الخرطوم: مريم أبشر - عمرو شعبان - عبد الرؤوف عوض: وقع السودان وجنوب السودان فجر أمس، مصفوفة آليات ووسائل تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك الموقع في سبتمبر الماضي، فيما وجَّه الفريق سلفا كير ميارديت رئيس دولة الجنوب الدعوة للرئيس عمر البشير لزيارة جوبا، ووعد البشير بتلبيتها، بينما أكدت وزارة النفط جاهزيتها فنيا لبدء استئناف صادرات النفط، وأنه ستصدر خلال الأسبوعين المقبلين الأوامر للشركات لضخ النفط في الأنابيب. وأوضح إدريس عبد القادر رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات لدى وصوله الخرطوم أمس، أن التوقيع تم في الرابعة والنصف من فجر أمس، ووصف المصفوفة بانها شاملة لضمها كل تواقيت واجراءات الاتفاقيات التسع السابقة، وقال:توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاقية الترتيبات الأمنية مهد الطريق للتوقيع على المصفوفة الشاملة. وكشف إدريس عن اشتمال الاتفاق على آليات وتوقيت تنفيذ الاتفاقية الأمنية والنفط والديون الخارجية والمعاشات والمصارف وترسيم الحدود والتعاون الجوي والتجارة، وقال: المصفوفة تغطي جميع مواد اتفاقيات التعاون وتحدد كيفية تكوين اللجان والجهات المنوط بها التنفيذ وعضويتها وكل ما يلي الترتيبات التنفيذية والاجرائية. وعد عبد القادر التوقيع إيذاناً من قيادة الدولتين بالتنفيذ الكامل لجميع الاتفاقيات، وأوضح أن بداية الانطلاق هو تاريخ التوقيع على المصفوفة الامنية في 10 مارس ليبدأ تنفيذ كل الاتفاقات بصورة مشتركة ومتزامنة ومنسقة، وأن المصفوفة الموقعة تعبير عملي عن طبيعة التنفيذ المتزامن والمشترك. وأعرب إدريس عن أمله في التوصل الى تكامل اقتصادى واجتماعي بين الدولتين، وقال: بالتوقيع فإن الأبواب تفتحت على مصراعيها لتحقيق جوار آمن وحسن وينتقل للأحسن والطبيعي فى كل المجالات. وجدد إدريس التزام الحكومة باتفاقات التعاون وآليات تنفيذها نصاً وروحاً، وأبدى ثقته في التزام حكومة جنوب السودان بالتنفيذ الناجز لما تم الاتفاق عليه ووفق الجدول المعلن. واعتبر أن التوقيع يلقي المسؤولية على الحكومتين وجهاتهما الفنية والتنفيذية، وأن التنفيذ سيتم عبر علاقات ثنائية وطبيعية لتحقيق جوار آمن وسلام مستدام بحيث تتطور علاقات الدولتين لمستوى كامل. وشكر إدريس الاتحاد الأفريقي لمجهوداته وخص بالشكر ثابو امبيكي وبيير بيويا وعبد السلام أبوبكر، وقال: نشكر كذلك مجهودات رئيس وزراء اثيوبيا الراحل ملس زيناوي ورئيس الوزراء الحالي هايلي مريام، ووصف جهودهما بأنها التي ساعدت على تخطى كل العقبات. وفي السياق، وجَّه الرئيس سلفا كير خلال اتصال هاتفي أمس، الدعوة للرئيس البشير لزيارة جوبا، ووعد البشير بتلبيتها. وقال عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي للرئاسة حسب (سونا)، إن البشير أكد خلال الاتصال ضرورة الحرص على الالتزام بتنفيذ المصفوفة. وأوضح أن الرئيسين تبادلا التهاني بالتوقيع واتفقا على أن ما تم يمثل الوضع الطبيعي للعلاقة بين البلدين، وقال إن الرئيسين شددا على أن مصلحة الشعبين تقتضي توثيق العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. واتفق الرئيسان، بحسب سيد أحمد، على المضي بإخلاص وصدق وجدية في إنفاذ المصفوفة وتسوية القضايا العالقة التي تعوق تعزيز التعاون بين البلدين. وكان ثابو امبيكي رئيس رئيس الآلية الأفريقية، أعلن أمس، توصل الجانبين لاتفاق على إصدار أوامر لاستئناف تصدير نفط الجنوب في غضون اسبوعين. وأبلغ امبيكي الصحفيين بأن الأوامر ستصدر للشركات في غضون أسبوعين لاستئناف تدفقات النفط. