هناك عمليات تعدين عشوائي عن الذهب تتم بواسطة المواطنين العاديين في انحاء متفرقة من السودان في النيل الازرق وفي النيل الابيض وفي ولاية نهر النيل، الناس هناك يستخدمون الوسائل البدائية للحصول على كميات ضئيلة من الذهب، ولكنها على كل حال كميات مشجعة للقيام بمزيد من التنقيب، ومحفزة كذلك للبحث عن وسائل اكثر حداثة وتطورا تمكن المواطنين الغلابة من الحصول على ذهب اضافي. والنتائج التي يحصل عليها هؤلاء تشير الى انهم يعرفون عن تلك المناطق ما لا تعرفه وزارة الطاقة والتعدين، كما بصُر سامري بني اسرائيل بما لم يبصر به قومه، المهم انه كنتيجة لازمة لهذه المعادلة في بحث المواطنين عن وسائل متطورة لاكتشاف الذهب نشطت تجارة تهريب اجهزة كشف المعادن خاصة تلك المستخدمة للتعدين عن الذهب. في الفترة ضبطت السلطات المختصة(121) جهازا، كان جملة ما تم ضبطه بمطار الخرطوم خلال شهر واحد فقط حوالي (115) جهازا كما جاء في احصائية اوردتها احدى الصحف. وتمكنت شرطة مكافحة التهريب بولاية نهر النيل (تعتبر من اكثر الولايات التي ينشط فيها التعدين العشوائي) من ضبط مجموعة اخرى من هذه الاجهزة المهربة. منع المواطنين من التعدين العشوائي عن الذهب يضاهي منع تلك الهرة من الاكل من خشاش الارض طالما ان الحكومة لم توفر لهم وظيفة او مشروعاً اعاشياً، ولكن الخوف هو ان تلتفت وزارة الطاقة ذات صباح فتجد ان كل الشواهد الدالة على وجود الذهب، اصبحت(شواهد) لوفاة معدن بفعل وسائل التهريب المتطورة.