كان يلتقط بقايا الطباشير التي تقع من يد الاستاذ الضخم أثناء تأديته للحصص اليومية ليقوم بالكتابة بها على حائط المدرسة وحيطان الحلة التي لم تسلم كذلك من اعترافاته البريئة «أنا أحب أمل».. فكانت اعترافاته على جدران الحوائط شاهداً على دواخل كبتتها مساحة الحرية. هكذا كان الطلاب يعترفون بحبهم قديماً خصوصاً على حوائط مدارس البنات وتقول «سمر» في ذلك ان الحيطان قديماً كانت هي اللوحة الإعلانية التي تقرأ بها كل إعلانات المدرسة أو «الشمارات» كما أطلق عليها حديثاً.. وأضافت أن الفحم والطباشير كانتا الوسيلتين الأقرب لفك عقدة التعبير على الحوائط.. أما «التاج» فقد حكى عن قصة صديقه الذي كان يعترف دوماً بحبه لابنة الجيران وعلى حائط منزلها مسبباً لها الكثير من المشاكل.. ليقع في ذلك اليوم على يد والدها الذي أمسك به وكال له الضرب حتى أعلن توبته وزال خطه من كل حيطان الحي. ولم تقتصر الإعترافات على الحب فحسب بل كان للكراهية دور آخر، والبعض ينعت ذلك الاستاذ بأبشع الصفات خارج حيطان المدرسة.. ثم يطلق تنهيدة ارتياح وهو يغادر وكأنما فش «غبينتو» كما يقولون. هكذا كان التعبير البريء قديماً، أما الآن فبعد دخول الهاتف الخلوي والإيميل والفيس بوك وغيرها أصبح الإعتراف أسهل بكثير ولا يحتاج لأي جهد.