رغم الجهود المبذولة من قبل ولاية الخرطوم لمعالجة أزمة المواصلات في خطوط المواصلات المختلفة تتعالى أصوات احتجاجات المواطنين بان الحلول ما زالت بطيئة، وأن أصحاب الحافلات يستغلون ندرة المواصلات بزيادة أسعار تعرفة الخطوط خاصة في الفترات المسائية كما هو الحال في موقف استاد الخرطوم ،إذ تصل تعرفة مواصلات الكلاكلات ضعف التذكرة المحددة لها وطالب المواطنون بضرورة إيجاد رقابة ومتابعة ومحاسبة لأصحاب الحافلات التي لا تلتزم بالتعرفة مشددين على ضرورة الحد من تكرار زيادة تعرفة المواصلات في الفترات المسائية. وفي إطار المعالجات الجارية تم مساء امس الأول توقيع عقد قطار ولاية الخرطوم المحلي بين ولاية الخرطوم وشركة نوبلز لخدمات السكة حديد بكلفة (78 ) مليون دولار لتسيير (6) قطارات لنقل المواطنين كمرحلة أولى في إطار الاستراتيجية الموضوعة من قبل الولاية والتي تأتي امتدادا للمعالجات الجذرية الى جانب المعالجات الآنية التي تمت مؤخرا من قبل الولاية والمتمثلة في زيادة أسطول النقل من خلال استيراد المزيد من الباصات والحافلات ذات السعة الكبيرة لحافلات ميني باص والتي تتراوح سعتها بين (2540 ) راكبا من مصر والصين الى جانب تخفيض الجمارك بنسبة 70% على الباصات المستوردة الى جانب عمل معالجات في بعض المواقف وتأهيل بصات شركة ولاية الخرطوم. وكشف د. عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم ان الولاية وفي إطار المعالجات الآنية والطويلة وضعت استراتيجية شاملة لمعالجة مشكلة المواصلات وقال لدى حضوره حفل التوقيع ان الحلول الآنية بدأت تظهر نتائجها من خلال تشغيل شركة مواصلات ولاية الخرطوم بالحد الأقصي الى جانب استيراد الميني باص مبينا بانه تم استيراد (500) بص وتجري الترتيبات للتسليم وتوقع تسليم الدفعة الأولى من الحافلات اليوم وأشار الى ان الحافلات المصنعة في جياد سوف تسلم أيضا وقال انه تم تأهيل (660) باصاً من باصات شركة مواصلات العاصمة واشار والي الخرطوم الى المعالجات الاستراتيجية لقضية النقل والمواصلات والتى ستحل القضية حلاً جذرياً والمتمثلة في استيراد المزيد من الباصات والحافلات ذات السعة الكبيرة مشيرا الى انه وبحلول شهر مارس سيصل عدد الحافلات الميني بص ل (1400) مع الاستمرار فى توريد الباصات الكبيرة ليصل عددها الى اأفي باص هذا العام وأشار الى ان الفترة الاخيرة شهدت تمليك القطاع الخاص بصات كبيرة الى جانب انشاء العديد من الجمعيات كاشفا عن إنشاء شركة وجمعية أخرى قريبا وقال من المعالجات إلغاء مواقف المواصلات والاستعاضة عنها بمحطات ربط بأرقام او بأسماء بدل المواقف كاشفا عن وصول الدفعة الأولى لهذه المحطات لبدء تركيبها قائلا (تاني ما في حاجة اسمها مواقف وما في محل اسمو موقف وان موقف كركر سوف يتحول لمحطة ربط ومحطة للسكة حديد ) وقال من ضمن الاستراتيجية الموضوعة لحل مشكلة المواصلات على المدى البعيد الاستفادة من خطوط السكة حديد بالولاية واصفا توقيع العقد بين الولاية والشركة بالمرحلة الثالثة للمعالجات، مبيناً ان القطار المحلي هو فكرة أنتجتها سكك حديد السودان والتي لنا معها شراكة استراتيجية لتشغيل القطار المحلي السريع وقال إن القطار في المرحله الأولى ربط شمال الولاية بجنوبها والثانية أطراف الولاية