العميد معين الدين أحمد نائب قائد قوات حفظ السلام في السودان التي تعرف اختصاراً بال(يونميس) والمنوط بها حفظ عملية السلام في السودان على ضوء اتفاق السلام الشامل الذي وقع في نيفاشا عام 2005 وهو أرفع مسؤول بالبعثة يلقى مصرعه خلال مدة خدمته، نبأ مقتله على يد مجهولين في باكستان عندما كان يقضي إجازة قصيرة بين أهله صباح الخميس الماضي 22 اكتوبر نزل كالصاعقة على زملائه وجنوده بالسودان. وقد اقامت بعثة الاممالمتحدة بالسودان حفل تأبين في الثالثة من بعد ظهر الخميس بمقر البعثة بالخرطوم بتحية سلاح صامته ادتها كتيبة الحرس الرواندي بالخرطوم، أعقبها تنكيس علم الاممالمتحدة وعزف مقطوعة الوداع على النفير العسكري أعقبتها دقيقتان من الصمت. ثم ألقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان أشرف قاضي كلمة قصيرة نعى فيها العميد معين الدين وأشاد بمساهمته في جهود حفظ السلام بالسودان. كما نقل قاضي للحضور رسالة العزاء التي تلقاها من السيد آلان ليروا نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام والتي عَزَّى فيها السيد ليروا كل من أسرة الفقيد وزملائه في البعثة لفقدهم لزميل رفيع المرتبة. وفي أعقاب ذلك وضع قاضي إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري تحت علم الأممالمتحدة في فناء مقر البعثة. ثم تبعت كلمة الممثل الخاص للأمين العام في السودان كلمات تأبين ألقاها كل من اللواء بابان تابا قائد قوات حفظ السلام في السودان وممثل الإتحاد النقابي للعاملين السودانيين في البعثة وأكبر الضباط رتبة من بين صفوف الكتيبة الباكستانية العاملة في قوات حفظ السلام في السودان. نبأ رحيل العميد معين الدين تصدر معظم الصحف الباكستانية الصادرة الجمعة الماضي 23/ اكتوبر 2009م بل ان بعضها اتهم حركة طالبان بتدبير الهجوم الذي أودى بحياته مع سائقه لانس اشفر علي وهو الهجوم الثالث من نوعه الذي استهدف ضباطاً كباراً في الجيش الباكستاني خلال اسبوعين. ونقلت قناة (جيو تي في) الباكستانية عن مصادر من الشرطة أن عملية بحث انطلقت بعد الحادث مباشرة في مختلف أنحاء العاصمة لتوقيف المتورطين بالهجوم، والتركيز الأكبر على منطقة (ج 11) التي وقع فيها الحادث. ونقلت القناة عن شهود قولهم إن مسلحين يستقلان دراجة نارية، يتراوح عمراهما بين(22 و25 سنة)، فرا من المكان بعد تنفيذ الكمين الذي استهدف سيارة للجيش. والقطاع (ج 11) هو المنطقة السكنية المخصصة لكبار المسؤولين في الجيش الباكستاني بإسلام أباد. العميد معين كان يقضي اجازة قصيرة مع أسرته في اسلام اباد وقد كان يخطط للعودة الى مقر عمله بالسودان الجمعة الماضية أي قبل نحو (24) ساعة من مصرعه وقد تعرض لهجوم مسلح بعد دقائق من خروجه من منزله في الساعة الثامنة والربع من صباح الخميس خلال توجهه الى مقر قيادة الجيش على متن سيارة عسكرية من طراز جيب اذ تعرض لهجوم من ثلاثة اتجاهات وفارق الحياة على الفور: وقال شهود عيان ان سائقه فقد السيطرة على السيارة التي اصطدمت بمقطورة كانت تقف على جانب الطريق وان اثنين من المهاجمين كانا على ظهر دراجة بخارية بينما كان المهاجم الثالث على قدميه . العميد معين الدين، الذي شغل عدة مناصب كضابط في الجيش الباكستاني وارتقى الى منصب العميد وتولى منصب نائب قائد قوات حفظ السلام في السودان في شهر يونيو من العام الجاري مسنودا بخبرته الجيدة في الجيش الباكستاني حيث عمل نائبا لمدير العمليات في الجيش الباكستاني، كما شارك في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الصومال في عام 1994 حيث يقود مع النيبالي اللواء بابان جونق إحدى أكبر بعثات حفظ السلام في العالم والتي يبلغ قوامها نحو (11) ألف عنصر، وبفقده تكون الينميس قد فقدت احد ارفع قادتها..