اجتهدت القنوات الفضائية السودانية «القومي،والأزرق، والشروق، وهارموني» في تقديم أنماط جديدة من البرامج، مستصحبة معها تجارب التلفزيونات العالمية في القوالب البرامجية المنوعة والترفيهية والحوارية وحتى برامج التسلية «المقالب»، ولعل خروج قنواتنا هذا العام من القالب الآحادي الذي كانت تدور في فلكه يعتبر محمدة تدلل على الإجتهاد والاستجابة للنقد والرغبة في التطوير فطريقة مذيع وفنان ورصد أصبحت معروفة مثل تشكيلة كرة القدم «ثلاثة، خمسة، إثنين» وهذه الطريقة لم تسلم منها إلا البرامج السياسية وإن كانت تتحمل لدخلت التشكيلة. ولعل العين لا تخطيء الطفرة البرامجية من خلال شهر رمضان هذا العام في القنوات الفضائية المحلية، إلا أن القوالب الجديدة لم تفصل على مقاسات المذيعين في تلك القنوات، فأغلب الأفكار الجديدة والجيدة هزمها التقديم التقليدي والنمطي.. حيث أصبحت تلك القنوات تميل للمذيع الجيد الشكل دون الأخذ بالاعتبار المهني، الذي يتطلب الحضور الذهني والملامح الناطقة، والفصاحة.. والقدرة على المحاورة والتفاعل.. وعدم ترك الحبل على الغارب للضيوف ليقولوا ما يريدون دون توجيه ومراعاة للمشاهد.. كل ذلك وكل القواعد المهنية الأخرى التي نصت عليها محاضرات الإعلام. ونستطيع الجزم بأن المذيع النجم صاحب الكاريزما والحضور في كل تلك القنوات لا يتعدى امثاله أصابع اليد الواحدة ، لأن الملامح حلت محل الفصاحة مع علمنا أن الشكل لا يستطيع توصيل المادة التلفزيونية وأصبح من يستطيعون توصيل الأفكار أو التعبير عما يريدون قوله من خلال إطلالتهم أيضاً قلة لا يتعدون أصابع اليد.. لذلك يجب على تلك القنوات الإنتباه لأن كل جهودها في التجديد والتطوير مرهونة بطريقة إىصالها وأن المذيع الضعيف ينهار معه بناء الفكرة وجهد المحررين والباحثين، وأن المذيع المتمكن يرفع من مستوى الفكرة «التعبانة» وعلى سبيل المثال ما تصنعه مقدرة حسين خوجلي على المحاورة تجعل من الفكرة على بساطتها عالماً آخر.. وحتى لا يكون القول من باب التجني على قناة رصد التكرار فقط في جمل محفوظة بعينها من قبل بعض مذيعيها. والجمود و«المسكنة» والبرود والتشتت عند آخرين.