أيام معدودات تفصل المتلقى عن مارثون التنافس الفضائي على المشاهدة ويعد موسم رمضان أعلى المواسم مشاهدة، لذا تتصاعد وتيرة وايقاع الاعداد والتحضير لهذا المارثون الذي يرتبط بعنصر جديد ضاعف حمى المنافسة وهو عنصر الرعاية والاعلان كعنصر تعتمده الفضائيات لتمويل برمجتها بل لتوفير أجور متميزة للعاملين بها طيلة العام دون ان تعمل على تحفيزهم. ? ملامح مشتركة أبرزها سيطرة الغناء والحكى على مجمل برمجة المنوعات وهو شكل رغم جاذبيته إلاَّ ان التكرار يفسده.. كما لوحظ تكرار النجوم وضيوف البرمجة على امتداد الخارطة البرامجية للفضائيات العاملة. غياب الدراما هو الملمح الأبرز الذي اشترك فيه التلفزيون القومي مع الشروق وحاولت النيل الازرق ان تكسب النجم جمال حسن سعيد لكسر متوالية الغناء والحكي. غياب أسرار بابكر من اغاني وأغاني يمثل علامة استفهام كذلك الفنانة سميرة دنيا كما أن غياب الطيب عبد الماجد سيضع برنامج «مع الود والتقدير» في اختيار صعب. تشابه نمط البرمجة بلغت نسبته «70%» حسب قراءة الخارطة البرامجية إلاَّ ان كل قناة قد اجتهدت لتقديم الأفضل. تتشابه الرهانات على فترة ما بعد الإفطار كفترة حاسمة في تمييز السباق الرمضاني وتظل السهرات أيضاً عنصر جذب آخر تتفاوت فيه فرص المنافسة. ??? تنقلات درامية إتفقت كل تلك القنوات على ان الدراما السودانية مكلفة وإبتعدت عن إنتاجها.. مكتفية بالاسكتشات القصيرة ودراما المواقف.. وقد يخلو الشهر بأكمله من عرض مسلسل سوداني ومحتمل أن تقدم الفضائية السودانية واحداً خصوصاً وإنها لجأت إلى مكتبتها المليئة بالأعمال التي لم تعرض بعد. وغابت عن خارطة القومي المعتادة «شبابيك» جمال حسن سعيد الذي انتقل بها إلى قناة النيل الازرق، وقال جمال ل «الرأي العام»: «إنه انتقل بكوميديا مختلفة «كوميديا الازرق» ذات مواضيع متنوعة موضحاً أنه دائم الاستجابة للمؤسسة التي تطلب منه دراما.. وبذات الفهم انتقل الكوميدي حسن يوسف الشهير بسيد جرسة وقدم «03» حلقة من سلسلته الشهيرة عبر التلفزيون القومي «سيد جرسة» إلى قناة هارموني.. وقال حسن يوسف ل «الرأي العام» ان انتقاله ل «هارموني» له علاقة بمسألة الحقوق.. وأنه حريص على إطلالته «السنوية» أين لا يهمه المهم أن يقدم رسالته.. وبذلك يكون التلفزيون القومي قد فقد لاعبين اساسيين في رمضان.. «دون مراعاة حق الولف».. والتلفزيون هذا العام جاء للدراميين من الآخر.. بأنه كجهاز حكومي يعمل وفق «إمكانياته» وليس وفق «أمانيه» ولا تتوافر لديه إمكانيات انتاج لذلك غابت وجوه كثيرة. وقناة الشروق رغم إمكانياتها المالية العالية، إلاَّ انها قدمت العام الماضي دراما دون المستوى المتوقع منها.. وربما هذا ما جعلها هذا العام تعيد النظر في مسألة الدراما بأكملها كما أوضحت إشراقة الطاهر مديرة البرامج، وحتى لا تتغيب الدراما عندهم لجأوا «للمواقف» التي لا تصل «للمشاهد».. وأكدت انهم في الشروق لن يدخلوا في انتاج دراما ما لم يتأكدوا من جودتها وفي ذات الاطار انهم يأسسون لإنشاء مدينة الانتاج الإعلامي السودانية وقد تعاقدت القناة مع المخرج السوري نجدة أنزور والممثل أيمن زيدان كجهات ذات خبرة لتساند الخبرات السودانية، أسوة بالتجربة التركية والسورية. وبعد ان كسبت هارموني «سيد جرسة» أضافت عليه «الدعتير» مختار بخيت وحلقات لعبد السلام جلود هذا إضافة إلى حلقات من الكرتون السوداني ووزعت الفضائية السودانية الدراما على خارطتها ساعة يومياً تبدأ الخامسة وسهرات كوميديا «متاعب» لفرقة الاصدقاء. تميز رياضي ? تميزت قناة النيل الازرق بإفراد مساحة واسعة للرياضة حيث أعدت خمسة برامج رياضية «هجمات مرتدة» حوارات ساخنة مع ميرفت حسين « التمريرة السحرية» تحكى تجربة لاعب الهلال هيثم مصطفى ولاعب المريخ فيصل العجب «نجوم المستديرة» حلقات توثيقية خاصة مع مهند الطاهر وهيثم السعودي، «الكأس الذهبية» يتناول كأس العالم تاريخه حتى الآن.. و«المونتاج في دقائق» وهي لقطات من الدوري الممتاز هذا بالاضافة إلى مسابقة المحللين والمعلقين. وفيما اكتفت الفضائية السودانية ببرنامج عالم الرياضة الاسبوعي فإن قناة هارموني إبتعدت تماماً عن الرياضة أو كما قال الجعيلي «ولا حاجة» واكتفت قناة » الشروق« بفقرة ثابتة يومياً بعد الافطار «روح رياضية» تستضيف لاعبين ومشجعين ومحكمين، هذا بالاضافة إلى سهرة الاحد الرياضية الثانية عبر الخيمة. شعارات إتخذت قناة الشروق «دايماً تامين ولامين» شعاراً رمضانياً دائماً لها أسوة ببقية الفضائيات العالمية، وجاءت هارموني ب «خليكم قراب» وابتعد القومي عن الشعارات وكذلك النيل الأزرق. ? إرجاع الجمهور أعدت قناة الشروق «30» حلقة من سهرة السمر «خيمة الشروق» التي تبث من الحادية عشر حتى منتصف الليل.. وهي خيمة كبيرة بداخلها تسع خيام صغيرة تجسد حياة البادية في تجوال مع الضيوف للوقوف على طراز الحياة السودانية، وقد صممت الخيمة بتكلفة بلغت «128» مليوناً لديكورها حتى يعطي الشكل الواقعي لتلك الحياة، وفي صدر الخيمة «الديوان» تتم إستضافة الضيف «العمدة» الرئىس في حوار مفاهيم ثم ينتقل إلى خيمة «سوداني» لحوار شخصية ومحاكمته، ثم ينتقل إلى «بيت السمر» أو الجانب العصري في الحياة السودانية خاص بالغناء، حيث تم التعاقد مع «30» فناناً من الفنانين الكبار من بينهم عبد الكريم الكابلي، وردي، زيدان، صلاح بن البادية، وعبد الرحيم ارقي، وغيرهم. وتتواصل الخيم الصغيرة في تقديم المفاجأت للضيف «خلف الكواليس» شخص مقرب له، العاب شعبية، قدورة، وتم توزيع ضيف سهرة الخيمة على أيام الأسبوع، سياسي، رياضي، رجال أعمال، عرب، جنوبيين، فنون عامة، رجالات دين وطرق صوفية. ويبدو ان قناة الشروق أرادت عبر خيمتها إرجاع جمهورها السوداني الذي أحس تجاهها بالغربة فعمدت في خارطتها الرمضانية إلى سودنة أكثر من «75%» من برامجها.. وخصوصاً عبر الخيمة، التي تضم أيضاً أربعة ضيوف عرب خلال الشهر، وهم فردوس عبد الحميد وأيمن زيدان، ولم يتم تأكيد الضيفين الآخرين حتى كتابة هذه المادة. الخيمة إعداد إشراقة الطاهر ورشا إبراهيم وتقدمها سلمى سيد ونسرين سوركتي «بالتناوب» والفنان خالد حسن. ? لحمة رأس وخلافاً لبقية القنوات.. قال معتصم الجعيلي، إنهم منعاً لتكرار ما تقدمه القنوات جاءت الخارطة «مسلية، واعية، وممتعة» «ما دايرين غناء» أو غناء نوعي.. وأضاف انهم أعدوا برامجاً مثيرة للجدل وهم كقناة منوعات قد تبدو برامجهم مثل «لحمة الرأس» لكنه شكل القناة واتجاهها.. وقال الجعيلي: إنهم ركزوا على البرامج الدينية بنسبة عالية والمدائح كلها لاولاد البرعي بالطار ومسلسل ديني وبحسب قوله فإن الفترة المفتوحة بعد الفطور والتي تحمل اسم «أولاد البنا» قد خصصت بجرأة لأولاد البنا الفرجوني الامين، مبارك، سيف وإدريس وتحدثوا فيها كما لم يتحدثوا من قبل وغنوا كما لم يغنوا من قبل، ويحتمل ان تكون بديلاً لبرنامج «ثلاثة على واحد» الذي تقدمه عفاف حسن امين وهناك برنامج يومي تقدمه نادية عثمان مختار «بالدليل القاطع» مع فنانين ونجوم مجتمع، و«أدراج سرية» و«مواجهة» وعودة إلى برنامج «شنة ورنة» هنا إضافة إلى «سينما» أفلام جديدة، و«كواليس» الذي يوضح عمل القناة قبل المونتاج ولأول مرة تقدم القناة مسلسل «كوري» ومسلسل عربي «حبيب الروح»، وسهرات خاصة «رمضان في بيوتهم» وسهرة من دارفور، وسهرات مع الفنانين .. فرفور.. عمر إحساس وغيرهم. حكى وغنا الفضائية السودانية كعادتها في رمضان أعدت فترتين مفتوحتين «أبواب الريان» و« استديو رمضان» واعتمدت كل سهراتها على الحكي والسمر والغناء، حيث أعدت «زمن مبدع» وهي سهرة توثيقية لاربعة فنانين أثروا الساحة بروائع الغناء.. مع الراحل المقيم «إبراهيم الكاشف» والملحن «السني الضوي» والراحل محمد بشير عتيق والراحل «عثمان الشفيع» و«سهرة زامر الحي» مع الفنان داخل حيه السكني، «حي بري» مع علي إبراهيم اللحو «ابو حليمة» مع الفنان النور الجيلاني «ود مدني» مع عصام محمد نور «بورتسودان» مع الفنان محمد البدري وسهرة «مراسي الشوق» مع الجاليات السودانية في كل من الكويت، الصين، سوريا، لندن، وسهرة «عشرة ونسة» سهرات للحكى مع تجار العيش، عن الشرطة، عن التعليم، عن الضباط الاداريين، وسهرة «متاعب، كوميديا من فرقة الاصدقاء وسهرة «ينابيع السنا» عن سيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» من منظور فكري ومنهجي يتبادل الاستعراض فيها نخبة من العلماء السودانيين تم إنتاجها بمصر، وأخيراً سهرة «افراح بلادي» وهي من ولايات السودان تستعرض جمال الطبيعة والتراث والتقاليد.