شرقاً وغرباً، وأشار الى ان القطار المحلي السريع هو تجربة حديثة اكتملت كافة الدراسات من قبل بيت خبرة الماني، مبينا بان هذه الخطوط سوف تربط شمال وجنوب الخرطوم بالمركز على ان تستهدف المرحلة الثانية شرق وغرب الخرطوم، وأشار الى ان العمل جار على استيراد بصات نهرية كبيرة للاستفادة من الأنهار فى الولاية وقال الوالي ان أزمة المواصلات سوف تحل قريبا مشيرا الى المتابعة الجيدة لهذا الأمر. وأوضح المهندس مكاوي محمد عوض مدير سكك حديد السودان أن العواصم الكبيرة تستغل القطار في نقل المواطنين وان القطار يعمل على ايصال المواطنين في مواعيد مريحة، وقال ان الخطة تعمل على استغلال الخط الموجود شمال الولاية وانشاء خط مواز من الخرطوم الى سوبا مؤكداً انها بداية جادة لعمل استراتيجي لادخال القطار في نقل الركاب وان القاطرات تعمل بالديزل ونعمل في المستقبل لتشغيلها بالكهرباء وان التشغيل سيبدأ بعد عام من توقيع العقد، وان المرحلة الأولى بها (6) قطارات معددا مميزات القاطرات بالسرعة والراحة والامان والالتزام بالمواعيد ، وقال إن الهيئة ستسهم بالخطوط الموجودة لحين عمل خطوط اخرى لتغطية كافة أنحاء الولاية وأشار الى ان هذه الخطوة سوف تعالج أزمة المواصلات نهائيا بالعاصمة نسبة للسعة الكبيرة التي تمتاز بها القاطرات، مبينا بان الدول المتقدمة تعتمد علي القاطرات في المواصلات الداخلية واكد جدية الهيئة لتنفيذ العمل رغم ان هذه الصناعة مكلفة وأشاد مكاوي بالشركة المنفذة وقالت انها وطنت صناعة السكة حديد في البلاد وقال ان القطارات ستعمل في المرحلة بالديزل على ان تعمل بالكهرباء مستقبلا وأشار الى ان هذه القاطرات سوف تنقل المئات والآلاف في وقت واحد وستسهم وبشكل مباشر في حل مشكلة أزمة المواصلات نهائيا. وقال د. أحمد قاسم مدير وحدة المشروعات الاستراتيجية بولاية الخرطوم ان العمل والدراسات لهذا المشروع بدأت قبل خمسة أشهر مبينا بانه يأتي كمشروع متكامل من خلال إنشاء خطوط نقل جديدة وتحريك قطارات بطول 50 كلم شمالا بعدد (12) محطة مزودة بكافة الخدمات للمواقف من وسائل الراحة المختلفة مبينا بان الرحلة الواحدة سوف تنقل اكثر من (400) فرد ، كما ان هنالك خطا آخر جنوبا يربط الخرطوم حتى المسيد واشار الى وجود خطة لعمل طريق مواز لهذا الخط الى جانب عمل خط حتي جبل أولياء وقال انه سيتم ربط الحاج يوسف مستقبلا بالسكة حديد الى جانب ربط امبدة بالخرطوم ايضا. ووصف مدير هيئة المواصلات بولاية الخرطوم د. النعمة توقيع الاتفاقية بالخطوة المهمة مبينا بان ذلك يأتي في إطار المعالجات الجارية لحل أزمة المواصلات بالولاية من خلال ربط المركز بالضواحي وقال إن العمل سيتم بست قاطرات في المرحلة الاولى على ان يتوسع تدريجيا وسيوفر قطار على كل رأس ساعة بالمواقف المحددة وتوقع زيادة سعة الركاب مستقبلا الى جانب زيادة شبكة النقل الحديدي ،وتعهدت شركة نوبلز بتنفيذ هذا المشروع بعد عام من الآن وكشفت عن ربط العديد من مدن العاصمة مع بعضها من خلال انشاء خطوط جديدة في تلك الفترة وكشفت عن تصنيع الوابورات خلال تسعة أشهر الى جانب عمل محطات وإدخال أنظمة حديثة في القاطرات للتحكم في العمليات المرورية كما تعهدت الشركة بتوفير خدمات تذاكر الكترونية لتسهيل حركة نقل الركاب.