وأكد خبراء أن تراجع الجهود في مكافحة الحصبة والالتزام السياسي سيؤدي الى عودة الحصبة وظهورها بقوة، ويتسبب في حدوث فاشيات واسعة في أفريقيا وآسيا وشرق المتوسط وأوروبا، ونوّهوا إلى أنه في العام 2010م لم يتلق (19) مليون طفل رضيع - معظمهم فى أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا - اللقاح المضاد للحصبة ما أدى الى حدوث فاشيات الحصبة، كما أن تأخر الشروع في تكثيف أنشطة المكافحة في الهند أدى إلى الإخفاق في بلوغ الهدف المتمثل في خفض معدل وفيات الحصبة بنسبة (90%) بحلول العام 2010م. وأعلنت منظمة (اليونسيف) عن إستراتيجية جديدة ترتكز على ضرورة التغطية العالية بخدمات التطعيم، ورصد انتشار الحصبة باستخدام الترصد المدعوم بالفحص المختبري والتأهب للفاشيات ومُواجهتها والتدابير العلاجية للحصبة والاتصال وإشراك المجتمعات المحلية بهدف خفض الحصبة إلى (95%) العام 2015م، ونوّهت إلى أن أشد الأطفال فقراً وأصغرهم سناً هم الأكثر عُرضةً للوفاة والعجز. وشَهدت عَددٌ من الولايات زيادة كبيرة في تفشي وباء الحصبة، خاصة في غرب وشمال دارفور، وتم تسجيل (145) حالة تم احتواؤها بقيام حملات تطعيم، كما ظهرت حالات حصبة في ولاية شمال كردفان د. سلمى عبد الله المنسق الوطني لبرنامج القضاء على الحصبة ببرنامج التحصين الموسّع قالت ل (الرأي العام)، إنّ القضاء على مرض الحصبة يأتي ضمن الجهود العالمية للقضاء على مرض الحصبة واتباعها لإستراتيجية الصحة العالمية من خلال تنفيذ حملات لقاحية في الأعوام (2004 - 2005م) و(2007 - 2008) و(2010 ? 2011م). وأكدت أن البرنامج استطاع تنفيذ الحملات وحقق نسبة تغطية (95%)، وقالت إن توجيهاً رسمياً صدر لكل الولايات منذ يناير 2012م بإعطاء جرعة ثانية حتى عمر (18) شهراً للوقاية من مرض الحصبة، ونَوّهت د. سلمى الى أن البرنامج يتبع إستراتيجية القضاء على الحصبة من خلال تنفيذ حملات التطعيم للأطفال ويعزز بالتطعيم بالروتين والتغطية بالجرعة الثانية للوصول إلى هدف القضاء على الحصبة العام 2015م ويواصل الرصد لاكتشاف الحالات، وأكدت د. سلمى أن (15%) من الأطفال معرضون للإصابة بالمرض، ونبهت إلى أن الحملات الاحتوائية أدّت إلى خفض معدلات الإصابة بالمرض من (10) آلاف إلى (680) حالة، ونَوّهت إلى ظهور حالات حصبة وسط الكبار تم احتواؤها، وأكدت د. سلمى ضرورة التبليغ الفوري لأقرب وحدة في حالة ظهور أية حالة اشتباه وسط الأطفال وظهور أعراض حمى وطفح جلدي للتأكد من التشخيص. وأوضحت د. سلمى أنّ الحصبة مرض فيروسي معدٍ يصيب الجلد ويسبب حمى تصل أكثر من (38) درجة مئوية، فضلاً عن ظهور طفح جلدي وسعال وسيلان الأنف وتدميع العينين وتستمر هذه الأعراض بين يومين إلى أسبوع، ويمكن أن تسبب الحصبة التهاب الرئة والتشنجات والصمم وتلف المخ، وشددت د. سلمى على ضرورة الوقاية من الحصبة بإكمال الجرعتين من لقاح الحصبة بإعطاء الطفل الجرعة الأساسية في الشهر التاسع وإعطاء جرعة تنشيطية عند (18) شهراً حتى أقل من (24) شهراً لحماية الطفل من الإصابة بالمرض، فضلاً عن التطعيم أثناء حملات القضاء على مرض الحصبة للأطفال من عمر تسعة أشهر حتى خمسة أعوام بغض النظر عن تاريخهم المرضي أو التطعيمي للحصبة.