العطالة المتفشية بين الشباب خصوصاً ما بين (16 30) عاماً تشكل هاجساً للآباء وحتى الشباب انفسهم.. فنتائجها حتماً مؤسفة ليس على دخل الفرد بل في السلوك المنحرف الذي يصنعه الفراغ. فكم من الشباب اودعوا السجون بسبب ارتكابهم لجرائم اخلاقية وجنائية.. وهذه الجرائم نتيجة الاحباط وفقدان الامل في حياة كريمة وعمل يضمن لهم مستقبلهم. وزارة الشباب والثقافة والرياضة انتبهت للغول القادم والخطر المحدق بالدولة وطرحت استراتيجية لتأهيل وتدريب الشباب، لاطلاقهم في مضمار العمل واخراجهم من دائرة البطالة، (الرأي العام) التقت بوزير الدولة بوزارة الشباب والثقافة والرياضة الاستاذ محمد ابو زيد مصطفى وطرحت عدداً من الاسئلة في هذا الجانب وجوانب اخرى تهم القطاع الثقافي: ------------------------- تدريب الشباب مشروع تأهيل وتدريب (5) ملايين من شباب السودان الى اين وصل؟ هذا المشروع تم طرحه قبل ثلاث سنوات في العام (2005م) وانطلق بمبدأ شباب منتج بكل الولايات شاركت في بلورة الفكرة بكل الولايات وعدد من الوزارات الاتحادية وتم تنظيم ورش عمل لتحديد الرؤية وخرجنا بتوصيات.. وتم تضمين التوصيات ضمن خطة التنفيذ، وبالفعل بادرت الوزارة بالاتصال مع مؤسسات التعليم المهني والحرفي والكليات العلمية وحصر (110) مهن وحرف مختلفة على ضوئها نستطيع استيعاب الشباب المستهدفين لتدريبهم وتأهيلهم. * هل التمويل من جهات متعددة ام من الوزارة؟ = تقريباً تم تحديد جهات التمويل مثل وزارة التعاون الدولي ووزارة المالية الاتحادية.. كما وعدت بعض الصناديق الدولية بتمويل المشروع، وبما ان القطاع الخاص ايضاً سيستفيد من هذا المشروع وبعض القطاعات الخاصة ذات امكانيات مقتدرة وعدت بتمويل المشروع. * كيف ستكون آلية الضبط المالي والاداري خاصة ان معظم المشاريع الشبيهة فشلت بعامل الفساد الاداري والمالي؟ = هناك اتجاه بإشراك كل المؤسسات المانحة والمستفيدة من هذا المشروع في آلية الرقابة وهذا مقترح قيد الدراسة، وبما اننا ما زلنا في طور التنسيق لا يمكنني الجزم بشكل الرقابة. * وماذا بعد التدريب والتاهيل؟ = هذا ليس من اختصاصنا، فنحن كوزارة تعنى بالشباب وضعنا برنامجاً لتأهيلهم فحسب، ولكن ان نبحث معهم عن وظائف فهذا من اختصاص وزارة العمل والجهات المعنية بالامر، فما علينا سوى كيفية توفير معينات التدريب وتوسيع مواعين الاستيعاب في المدارس المهنية والحرفية واضافة مؤسسات التدريب ومراكز الشباب. قضايا الثقافة * المشاريع الثقافية والشبابية تعاني من ضعف التمويل والوزارة غير مهتمة بقضايا الثقافة؟ = المشاريع الثقافية في السودان هشة والكيانات الثقافية تفتقر لاستراتيجيات العمل الجاد والطموح. * انهم يجأرون من ضعف التمويل؟ = من قال لك هذا؟ نحن نمول اي عمل جاد.. انظر الى قطاع الرياضة، كانوا جادين وقدموا عملاً يستحق التمويل، وبالتالي وجدوا التمويل ولن نتوانى لحظة في تقديم الدعم والتمويل لمن نجده جاداًَ، وهناك نقطة اخرى اريد ان اشير اليها، الكيانات الثقافية بجانب افتقارها للجدية فهي ممزقة بفعل الحسد والحقد والصراعات الشخصية. وليس هناك احد من المثقفين فيمن يدعون الفقر المادي، يعمل للصالح العام بل يعملون من اجل مصالحهم الشخصية واتحدى من يقف امامي ويطلب الدعم واجده يحمل عملاً جاداً ومفيداً ويخرج بخفي حنين. * المشاركات السودانية في الجزائر عاصمة الثقافة العربية لم تكن بالصورة المطلوبة؟ = من قال لك ذلك؟! * الاعلام العربي!! = نعم.. الاعلام العربي اهتم بالمشاركات العربية الاخرى وإعلامنا كان ضعيفاً ولم يغط هذا الحدث وبالذات مشاركاتنا. * إذاً انتم غير مهتمين بالاعلام؟ = الاعلام في الجانب الثقافي في السودان ضعيف وليست هناك صحافة ثقافية.. فقط بعض الصفحات في الصحف السياسية وغير مهتمة بالحركة الثقافية الآنية. دمج الوزارتين * ما هي خطة الوزارة للعام 2008م؟ = وزارة الشباب والثقافة والرياضة اعلنت بأن العام 2008م سيكون عام الثقافة في السودان. وهناك خطط لتطوير المراكز الثقافية، واريد ان اقول بأن الوزارة تعمل بكل طاقاتها من اجل تطوير الثقافة والرياضة، ولكن دمج الوزارتين (الثقافة والشباب والرياضة) خلق ازمة في التمويل والميزانية لذا هناك بعض الاصوات في القطاع الثقافي يطالب بفصل وزارة الثقافة من الشباب والرياضة، واساساً فكرة الدمج جاءت حسب تجارب بعض الدول الافريقية. الخرطوم لا تقرأ * الشباب السوداني يواجه خطر الجهل وضمور العادات والتقاليد والثقافة السمحة بفعل ثقافة المشاهدة خاصة ما يدمر.. لم تخطط الوزارة للحاق ما تبقى؟ = نعم.. قديماً كان يقال (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ) هذه المقولة تقريباً تلاشت.. ونرى إحجام الناس عن الاطلاع والقراءة اولاً للظروف الاقتصادية ونحن الآن بصدد اعادة هيبة الكتاب وعودة الاهتمام به ونعمل دراسات لمعرفة اتجاهات الناس بهذا الخصوص وحل المشكلة وبإذن الله ستعود للكتاب سيرته الاولى.