البلهارسيا مرض قديم ومتجدد ومن الامراض المنسية ومهملة لعدم اهتمام المنظمات العالمية بالمرض وتقديم الدعم له باعتباره مرضا محليا ويشبه السلاح الجرثومي لان اصابة شخص واحد يمكن ان ينقل المرض الى قرية بأكملها او اصابة (10) آلاف شخص. وابدت وزارة الصحة الاتحادية اهتماما خاصا في الفترة الاخيرة بمرض البلهارسيا واعتبرته هما لابد من مكافحته وأجرت عمليات مسح شامل لمعرفة مناطق الانتشار واتخاذ القرارات المناسبة وقيام حملات علاجية في أكثر المناطق انتشارا والذي اتضح انه ينتشر في كل محليات السودان وتتراوح نسبة الاصابة بين (3,5%) في ولاية الخرطوم كادنى نسبة وولاية الجزيرة (11%) ونهر النيل (9%) والقضارف (17%) وكسلا (15%) والنيل الابيض (14%) و(70%) في شمال كردفان كأعلى نسبة بالإضافة الى وجود عدد من البؤر الموجودة في ولايات نهر النيل ودارفور والنيلين الابيض والأزرق. وكشفت الوزارة عن وضع خطة استراتيجية لمدة خمسة اعوام ووضع الموجهات التفصيلية لاستئصال المرض. بلة تاج السر منسق البلهارسيا بولاية نهر النيل قال ل(الرأي العام ): تم اجراء مسوحات وسط طلاب المدارس (150) مدرسة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدنى و وجد ان المرض ينتشر بنسب متفاوتة في المحليات واظهر المسح امتداد المرض الى المدن خلاف الاعتقاد ان المرض يتركز في الريف وتبلغ نسبة الاصابة العامة في ولاية نهر النيل (9%) ويوجد المرض بنسب عالية في مناطق جنوب شندي وشمال المتمة وشمال محلية عطبرة وكليوة وغرب عطبرة وتصل نسبة الاصابة بالمرض في بعض المحليات (50%) وتم وضع خطة لمكافحة المرض من خلال تقوية الفحص في المراكز الثابتة ورفع الوعي وسط الكوادر الصحية وتمددت الشراكة لمكافحة المرض مع وزارة الزراعة وتكامل القطاعات مع ادارة الملاريا وصحة البيئة. وقال د. هشام عبد اللطيف مدير ادارة الطب الوقائي بوزارة الصحة بولاية نهر النيل ل(الرأي العام ) : الولاية قبل دخول النشاط الاستثماري في المجال الزراعي كانت توجد بؤر معروفة في مشروعي الزيداب والباوقة بنسب محصورة ، أما حاليا لوجود الاستثمار الكبير للمشاريع الزراعية والتي لم تراعى فيها الآثار الصحية لهذه المشاريع بالإضافة الى اعتماد هذه المشاريع على الطرق التقليدية للري (القنوات ) والتي لها آثار سالبة في انتشار مرض البلهارسيا في كل محليات الولاية بنسب متفاوتة وفي بعض المناطق تصل نسب الاصابة الى (20%) وتم وضع برنامج فاعل لمكافحة المرض على مستوى الصحة والمحليات وتم تدريب المنسقين. وتدعم وزارة الصحة الاتحادية الولاية بما تحتاجها من العلاج كاشفا عن وجود اشكاليات في تسيير العلاج الجماعي بعد تنفيذ مسوحات وسط الطلاب وحسب نسب الاصابة يتم توزيع العلاج. ويرى د. الصادق بلة ممثل وزارة الصحة ولاية الخرطوم ان المرض ينتشر في ولاية الخرطوم على طول نهر النيل الابيض من الغابة حتى جبل اولياء وهي موبوءة بمرض البلهارسيا وتبلغ نسبة الاصابة في ولاية الخرطوم (3,5%) وينتشر المرض في مناطق الشجرة والرميلة ومشروع السليت وود رملي وفي مشروع الجموعية في امدرمان وينظم البرنامج حملات للعلاج الجماعي لطلاب المدارس كاشفاً عن وجود إشكاليات تواجه البرنامج خاصة ضعف الاموال المرصودة وصعوبة توفير العلاج ووسائل الحركة . وقال ان نسبة الاصابة بالمرض ترتفع في الخلاوى و تصل الى نسبة (18%) واكد استطاعة الولاية استئصال المرض لتصبح مركزا لتدريب