تشهد عَدَدٌ من القطاعات الاقتصادية سنوياً حراكاً موسمياً بسبب العطلة الصيفية للمدارس والتي تنعكس إيجاباً على قطاعات السياحة والتجارة والتعليم والخدمات والمناشط الثقافية والرياضية والشبابية. حيث يتجسّد هذا الحراك في الرحلات السياحية التى تقوم بها مجموعات من الطلاب وتنظيم الكورسات الصيفية التعليمية والتربوية والفعاليات الثقافية والرياضية، الى جانب تعليم السياحة والحراك الملحوظ بالأسواق بزيادة الطلب على الملابس الأطفالية والألعاب الاطفالية بأنواعها، كما طال الانتعاش المحال التجارية بالأحياء والشوارع الرئيسية والمكتبات والتي تهيأت للإجازة الصيفية بتوفير مستلزمات الطلاب من أدوات الرسم والتلوين والألعاب والملابس الصيفية والإدوات الرياضية. وكشفت جولة ل (الرأي العام) بالسوق الشعبي الخرطوم، عن حدوث حراك وزيادة في الطلب على الملابس الصيفية والأطفالية والأحذية والألعاب الأطفالية التي تراوحت أسعارها ما بين (10 إلى 50) جنيهاً، كما أعرب عدد من التجار عن تفاؤلهم فى ان تسهم العطلة الصيفية فى تجاوز حالة الركود التي تعاني منها الاسواق. وأكد حاج الطيب الطاهر، الأمين العام للغرفة التجارية بولاية الخرطوم ان العطلة المدرسية دائماً ما تحدث حراكاً تجارياً موسمياً بالاسواق بزيادة الطلب على بعض السلع خاصة مستلزمات الأطفال من ألعاب وملابس صيفية وأحذية وأدوات مَكتبية، مُبيِّناً في هذا الصدد أن التجار شرعوا مبكراً فى الاستعداد لعطلة المدارس بتوفير مُستلزماتها. وأضاف حاج الطيب في حديثه ل(الرأي العام): هنالك غلاء ملحوظ في أسعار السلع بالأسواق المحلية ادى لضعف القوة الشرائية، حيث أصبح من الصعب على كل مواطن أن يشتري ما يرغب فيه، وإنما يتم التركيز فقط على شراء السلع الأساسية (الأكل والشراب)، ولا يوجد إقبال على السلع الكمالية، بل حتى مستلزمات الأطفال للإجازة الصيفية يتم الإقبال عليها بشكلٍ محدودٍ وليس كبيراً. وفي ذات السياق، أعلن د. علي محجوب وكيل وزارة السياحة، عن شروعهم في تنفيذ مشروع (إجازتي سودانية) للعام الثاني على التوالي للاستفادة من العطلة الصيفية للمدارس في تحريك قطاع السياحة بالولايات خاصةً ولايات: البحر الأحمر وكسلا والجزيرة ونهر النيل والشمالية وجنوب دارفور وشمال كردفان. وأضاف الوكيل في حديثه ل (الرأي العام) ان مشروع (إجازتي سودانية) الذي تم تدشينه العام الماضي نجح في تحريك قطاع السياحة بولايتي البحر الاحمر وكسلا لما تتمتّع به هاتان الولايتان من جواذب سياحية لتنعكس عائدات السياحة ايجاباً على اقتصاد الولايتين، حيث استقطبت ولاية كسلا نحو (10) آلاف سائح خلال شهر واحد، بينما جذبت ولاية البحر الأحمر خلال الثمانية أيام التالية لرأس السنة عشرات الآلاف من السوّاح وانتعشت قطاع السفر والسياحة من فنادق وخطوط طيران وشركات تفويج للسواح. وأعلن الوكيل عن أنّ الجديد فى مشروع (إجازتي سودانية) لهذا العام هو حدوث تطور ملحوظ في تأهيل وتطوير الجواذب والمقومات السياحية بالولايات ليزداد التنافس بينها في استقطاب السوّاح من الداخل والخارج، حيث عمدت ولاية البحر الأحمر الى توسعة البنية الفندقية والشقق الفندقية والمفروشة والمنتزهات السياحية على شواطئ البحر الأحمر وتأهيل منتجع أركويت ليصبح جاذباً للسواح، كما ركّزت ولايات: كسلا والجزيرة وشمال كردفان والشمالية ونهر النيل وجنوب دارفور على تهيئة البيئة للسياح بإقامة الفنادق والمنتجعات السياحية، حيث تم تأهيل المناطق الأثرية بالنقعة والمصورات والبجراوية والمدينة الملكية وإهرامات نوري وجبل البركل والكُرو، كما يتواصل العمل في إنشاء إستراحات بهذه المناطق الأثرية وتهيئة البيئة للسياحة بمحمية الدندر. وتوقع الوكيل أن تسهم هذه الاستعدادات الولائية لتهيئة البيئة السياحية في تشجيع السياحة الداخلية وإنجاح مشروع (إجازتي سودانية) لهذا العام في زيادة عائدات السياحة لتنعكس إيجاباً على اقتصاد الولايات والاقتصاد الوطني.