بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش زيارة للشرق الأوسط تستغرق اسبوعاً يحط خلالها بعد اسرائيل التى وصلها امس في الكويت ثم البحرين فالامارات والسعودية ومصر، وترافق «بوش» خلال جولته الحالية (20) سيارة مدرعة بما فيها السيارة “الليموزين” التي يتحرك بها، فضلاً عن (5) طائرات، منها طائرة “جامبو جيت” وطائرتا «بوينج 747» من القوة الجوية الامريكية الأولى وطائرة عمودية “سي كينج” من القوة البحرية الامريكية الأولى، وطائرة عمودية “بلاك هوك”، وهو ما يشكل جيشًا مصغراً يتحرك رفقة الرئيس الامريكي! وعلى المستوى البشري يصطحب «بوش» معه خلال جولته الحالية (655) مرافقاً بين عميل سري ومستشار أمن قومي ومسؤول حكومي ومساعد من البيت الأبيض، فضلاً عن فريق الطباخين، وعدد من فرق الكلاب التي يبلغ عددها (15) فريقاً، ويتوزع المرافقون على النحو الآتي: - (250) عميلاً سرياً - (150) مستشار أمن قومي - (200) مسؤول من الوزارات الحكومية المختلفة - (50) مساعداً من البيت الأبيض - (5) طباخين- (15) فريقاً من الكلاب. كما أن جميع هذه الإجراءات الأمنية من جانب واحد فقط وهو الجانب الامريكي، حيث من المتعارف عليه أن الدول التي يقوم “بوش” بزيارتها تتخذ بدورها إجراءات أمنية قبل وأثناء الزيارة. وفي هذا السياق اتخذت الاجهزة الامنية الفلسطينية اجراءات مشددة لضمان الامن خلال الزيارة المرتقبة اليوم الخميس الى رام الله معتبرة هذا الحدث “تحديا كبيرا” لقوتها. وقال شهود عيان ان الاجهزة الامنية الفلسطينية قامت باحصاء وتسجيل اسماء الفلسطينيين المقيمين في منازلهم في المنطقة المحيطة بمقر المقاطعة في وسط رام الله، فيما استنفرت كل الاجهزة الفلسطينية لتغطية اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الامريكي. وشوهد ثلاثة من رجال الامن الفلسطيني وهم يتنقلون من منزل الى آخر بالقرب من المقاطعة، ويقومون بعملية تسجيل للمنازل والسكان. واصدرت الشرطة الفلسطينية بيانا دعت فيه الفلسطينيين المقيمين في المنطقة المحيطة بمقر المقاطعة الى تجنب الصعود على اسطح منازلهم يوم الخميس، لاسباب امنية. وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية عدنان الضميري لوكالة فرانس برس ان الشرطة لن تسمح بالاقتراب من المنطقة الامنية التي تم تحديدها، واعلن عنها عبر وسائل الاعلام. وقال” هناك من تقدم لوزارة الداخلية بطلب تنظيم مسيرات الاربعاء والخميس، ولن تكون هناك اية اشكالية للسماح لهم بهذه المسيرات، حسب ما يجيز القانون، لكن شريطة تحديد مكان المسيرة وسيرها”. وحول ما اذا كان مسموحا وصول المسيرات الى مقر المقاطعة حيث سيجري لقاء الرئيس الفلسطيني مع الرئيس الامريكي، قال الضميري “ لن يسمح بتاتا الاقتراب من المنطقة التي تم تحديدها”. وتبلغ مساحة المنطقة الامنية المحيطة بمقر المقاطعة، حوالى (3) كليومترات مربعة، تشكل قلب مدينتي رام الله والبيرة. واعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية عن اغلاق طرق رئيسية تمر الى جانب المقاطعة، وهو ما يشهده المقيمون في المدينة لاول مرة منذ قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994م. وفي محيط المقاطعة، سيمنع تحرك المركبات الخاصة والعامة، كما طلب من بعض العاملين في المكاتب اخلاؤها حتى بعد مغادرة بوش المدينة. واعلنت الشرطة في المدينة عن اسماء الطرق التي سيتم اغلاقها منذ ساعات الصباح الاولى الخميس، وحتى الساعة الرابعة مساء، كما منع ركن المركبات على جانبي الطرق في المنطقة الامنية التي تم تحديدها. واكد الضميري بان عدد افراد الامن الفلسطيني الذين سيقومون بتغطية زيارة الرئيس بوش “لن يكون اقل من اربعة آلاف رجل امن من مختلف الاجهزة”. وفي اسرائيل تحولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، مع بدء بوش زيارة لإسرائيل، وأغلقت الشرطة الإسرائيلية أجزاء واسعة من المدينة، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة، ضمن خطة يشارك فيها نحو (11) ألف رجل أمن إسرائيلي انتشروا في القدس لحماية الرجل الأول في أهم دولة في العالم الآن. وابتداء من يوم الثلاثاء رفعت شرطة القدس حالة التأهب في صفوفها إلى درجة (ج) وهي درجة واحدة دون القصوى (قبل اعلان حالة الحرب)، ووضعت حراسة على مدار الساعة بالقرب من ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي وفندق الملك داود الذي ينزل فيه الضيف الامريكي. وقالت مصادر امنية إسرائيلية، بأن الشرطة ستنشط لمنع أية جهة خصوصًا لإرباك زيارة الضيف المهم، مع توافر معلومات استخبارية حول نية عناصر من اليمين الوصول إلى الحرم القدسي الشريف للصلاة، احتجاجًا على زيارة بوش، ونية زملاء لهم محاولة إغلاق محاور سيمر بها الرئيس الامريكي، لتشويش زيارته. وقال قائد شرطة القدس الجنرال ايلان فرانكو، إنه تم إنشاء غرفة عمليات ستعمل طوال زيارة بوش، للتصدي لاية محاولة من قوى اليمين تشويش الزيارة، وأيضا لمنع أي عمل وصفه بالتخريبي قد يستهدف الرئيس الامريكي. وستنتشر الشرطة الإسرائيلية بكثافة في محيط فندق الملك داود، مستعينة بمروحيات، وقال فرانكو إن الشرطة ستتصدى لأية محاولة لإعاقة الزيارة، حتى لو اضطرت لاستخدام الذخيرة الحية، واشار إلى نشر قوات إضافية في محيط الحرم القدسي الشريف، وأزقة البلدة القديمة، تحسبًا لقيام جهات وصفها بالمتطرفة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بأعمال شغب واخلال بالنظام العام أو أعمال استفزازية. وانتشرت آليات وروافع مهمتها سحب أية سيارة ستتوقف في الشوارع التي سيمر بها موكب بوش، وسيستمر هذا طوال مدة الزيارة. ومنذ صباح الأربعاء، بدأت عمليات إغلاق شوارع ومناطق واسعة، خصوصًا في منطقة فندق الملك داود والشوارع المؤدية إليه، وشوارع أخرى بالقرب من مكان هبوط الطائرة التي ستقل بوش، من مطار بن غوريون الدولي إلى القدس. وقال غيل شيفر، مستشار رئيس بلدية القدس، بأنه سيحظر على سكان المدينة، الدخول إلى منطقة فندق الملك داود والشوارع المؤدية إليه، وسيستثنى من ذلك سكان المنطقة من الذين يحملون بطاقات هوية تُذكر فيها عناوين سكنهم