ألقت التصريحات التى نقلتها اذاعة «مرايا اف ام» عن الناطق بلسان الحكومة التشادية محمد حسين مرسال وما أعقبها من تصريحات لوزير خارجية السودان دينق ألور بحجارة الاسئلة على بركة المبادرات الساكنة لحل ازمة العلاقات التى طال امد توترها بين البلدين الجارين حيث قال مرسال إن الحكومة التشادية لم ترفض أية وساطة أو مقابلة وفود سودانية، كما وترحب بكل مبادرة تهدف لحل الأزمة في دارفور، بينما قال ألور بعد لقائه مبعوثاً من الاتحاد الأوروبي يسعى لتطبيع العلاقات بين السودان وتشاد إن الفترة المقبلة ستشهد تفعيل الإتصالات الدبلوماسية وأن تشاد على استعداد لفتح حوار مع الخرطوم، هذان التصريحان يفتحان الباب امام العديد من التساؤلات والاحتمالات من قبيل ما الجديد هذه المرة فقد شهد التاريخ القريب من توتر العلاقات العديد من التصريحات واعلان النوايا الطيبة ولكن سرعان ما جاءت الافعال التى تطمس اى معلم للخروج من الازمة وسط تيه الاتهامات المتبادلة بالسعى الى تقويض وزعزعة استقرار البلد الآخر، والسؤال المحوري هذه المرة: هل الناطق بلسان الحكومة التشادية ينطق عن حال انجمينا ونيتها الصادقة فى طى صفحة الخلافات مع الخرطوم ام هى انحناءة تشادية امام عاصفة من الدعوات الدولية والاقليمية التى صدرت فى الايام الماضية والتي تطالب بوضع حد لتوتر العلاقات بين البلدين كاستحقاق مهم فى طريق السعى الدولى لانهاء ازمة دارفور التى يرى الكثير من المراقبين انها انعكاس لتوتر العلاقات السودانية التشادية؟، ورصدت فى الآونة الاخيرة دعوات اوروبية وعربية وافريقية لانهاء التوتر، حيث دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد واعتبروها «أمراً لا بد منه»، للتوصل إلى حل لملف دارفور، وتواترت انباء عن تكثيف الاتحاد الاوروبى جهوده فى هذا المضمار من خلال مبعوث من الاتحاد الاوروبي النمساوي جورج لِنك لكسر جمود العلاقات بين السودان وتشاد، كما شدد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن على ضرورة وضع حد للتوتر القائم بين السودان وتشاد، وكانت جامعة الدول العربية قد دعت الى تسوية الخلافات التشادية السودانية وبدا امينها العام عمرو موسى متفائلاً حين قال : «إن هنالك الآن ضوءا في نهاية النفق فيما يتعلق بأزمة دارفور بما يشير إلى أننا لم نعد أمام سدود عالية فهناك جهود تبذل من أجل تهدئة الأمور بين تشاد والسودان وكذلك تفعيل الحوار بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة وكذلك دعم الوضع الإنساني في دارفور وكلها خطوات أصبحت واضحة وكلها إيجابية». الحكومة المصرية انطلاقا من علاقتها الجيدة بكل من السودان وتشاد دخلت على خط جهود خفض حدة التوتر وتناول لقاء صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى،الحاكم فى مصر بوفد حزب حركة الإنقاذ والسلام الحاكم فى تشاد برئاسة على محمد زين أمين العلاقات الخارجية سعى مصر لتحسين العلاقات التشادية السودانية. ويؤكد هذا الاهتمام الدولى والاقليمى بتحريك جمود العلاقات بين البلدين على قناعة الجميع بأن تطبيع العلاقات السودانية التشادية هو احد اهم عوامل انجاح جولة المفاوضات القادمة فى الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة فى دارفور وهي جولة وصفها الرئيس البشير بأنها نهائية وبذلت قطر والجامعة العربية والاتحاد الافريقى والمبعوث الامريكى والامم المتحدة جهودا حثيثة لتهيئة الاجواء المواتية لإنجاح هذه الجولة حتى يكتب لدارفور السلام والاستقرار النهائى وينعكس ذلك على علاقات السودان وتشاد التى تجمعها العديد من المشتركات فى التاريخ والجغرافية والمصائر. من جهة اخرى تصريحات الناطق بلسان الحكومة التشادية جاءت فى توقيت مناسب قبيل جولة نهاية الشهر الحالى لمفاوضات سلام دارفور وفى حال رافقتها نوايا جدية يمكن التوصل الى تسوية للتوتر لاسيما وهناك العديد من اتفاقيات المصالحة بين البلدين التى وفرت أطراً لحل النزاع تحتاج فقط الى تجديد الالتزام بها مما يرسل اشارات طيبة الى مفاوضات الدوحة، ويسهم فى التسريع بالتوصل الى سلام دارفور وهذا ما يؤكد تصريح وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله آل محمود عقب اتفاق مصالحة بين البلدين فى قطر :كلما كانت العلاقات بين السودان وتشاد افضل، كان الوصول الى الحل أكثر سهولة.