ما أن تهم بزيارة موقع لأول مرة، حتى يكون همك الأول سرعة الوصول الى هذا الموقع، الأمر الذي لا يتأتى إلا بوصف حاذق ودقيق ومفصل الى حين وصولك يكون رأسك قد استدار آلاف المرات، وعيناك جحظت تتأمل حروف جميع اللافتات،هذا إذا كان من وصف لك من ذوي الألباب، أما غير ذلك فموبايلك هو دليلك الذي في يدك، ويبقى خطر موازنات ما تحمله من نقود في جيبك وما تحتاجه من رصيد يحمل لك صوت من تسمعه، طوق نجاة وحل الوصول الآمن. تبارى الشعراء كثيراً في مسألة الوصف فأجادوه من عصر الجاهلية الى عصرنا الحديث وأشهره على الإطلاق حسن وصف المحبوبات، إلا أن الطريف في الموضوع أن النساء لا يجدن وصف المواقع والمعالم والإتجاهات «ساقطات» جغرافياً إلا قليلاً منهن، وهذا على عموم الشيء لكي لا نظلم من يعرفن ذلك والله يعينك إذا وقعت في «امرأة» لا تجيده، فإن حسبك الله ونعم الوكيل هي حبة خفض ضغطك المرتفع، تجاه جهل هذه المرأة من معرفة الشرق من الغرب ويمين الظلط عن يساره وما إلى ذلك. سعاد محمد -موظفة بجامعة الخرطوم- تقول: «هذه حقيقة نعترف بها، لأن النساء لا يركزن ومشاغلهن كثيرة، فهن لا يهتممن بالوصف». سعيدة إبراهيم -ربة منزل- تذكر أنها ركبت ركشة وقد وضعت وصفاً وبعد وصول سائقها الى المكان المحدد طلبت منه التقدم أكثر فما كان منه إلا أن استشاط غضباً وقال: «ده حالكن كلكن كده»، إشارة لعدم معرفة النساء بحسن الوصف. رقية علي تقول: «الرجال أكثر تجوالاً من النساء لذلك يعرفون المعالم وبذلك يستطيعوا ان يوصفوا جيداً». أمل يحيى -طالبة- تقول: «أنا بكره الجغرافيا شديد لأني علمية والوصف جزء منها وربما أكثر النساء كذلك». إيناس ميرغني تقول: «طبيعة النسوان كده لكن ما عارفة السبب شنو»؟ سحر التيجاني: «بحكم قوامة الرجل على المرأة وهو صاحب الكلمة يقودها في كثير من المناسبات وتكون بصحبته». هالة عبدالسلام ضاحكة: «دي مشكلتي أنا أيضاً أعاني منها وما عارفة السبب وحاولت التخلص منها لكنني لم استطع». بدرية محمد التقيتها في المواصلات: (أنا ماشة بالوصف وماسكة قوي وخايفة من «الروحة» ووصفت لي صحبتي، وأنا لا استطيع وصف مكان إلا إذا زرته اكثر من مرة وبالمواصلات للتسهيل والنسوان ما عندهم جغرافيا).