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية ترحيبها رسميا، بالتوقيع على الاتفاق، ووصفت الوثيقة بالمهمة. وأوضحت في بيان امس، ان الوثيقة تأذن بتنفيذ كل ما تم إبرامه من اتفاقيات بين البلدين في شتى المجالات خاصة الترتيبات الأمنية والتعاون الاقتصادي خاصة ما يتعلق بتصدير نفط الجنوب عبر أراضي السودان والتجارة والتعاون المصرفي إضافة الى حركة المواطنين ومعاملتهم في البلدين. وامتدحت الخارجية دور الاتحاد الافريقي و الأطراف الدولية الفاعلة كافة في العملية السلمية، وأكدت التزام وحرص الحكومة على تنفيذ المصفوفة وفقا للبنود والتوقيتات الزمنية الواردة بها ووفقا لمبادئ حسن النوايا والتعاون البناء وحسن الجوار، وأهابت بالمجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته كاملة تجاه السودان نظير ما قام به تجاه تطبيق اتفاق السلام الشامل من أجل تعزيز وتثبيت خطى السلام الماضية، وطلبت الخارجية من الأسرة الدولية تكثيف الجهود لإزالة العقبات عن طريق السلام، خاصة رفع العقوبات وإعفاء الديون، بجانب تقديم المساعدات الاقتصادية ليتمكن السودان من تجاوز الأضرار والمعاناة التي تكبدتها البلاد خلال الفترة الماضية. وشكرت الخارجية نيابة عن حكومة وشعب السودان الاطراف الدولية كافة التي أسهمت وساعدت في تحقيق ما وصفته بالإنجاز المهم، خاصة الاتحاد الأفريقي ممثلا في الآلية ورئيس منظمة (الايقاد) ورئيس الوزراء الأثيوبي وهايلي منكريوس المبعوث الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان. وعلى الصعيد، أكد عوض عبد الفتاح الأمين العام لوزارة النفط، جاهزية الوزارة فنيا لبدء استئناف صادرات النفط، وأوضح أنهم كانوا يحتاطون ويتوقعون منذ وقت مبكر وصول الجانبين لاتفاق في أي وقت، وقال إنه وخلال الأسبوعين المقبلين سيصدر أوامر إلى الشركات لضخ النفط في الأنابيب ومنه الى ميناء بورتسودان، وأشار الى أن هذه العملية معقدة بسبب توقف النفط لفترات طويلة وعدم الاستفادة من الأنبوب، لكنه قال إن الاحتياطيات الفنية التي وضعت من قبل الوزارة ستقلل التعقيدات، وأكد جاهزية الوزارة لإعادة تشغيل المنشآت لطبيعتها الأولى، ووصف استئناف النفط بالمكسب الكبير للشركاء جميعا. من ناحيته، قال يوسف الحسين وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني، إن توقيع الاتفاقيات وتطبيقها سينعكس إيجابا على تبسيط الاجراءات والجهود المشتركة لمعالجة ديون السودان من خلال تفعيل العمل المشترك والاتصال بالدائنين وإدارة حوار ايجابي معهم بهدف معالجة ديون السودان الخارجية، وأبان أن ذلك سيحقق مصالح مشتركة تخدم لصالح الدولتين وتحقيق رفاهية الشعبين ويعزز المصالح الاقتصادية من خلال خلق جوار آمن يعزز فرص التطور الاقتصادي والتنمية على مستوى البلدين، وأشار الى ان ذلك سيسهم في دفع مساعي تحقيق التنمية والتطور الاقتصادي. من جهة أخرى، رحَّب المؤتمر الشعبي بالتوقيع على المصفوفة، وقال كمال عمر الأمين السياسي للحزب حسب (سونا)، إن لحزبه علاقات مع دولة الجنوب وصفها بالجيدة، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية فإنه يؤيِّد توقيع الاتفاقية، آملاً أن تساعد هذه الاتفاقيات في تجسير العلاقات بين البلدين في فتح الحدود وحلحلة القضايا العالقة. وطالب كمال بتنفيذ المصفوفة، خاصة ما يتعلق بعبور النفط عبر الأنبوب السوداني.