ان ختان الاناث هو ممارسة قديمة وما زالت مستمرة في كثير من الدول خاصة في وسط افريقيا ( من شرقها الى غربها ) على الرغم من ان عادة ختان الاناث تعتبر انتهاكا لحقوق المرأة والطفلة . اما بالنسة للسودان فهنالك ما يشير الى ان ختان الاناث له عمق تاريخي يرجع الى ما قبل المسيحية والاسلام في السودان. اما معدلات ممارسة ختان الاناث في السودان قد وصلت في العام 1999م الى (90%) حسب نتائج مسح الامومة الآمنة ،وقد انخفض هذا المعدل الى( 69.4% ) حسب النتائج الاولية للمسح الصحي للاسرة في العام 2006م ، وقد كان للجهود الحكومية وغير الحكومية الدور في انخفاض المعدل لهذه الممارسة . المفاهيم الاجتماعية الخاطئة لممارسة ختان الاناث : لقد ارتبطت ممارسة ختان الاناث بعدة مفاهيم اجتماعية خاطئة مما جعل من هذه العادة الاستمرارية من جيل الى جيل ، ولارتباطها بسلوكيات مجتمعية خاطئة ، قد يحتاج ذلك الى مزيد من المجهودات لخلق عملية التغيير والتحول الاجتماعي الايجابي. ومن خلال العمل الميداني والبحوث العلمية فيما يتعلق بختان الاناث من قبل الباحثين والمهتمين ، وجد ان هنالك عدة مفاهيم اجتماعية خاطئة تسهم في استمرارية هذه العادة ومن اهمها: * الزعم بأن ختان الاناث عادة اجتماعية موروثة رغم ضرره هذا المفهوم مرتبط بارضاء المجتمع بالشكل السالب ، على الرغم من المجتمع السوداني معروف بكثير من القيم والعادات الاجتماعية الايجابية ولكن على مستوى ممارسة ختان الاناث فقد يصل إلى رابع دولة في العالم بها وفيات امهات نتيجة ممارسة ختان الاناث ، كذلك ترتبط هذه العادة بتأثير( الجدات) على الاجيال، هذا ما اكدته احدى الدراسات الخاصة بالمعرفة والاتجاهات للختان خاصة فيما يتعلق باتخاذ القرار للممارسة ، وهنالك بعض التجارب الايجابية للتخلي عن ختان الاناث وهي ما تسمى بالاعلانات الجماعية وهي تجربة تعكس موقفا جاداً وجريئاً ومشجعاً للقضاء على ختان الاناث وفيها تلتزم مجموعة من المجتمع المحلي بعدم ختان بناته ثم يعلن عن ذلك باشكال مختلفة ، مثل آداء القسم ، تكريم الطفلات اللآتي لم يتم ختانهن ، او تكريم امهاتهن . ولهذه الاعلانات دور مهم في توصيل الرسالة الايجابية للمجتمع . ولكي يتم التحول الاجتماعي الايجابي لابد من تشجيع هذه الاعلانات الجماعية للتخلي عن ختان الاناث. * الحفاظ على العفة وكبح جماح الشهوة الجنسية ان الشهوة تكمن في الدماغ وليس في الاعضاء التناسلية ، ولذلك فان بتر الاعضاء التناسلية الخارجية لا يمنع التفكير في الممارسة ، لذلك لابد من التربية والتنشئة السليمة المشبعة بالقيم . تسهيل الزواج للفتاة هنالك اعتقاد بان الفتاة غير المختونة تقل فرصتها في الزواج ، وهذا مفهوم خاطئ لان هنالك كثيراً من غير المختونات متزوجات ويتمتعن باستقرار أسري . * الخوف من الوصمة الاجتماعية من المهم الادراك بان البنت غير المختونة لها مميزات كثيرة ولا بد من اظهارها ومن اهم هذه المميزات : النشأة السليمة للطفلة دون تعرضها لاية مشاكل صحية /اجتماعية /نفسية سهولة الولادة ، الممارسة الجنسية الممتعة في الحياة الزوجية ، عدم تعثر نزول الدورة الشهرية ............... اذاً فان التخلي عن الختان له مميزات وليس وصمة اجتماعية * النظافة ان سلوك النظافة هو مكتسب ، وان اي جزء من الجسم يجب ان ينظف ، والجهاز التناسلي الخارجي للانثى هو جزء من الجسم ، مع التأكيد على ان غير المختونة تسهل نظافتها أكثر من المختونة . * التجميل للاعضاء التناسلية الخارجية للانثى ان التعود على الختان جعل الكثير من الناس يعتقد بان الختان يجمل الجهاز التناسلي الخارجي للانثى، ولكن الصحيح غير ذلك لأن الختان يشوه ويغير في شكل الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى. * الزعم بانه تكليف ديني لابد من الاطلاع على البحوث الدينية التي تؤكد عدم شرعية ختان الاناث . الآثار الاجتماعية لختان الاناث لختان الاناث آثار اجتماعية كثيرة ومن اهمها : * الاحساس بالدونية مقارنة بعدم الختان * رفض الزواج في بعض الاحيان خوفاً من مشاكل العلاقة الجنسية * الاحساس بالظلم الاجتماعي بسبب العنف الجسدي والنفسي * عدم القدرة على الجماع مما يؤدي الى الطلاق * العقم يؤدي الى حرمان المرأة من الانجاب . * تؤثر مضاعفات الختان في حياة البنت الاجتماعية مثل عدم التحكم في سريان البول قد يؤدي الى الانطواء وعدم المشاركة في الانشطة الاجتماعية . * عدم التوافق الجنسي بين الزوجين قد يؤدي الى عدم الاستقرار الاسري نتيجة الختان. * الصدمة النفسية اثناء عملية الختان تؤثر على البنت مدى الحياة بالشكل السلبي .