديد تمنع وصول الزبائن الى المحلات.. وبعض أصحاب المحلات أصاب عملهم الكساد.. والمواسير الضخمة مازال جزء منها مدفون في الأخدود السوداني العظيم والباقي خارجه.. جزء منها محطم..ومازالت البراميل الموجودة على طرف الأخدود تشكل خطراً على أصحاب السيارات القادمة من الشمال الى الجنوب. ولماذا لا يراجع والي الخرطوم أعمال هذه الوزارة.. ولماذا لا يسأل وزيرها المهندس.. الذي أكد لي الدكتور المتعافي أنه من أكفأ المهندسين. هذه الكفاءة وتلك الهمة التي تحدث عنها المتعافي عن الرجل لم نرها حتى الآن، ويبدو أنها تحتاج الى (كولمبوس) جديد ليكتشفها. عندما كانت الوزارة واحدة يقودها المهندس الرائع عبد الوهاب محمد عثمان، كانت الأمور تسير بصورة جيدة، وكانت المتابعة من الوزارة تتم بصورة أكثر من جيدة.. لكن هذه الوزارة الجديدة.. التي فرحنا بأن تكون في ولايتنا وزارة للبنى التحتية لم ننعم بهذه الفرحة. يقول سكان المناطق الذين يسكنون على طول الثورة بالنص.. وبجوار الأخدود العظيم.. إن الشركة التي كانت تتولى العمل قد أنهت اتفاقها مع الوزارة.. وسوف تتولى العمل شركة جديدة.. كما سمعوا.. لكن لا يوجد أي أحد من هذه الوزارة في منطقة العمل ليؤكد أو ينفي. منذ البداية لاحظنا ضعف إمكانيات المقاول أو الشركة التي كانت تعمل.. وكتبنا.. ولم يهتم أحد.. وتحدثت مع الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر شخصياً ولكن الأمور تراوح مكانها. ومتأكد جداً أن المهندس وزير البنى التحتية.. لا يعلم أن بعضاً من تلك الشوارع هي مجرى للسيل يباغت أهل الحارات ليلاً.. والمجرى التقليدي القديم كان يؤدي الواجب.. لكن النظريات الهندسية الجديدة.. أطاحت بالنظريات التقليدية.. ولم نر منها شيئاً. الوالي الذي يسهر حتى الصباح من أجل الإطمئنان على إصلاح محطات المياه.. ويذهب ليلاً الى الجزيرة إسلانج ويشرف بنفسه على انتشال جثث غرقى المركب المأساة هناك.. وظل يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة في الولاية.. إلا أنه نسي أمر معاناة سكان الثورة.. حيث لم يقم بزيارة موقع العمل الذي تحدثنا عنه كثيراً ولم يقف على حال المواطنين هناك.. ولم تصدر الوزارة المعنية.. أي توضيح عن أسباب توقف العمل هناك. كنا نتوقع أن يكون هناك منهج جديد في التعامل مع مشاكل الجماهير.. خاصة أن الوالي عبد الرحمن الخضر عرف بهذا المنهج، وعرف بالشفافية التامة في كل ما يتعلق بأمر المواطنين.. وأعمال الولاية.. وقد شهدت ذلك في ولاية القضارف عندما كان واليها.. ويشهد عليه أهل القضارف جميعاً.. موالين ومعارضين وجالسين على الرصيف. ويا دكتور عبد الرحمن أخشى عليك من بعض الكوادر القديمة أن تخذلك.. وكم كنت أتمنى أن تتفهم الكوادر القديمة التي مازالت تعمل مع الوالي الجديد نهج هذا الوالي الرائع.. وإن لم تستطع المواكبة سواء بعدم القدرة والكفاءة.. أو لأسباب أخرى.. فليس أمام الوالي إلا طريق واحد... حتى يضمن نهجه الجماهيري أن يتواصل مع الجماهير. وآمل أن يجد الوالي فرصة لزيارة الأخدود السوداني العظيم الذي يبدأ من بداية الثورة بالنص والى نهاية الحارة التاسعة.. وأن يصحب معه سعادة وزير البنى التحتية. والله الموفق وهو المستعان،،