رويدا عادل فنانة تشكيلية شابة تعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مدينة الشارقة عاصمة الثقافة العربية الدائمة، تهوى الفن والرسم، وتدرسه في كلية الفنون بجامعة الشارقة، تخصصت في رسم الخيول من خلال لوحات تشكيلية، وأخرى بالخطوط والحروف العربية. تمثل وجهاً مشرقاً للفن التشكيلي السوداني الذي عرفته معارض وصالات العرض في دول منطقة الخليج العربي، إلتقيناها في حوار سريع، فالى أهم ما جاء في الحوار: ? بدايةً، حدثينا عنك، وعن بداياتك مع الفن، ورسم الخيول الذي تخصصت فيه بدرجة كبيرة؟ الرسامة رويدا الحاج «عيون الخيل» متخصصة في مجال التصميم الجرافيكي والوسائط المتعددة في كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة ، بدايتي مع الرسم لم تكن وليدة اللحظة، حيث إن الرسم موهبتي بالفطرة وأنا أمارسه منذ نعومة أظافري ولكن الاكتشاف الحقيقي لهذه الموهبة كان في مراحلي الدراسية المتقدمة حيث أنني وجدت الدعم والاهتمام والتوجيه من قبل جميع معلماتي ذوات الإختصاص في المادة الفنية، وأدركن أن موهبتي في الرسم ليست مجرد هواية لتمضية أوقات الفراغ، ومن خلال تشجيعهن لي تعززت ثقتي بموهبتي واقتناعي بذاتي وأدركت أن هذه الموهبة يجب أن لا تهمش ويجب أن أعطيها الحيز الكافي من حياتي لأنها نعمة من الله تعالى. وبالنسبه للخيل فأنا لاأدري كيف ومتى كان إنجذابي لهذا المخلوق فقد وجدت نفسي متابعة ومتأملة جيدة لكل ما يتعلق به وإهتمامي به يشكل لدىَّ سعادة كبيرة ومن هنا كانت بدايتي مع تجسيده في أعمالي وإذا حددتها بفترة زمنية فقد تتجاوز (7) سنوات. ما الذي يجذبك في رسم الخيول؟ الخيل مخلوق مميز ومن منا لا يحب هذا المخلوق؟! فهو رمز للرقي والجمال وكذلك للقوة والشموخ والنصر، فهو فخر العرب ورفيق دروبهم وحروبهم وقد ذُكر في القرآن والحديث وكانت وما زالت لقصائد الغزل والافتخار بالخيل نصيب وافر عند شعراء العرب، كل هذه الأمور إلى جانب عشقي الشخصي وإنتمائي الشديد لهذا المخلوق كفيلة بأن تجذبني وتجعلني أجسد الخيل في أغلب أعمالي وأعطيه دور البطولة لمواضيع عديدة،ولا أستطيع وصف الإحساس العميق الذي يغمرني عندما أنفذ لوحة للخيل العربية حيث إن للخيل تأثيراً إيجابياً كبيراً على نفسيتي وأجدها متنفساً لي وملاذي عندما أواجه صعوبات الحياة اليومية. هل تعتبرين أن هناك علاقة ما خاصة بينك وبين الخيول من خلال الرسم؟ تجسيد الخيل في أعمالي أعتبرها طريقة من طرق التواصل بيني وبين الخيل فأنا أحاورها بفرشاتي وأتعمق إلى أدق التفاصيل فيها، وكذلك كتاباتي الشعرية حيث إن لي قصائد كتبتها خصيصاً في الخيل وكل ذلك تعبيراً مني عن مدى تعلقي وإعجابي وإفتخاري بها ولكن في الأساس علاقتي بالخيل علاقة وجدانية من الدرجة الأولى وإحساسي به يتعدى حدود اللوحات والقصائد فهو بالنسبة لي ليس مجرد عنصر استخدمه في أعمالي بل هو ذلك العالم الذي أجد به نفسي ويعكس لي ما بداخلي، وأنا كما سبق وذكرت متابعة جيدة لكل ما يتعلق بالخيل فحضوري في بطولات جمال الخيل ومتابعتي للسباقات تجعلني في قمة سعادتي وذلك ليس بغرض إستلهام لوحة فنية أوالحصول على صور فوتوغرافية بل بدافع الحب العفوي الذي أكنه للخيل والذي من خلاله أكتسب طاقتي الإبداعية. إلام ماذا تطمحين من خلال رسم الخيول؟ رسم الخيل بالنسبة لي رسالة فأنا لا أرسم الخيل لمجرد أنها خيل بهذا المعنى المباشر ولكني أحاول أن أوصل من خلالها رسالة معينة تمس واقعنا فلكل لوحة لدىها مضمون وفكرة وقصة ترويها، فعلى سبيل المثال لقد مثلت الخيل في لوحاتي دور الأم والأزواج وترابط الأسرة وجرح الأمة وقد مثلت من خلاله أيضًا الجمال ومشاعر من الحب والشوق والنضوج وأكثر من ذلك حيث أن الخيل خير ممثل لمواضيع كثيرة تخص حياتنا ومن منطلق مقولة (الفن أطول عمرا من الفنان) فأنا أطمح أن يرتبط اسمي دائما بالخيل من خلال أعمال ناجحة ومؤثرة وذات مغزى وبصمة قوية. بعد التخرج إن شاء الله، ما هي خططك المستقبلية في مجال رسم الخيول؟ أنا كنت وما زلت وسأظل بإذن الله الرسامة صاحبة الولاء الدائم للخيل، وبعد تخرجي إن شاء الله أفكر في عمل مشروع فني يتعلق بإختصاصاتي الفنية وبلا شك سيكون للخيل نصيب الأسد من هذا المشروع ليس فقط على صعيد الرسم بل أيضا في مجالات فنية أخرى هي أيضا من إختصاصي وأنا ما زلت الآن في طور دراسة هذا المشروع واكتساب الخبرة فيه إلى أن أكمل السنة الدراسية المتبقية لي في الجامعة بإذن الله.