تعهد الرئيس عمر البشير بحماية الحريات في الممارسة السياسية باعتبارها أصلاً ومبدأً وليست منحة، وقال لدى مخاطبته امس الجلسة الختامية لمؤتمر القطاع السياسي للمؤتمر الوطني، إن ممارسة هذه الحريات يجب ألاّ تتعدى حريات الآخرين، وأكد احترام الدولة لحقوق الإنسان باعتبارها جزء من العقيدة. وأكد البشير توجه المؤتمر الوطني لوضع رؤية واضحة لمستقبل السودان بشعبه لحل مشاكله المزمنة متمثلةً في عدم الاستقرار السياسي الذي وصفه بالدائرة الخبيثة بين حكم تعددي فاشل يعقبه انقلاب وثورة. واكد ضرورة ان تمارس الأحزاب الشورى والحرية حتى تقدم عملاً سياسياً راشداً، واكد التزامهم بالاتفاقيات الموقعة، وأكد أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، وقال انها لا تعني الحزب الواحد، بل يعمل عليها الجميع، وتابع: برامجنا لتوحيد الجبهة الداخلية يبدأ بالاندماج والتحالف والتعايش مع مكونات العمل السياسي.وأكد البشير حرص الوطن على اتفاقية السلام الشامل، وقال إنها أهم انجازات الشعب السوداني، وشدد على أن لا عودة للحرب، وقال للاصوات التي تهدد بذلك بأن الحرب ليست لعبة أو سهلة بل هي دمار وموت وفقر ونزوح.وأشار البشير إلى أن أكثر من «90%» من مناطق السودان آمنة الآن، وقال لا داعي لتأجيل الانتخابات، مبيناً ان السودان لم يكن اصلاً مهيأً في أية فترة للانتخابات وكانت الحرب دائماً تعطل العملية. وقال: لن نقبل بالتدخل للتأثير على العملية الانتخابية.وأكد الإلتزام الكامل ببسط الحريات خاصة لممارسة الأحزاب السياسية لنشاطها، وقال إنها لا تحتاج لإذن من أية جهة أمنية أو شرطية داخل دار الحزب، بينما يتطلب الامر الأذن في الممارسة بالخارج.وأشار إلى أنهم ينتظرون أن يتواضع الصحافيون مع بعض الجهات المعنية للخروج بميثاق شرف حول حرية التعبير والصحافة تلتزم به، وقال ان الحرية يجب أن تكون لديها حدود، وتابع: لا نقبل إثارة النعرات والفتن الدينية ويجب عدم المساس بالأمن.وقال البشير إنّ الحكومة ستستمر في بناء علاقاتها الخارجية مع الغرب والولايات المتحدة عبر الحوار. وفي سياق آخر فنّد البشير دعاوى التهميش، وقال إنّ الخرطوم العاصمة تحتاج لعملٍ ضخمٍ، خاصةً بعد الأمطار الأخيرة، وتابع: حصرنا ميزانية المصارف فوجدناها تعادل ميزانية الولاية لعشر سنوات، وقال إنّ «70%» من سكانها كانوا يعيشون في مناطق عشوائية.