تمكنت الحركة الشعبية من تنظيم وعقد مؤتمر جوبا بمشاركة حزبية مقدرة. توافدت أحزاب سودانية إلى الملتقى مستجيبة إلى دعوة الحركة دون أن تكون على علم مبين بأجندة الملتقى وقضايا. كل حزب له رايه في الذي هو ذاهب لنقاشه مع الآخرين. الحزب الشيوعي وعلى لسان الأستاذ سليمان حامد لقناة الشروق قال أن المؤتمر هو لبحث قضايا السودان الأساسية وذكر منها القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية. المؤتمر الشعبي وعلى لسان أمينه العام الدكتور حسن الترابي قال أنه لبحث قضايا التحول الديمقراطي والوحدة وعلاقة الشمال بالجنوب. أما حزب الأمة القومي وعلى لسان السيد الصادق المهدي فقد تصور أن الملتقى لفتح الطريق أمام الإحتقان السياسي. ستعلن قضايا المؤتمر ونتائجه ويمكن من خلالها تقييم مثل هذه المشاركات التي لم تقم على إتفاق حول أساس المؤتمر وقضاياه وأجندته. وبإنعقاد اللقاء تكون الحركة الشعبية قد فتحت طريقا جديدا أمام العمل السياسي السوداني فهي ردت سياسيا على ملتقى كنانة وقالت وكما يستطيع المؤتمر الوطني أن يحرك آخرين فنحن أيضا نفعل. ربما يصح الفهم السائد اليوم من قبل المعارضة أن المؤتمر الوطني يمارس شمولية وضغطا على الأحزاب السودانية. هذه الأحزاب ذهبت إلى اللقاء وهي تعاني وتفتقر إلى الكثير تريد كيانا معارضا تخلق ظرفه ومفاهيمه لينطلق. لقد تأبى المعارضون في الأحزاب الأخرى المواقف المعارضة للملتقي وتركوها ووفدوا إلى جوبا فعل هذا السيد علي محمود حسنين مفارقا قرار حزبه الإتحادي الاصل مقاطعة الملتقى. مؤتمر جوبا خرج وقبل أن تعلن نتائجه بوضع ملامح للحزاب المعارضة القائمة. وضع جديد تأكد فيه أن شركاء إتفاق السلام ليسوا هم شركاء العمل السياسي المتفاعل في الأيام القادمة بما فيها من إنتخابات وإستفتاء. قوى نافذة وقوية ومسيطرة في الحركة الشعبية أكدت أنها قادرة على الفعل والتحرك في المرحلة القادمة وأنها تملك خاتم الحركة الذي تستطيع أن تضعه على الأوراق الرسمية وتشكل بها ملامحه وتحالفاته. من جوبا وكنانة تتشكل ملامح المرحلة القادمة وفيها ملمح تفاعلات أهم ما يمكن ان ينتجه ممارسة ديمقراطية إنتخابية سودانية.