ذهبت زهراء وعائشة المشهورة ب(عشوشة) وام كلثوم التي يحلو لمجتمعها في دارفور لقب (كلتوم)... ذهبن الى تشاد فرارا من جحيم حرب لم ترحمهن ولم تدع لهن الا رحمة الله.. وحينما كانت عشوشة تظن ان في الجوار حسنة لجأت وكلها امل في ان تجد الامن والامان، وكلها حلم بالاستقرار الذي لم تجده في ارضها، ولكن يبدو ان الوضع هناك اساء الظن بآمال عشوشة وكلتوم ليجدن اللجوء ك ( المستجير من الرمضاء بالنار). -------------------------------------------------------------------------- ذهبت وزارة الشؤون الانسانية ذات يوم لتفقد اوضاع عائدين من اللجوء من الجارتين تشاد وافريقيا الوسطى الى عدة مناطق بولاية جنوب دارفور. ولما حكى احد العائدين عن ما لحقهم من اذى في تشاد قالوا لوكنا نعلم لفضلنا الموت في دارفور وقال آدم الضو احد العائدين ان قوات الامن التشادية هددتهم بفتح النار عليهم اذا لم يرجعوا الى مناطقهم في دارفور، وما يؤكد حديث عم الضو الاختلاف الشهير الذي وقع بين جون هولمز منسق الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة وحكومة تشاد عندما امرت لاجئي دارفور بالعودة الى دارفور ومغادرة الاراضي التشادية، حينها رفض الامر هولمز وقال ليس من حق الدول ان تصادر حقوق لاجئين منحها لهم القانون الدولي. ولم تراع تشاد حينها حق الجار او اكرام الضيف ولكن ما يثير النفس في حالة الاغتصاب التى وقعت داخل الاراضي التشادية مرور الخبر على المجتمع الدولي مرور الكرام دون ان يجد أي تعليق من قمة هرم المجتمع الدولى ومنظماته التي تتعامل مع كوارث اهل دارفور بشهية التشفي بالدولة، يمر الخبر فقط عبر منظمة العفو الدولية مع صمت كامل لمنظمات مثل (هيومان رايتس ووتش، وانقذوا دارفور)، هؤلا الذين دقت طبولهم عندما وقعت مثل هذه الحالة في دارفور. ومن واقع الحال يرى عدد من المراقبين ان سياسة ازدواجية المعايير في الحكم على دول العالم الثالث تستخدم حسب مصلحة الدول العظمى التي تمثلها هذه المنظمات، ويقول وزير الدولة بالشؤون الانسانية عبدالباقي الجيلاني في حديثه عن المنظمات يقول إن المنظمات الاجنبية العاملة في دارفور تتخصص في رفع التقارير المضللة التي تخدم اجندة معروفة لدى حكومته. ويقول الجيلاني: (لو حدثت هذه الحالة في دارفور لقامت الدنيا). ويرى البعض ان الاغتصاب هو الاغتصاب، سواء أ كان في دارفور او خارجها ولكن في معايير المجتمع الدولي ومنظماته يختلف تعريفه باختلاف المكان وباختلاف الغرض من صياغة الخبر وتسخيره في خدمة الاجندة الدولية عبر وسائل اعلامها المرئية والالكترونية. الكل يتساءل: ما الفرق بين إغتصاب النساء في دارفور واغتصابهن في تشاد؟ يقول دكتور الامين التهامى- دبلوماسى: عندما تم تكوين ميثاق الاممالمتحدة عقب الحرب العالمية الثانية تم تشكيلها من الدول المنتصرة في الحرب ومنذ ذلك الحين ظل العالم يسير وفق آليات ومعايير هذه المنظمات التي تتبع للدول المكونة للميثاق ولذلك يرى ان المخرج الوحيد يكمن في توحد العالم حول معايير جديدة تعمل على اصلاح الاممالمتحدة. ويقول التهامي معلقا على حادث الاغتصاب: إن الوضع في دارفور الآن يشهد تحسناً كبيراً وانفراجاً وان السودان خرج من امتحانات كبيرة تتمثل في ازمتى الجنائية واتهامات الإبادة الجماعية ويقول في الوقت الراهن السودان في غنى عن اي احداث جديدة تعيده للمربع الاول خاصة ان المنظمات الاجنبية وناشطي حقوق الانسان تبحثان عن دور جديد في دارفور ولو وقع حادث اغتصاب تشاد لكان الامر الآن يختلف في وسائل الاعلام الغربية. وكشفت تقارير منظمة العفو الدولية امس ان لاجئات دارفور يتعرضن لاغتصاب منظم في تشاد بالرغم من وجود بعثة دولية بالقرب من معسكرات اللاجئين. وتقول تواندا هونداورا من منظمة العفو الدولية إن نساء دارفور هربن من الحرب ليجدن الاغتصاب، ودعت المجتمع الدولي للتحرك من اجل حماية النساء وتوفير الامن والحماية لهن. وتقول المنظمة ان حوالى (142) الف امرأة وفتاة هربن الى تشاد يعشن في حوالى (12) مخيما. وانتقدت العفو الدولية قوة الشرطة الاممية المنتشرة في تشاد واتهمتها بالتقصير ويقول التقرير نفسه إن معظم هؤلاء النساء يتعرضن للاغتصاب ولكنهن يرفضن التبليغ خوفا من العار ولذلك ليست هناك إحصائية مفصلة حول عدد المغتصبات، واتهمت المنظمة تشاد بالتقصير في حقوق اللاجئين بعدم فرض قوانين تمنع الاغتصاب وتحاكم المجرمين. ومهما يكن من حال سيظل اللاجئون من اهل دارفور تحت وطأة الاغتصاب والتشرد حتى يقضي الله امراً كان مفعولاً.