للغيرة نار, لكن لن يتصوّر أحد أنّ نار الغيرة أشدّ فتكا من نار أثينا التى تشتعل أمام سكّانها هذه الأيام... لم يتصور أحد أنّ نيران الغيرة تحرق خيمة... لم يذهب الظن يوما بأحد أنّ نار غيرة المرأة تحدث حريقا يستدعى قوّات المطافى! أظهرت الأيام من بين أنقاضها امرأة تستحق العرض الشرائحى: نصرة العنزى, امرأة كويتية لم يتجاوز عمرها ثلاثة وعشرين عاما... كشفت التحقيقات الجنائيّة انّها هى التى اضرمت النيران فى خيمة عرس بعد أن سكبت البنزين ومنحت (لولاعة) مشبّعة بالغاز حريّة التحالف مع البنزين... كل ذلك انتقاما من زوجها الذى تركها بالطلاق البائن وذهب بعدها بأيّام ليحتفل بزواجه من امرأة ثانية فى خيمة عرس... هيأ الرجل هذه الخيمة لتكون مسرحا لحادث... فقد أحرقت نصرة العنزى خيمة الفرح وشهود الفرح... بل وأحرقت الفرح ذاته! وبعد جرد الخسائر كانت من النوعين: الأرواح والعتاد... حصدت النيران ثلاثة وأربعين روحا وأصيب بالجروح وبعلامات التشوّه أكثر منهم... وينتظر أكثر من كل هؤلاء وأولئك عمليات جراحة التجميل... أمّا خسائر العتاد فهى آلاف مؤلّفة من الدنانير الكويتيّة أهدرت على جوانب الخيمة الأربعة! قبل أن تكشف الأحداث الجانى ذهبت الظنون بالمباحث الجنائيّة الكويتيّة... فبدأت باحتمال أنها عملية ارهابية من انتاج جماعة تكفيريّة... وأتهمت الكهرباء فى شرفها بأنّ سلكا (عريانا) قام بتماس كهربائى وجد فرصته (للرذيلة) مع ارتفاع درجة الحرارة الجو ودرجة حرارة (الكبسة)... وبعدها اكتشفت المباحث انّه حريق شبّ نتيجة ارتفاع درجة الحرارة بقلب امرأة! لم يحدث ذلكم الحريق فجأة... فقد سبقه حريق آخر... حريق شبّ فى قلب امرأة بعد أن تخلّى عنها رجلها... الرجل الذى بدّل زوجته بذات السرعة التى غيّر بها دبلته... هو يقيم عرس وهى تعيش وحيدة مع عدّتها الشرعيّة! فى هذا الحدث لا تنظروا الى السطح فتشغلكم العقوبة المنتظرة لنصرة العنزى... بل انظروا لما هو أعمق... لا تتعجّلوا بعد كل حريق مجهول المصدر باتهام سلك كهربائى... لا تتعجّلوا ذلك قبل التأكّد من عدم وجود تماس كهربائى بقلب امرأة!!