جاء في الأخبار أن الفنانة العراقية شذى حسون ستشدو بأغنية سودانية بعد أن تعيد توزيعها وهي أغنية كده كده يا الترلة . الخبر لم يقع موقعاً حسناً عند معظم السودانيين وأجزم بذلك لأن مثل هذه الأغنية وتوابعها يعرفها السودانيون بأنها من الأغاني الهابطة التي يحرم سماعها من خلال الأجهزة المسموعة والمرئية الرسمية والخاصة وتغنى هذه الأغنية وأمثالها في الحفلات والجلسات الخاصة ووسط فئات بعينها من الشباب . يتوقع السودانيون عندما يتغنى أحد الأشقاء أو الشقيقات العرب بأغانيهم أن تكون ممن تغنى بها كبار الفنانين السودانيين أمثال عثمان حسين – محمد وردي – أحمد المصطفى – الكابلي – بادي محمد الطيب – ابراهيم عوض – الكاشف ...الخ الأغنية السودانية تظلم عندما ينتشر الهابط منها على الفضائيات العربية ولو بحناجر ذهبية غير سودانية ، وظلم الأغنية السودانية يقع عندما يتخير منها بعض المنتجين العرب الأغنيات الهابطة لا التي تفردت بإيقاعات نادرة تولدت من التراث السوداني الهجين بالعربية والأفريقية والسودانية وهي إيقاعات قديمة قدم الحضارة السودانية التي بينت الاكتشافات الأثرية والتاريخية أنها من أقدم الحضارات في العالم لتجاوزها السبعة آلاف سنة . ومثل هذه الإيقاعات التي ترجمها كبار المطربين السودانيين الى اعمال بديعة أمثال فنان أفريقيا الأول محمد وردي وعثمان حسين وصلاح مصطفى وشرحبيل أحمد وصلاح بن البادية تغنى بها خلسة بعض الفنانين غير السودانيين وضمنوها ألبوماتهم دون أدنى مراعاة لحقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلني بل حتى دون الإشارة الى حق تضمين اسم الشاعر واسم الملحن على الألبوم وجاء في التعريف بأنها أغاني تراثية . بل حتى أغاني السيرة وهي الأغاني والأهازيج التي يزف بها العريس والعروس وزف بها أجداد أجدادنا و أباؤنا مثل السيرة الشهيرة التي زف بها جميع السودانيين : يا عديلة يا بيضا يا ملايكة سيري معاه الليلة شويم بي قدرة الله ود العزة والمهلة عروسو ضوت السهلة الليلة شويم بي قدرة الله شاهدت أحد الفنانين من دولة جارة للسودان يتغنى بها على أحد المسارح في فرنسا مؤدياً اياها بفرقة موسيقية مختلطة بين الآلات الوترية والنحاسية شارحاً لجمهوره أنه قام بهذا العمل لنشر التراث الغنائي لبلده ليبلغه للمتلقين الأوروبيين باعتباره عملاً (نسبه لبلده) عظيماً. الإيقاع السوداني له مكان عند الشعوب الغربية وبالطبع الأفريقية والفرق السودانية قدمت أعمالاً نالت الإعجاب والاستحسان من على المسارح العالمية في أوروبا وأمريكا وآسيا وحصدت الجوائز العالمية ولكن الأغنية السودانية لن ينشرها عربياً ويرتقي بها ألا الفنانون السودانيون وهم الأقدر على فك أسرها وحل عقالها ولن تشهر الأغنية السودانية أغاني القاع ولو تغنى بها فنانو وفنانات ستار أكاديمي والكليبات والدي جي . الأغنيات السودانية الأصيلة تنتشر الآن في بقاع الأرض وبدأت تنتشر وسط الأشقاء العرب خاصة بعد أن قام أحد كبار الفنانين العرب الفنان السعودي راشد الماجد بتضمين آخر ألبوماته لحناً سودانياً جديداً خاصاً به وبكلمات خليجية.