الكوادر في الولايات المختلفة. ويقول جعفر عبد الله من ولاية جنوب دارفور ان معدل الانتشار يتراوح بين (2 الى 92 %) وتم وضع برنامج للعمل بكل الاستراتيجيات في مجال التشخيص والعلاج وبتوفير المعينات ويحتاج البرنامج لرفع القدرات للعاملين ومقدمي الخدمة الطبية في مجال التشخيص بالإضافة الى ضرورة توفير العلاج. د عبد الله الحمدي المنسق الوطني لبرنامج مكافحة البلهارسيا كشف عن وضع استراتيجية خمسية لاستئصال المرض لتكون الحاكمة لكل الولايات وتصبح بروتوكولا في طريقة العلاج ورفع الوعي ويتم اتباعها حسب منظمة الصحة العالمية وجغرافية السودان وتعتمد الاستراتيجية على الفحص والعلاج ومكافحة العائل الوسيط ورفع الوعي الصحي وتوفير المياه النقية والصرف الصحي السليم ومشاركة المجتمع وتوعيتهم خاصة استخدام مياه الشرب النقية ومحاربة الوسيط حتى يتم كسر حلقة المرض وتوعية المواطنين بأهمية استخدام المراحيض ولابد من فحص طلاب المدارس من خلال برنامج برعاية الرعاية الصحية الاساسية وان يتم علاج اي طفل مصاب واخذ عينات من المواطنين لمعرفة نسبة الاصابة بالمرض .. منوهاً الى ان المرض يصيب الذين لهم علاقة بالمياه والمزارعين و صيادي الاسماك منوها الى ان السودان تحصل على (10) ملايين حبة للعلاج منها (6) ملايين من منظمة الصحة العالمية و(4) ملايين من مصر لتغطي الحاجة الحالية. مضيفا انه تمت دعوة خبراء من جنيف لمعرفة الوضع في السودان ومن المتوقع اكمال النقص في العلاج. د. طلال الفاضل وكيل وزارة الصحة الاتحادية قال ل(الرأي العام ) : تم وضع خطة استراتيجية قومية لمكافحة البلهارسيا وتم وضعها من قبل خبراء وطنيين بمشاركة من خارج السودان وتم عرضها على مجلس الوزراء و مناقشتها مع وزارة المالية التي اجازتها و مولتها بمبلغ (مليون دولار )باعتبارها اكبر مهدد صحي وتوجد بنسب عالية وسط الطلاب ولابد من خفض نسبة الاصابة بالمرض الذي يوجد في كل الولايات بنسب متفاوتة بعد اجراء مسح لتحديد نسب الاصابة بالمرض لاعتماد استراتيجيات محددة تتمثل في توزيع حبوب العلاج الجماعي في حالة وجود نسبة اصابة اعلى من (10%) بالإضافة الى مكافحة العائل الوسيط فضلا عن استراتيجية الشراكات مع القطاعات الحكومية لضمان توافر المياه لمناطق الاصابة العالية والتخلص من الفضلات الآدمية . وقال لانطلاقة برنامج المكافحة تتم ادارة حوار مع منظمة الصحة العالمية لتوفير العلاج من قبل الشركاء وتم عمل شراكة مع الصحة العالمية ومصر وكوريا .. كاشفا عن تحديات تتمثل في استمرار البرنامج واستمرار المكافحة وضمان التمويل منوها الى ان احد التحديات التوسع الكبير في المشاريع الزراعية يؤدي الى ظهور بؤر ما لم يتم اتخاذ التدابير الصحية المطلوبة ، بجانب التوسع في مشاريع حصاد المياه من خلال الحفائر ولابد من اتخاذ اجراءات صحية. د. مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم اكد ضرورة وضع استراتيجية مستدامة لاستئصال المرض باعتباره مهددا صحيا يؤدي الى العديد من الامراض منها : سرطان المثانة وتليف الكبد وتقيؤ الدم ويستقبل مستشفى ابن سينا العديد من هذه الحالات المرضية وغيرها من الامراض الخطيرة ، وشدد على ضرورة التوعية بمخاطر المرض وحماية مصادر المياه العذبة من التلوث وبذل مزيد من الجهود للقضاء على المرض الذي يوجد بنسب متفاوتة في الولايات تصل الى (50%) في بعض الولايات وتوجد في شكل بؤر في ولايات دارفور وتبلغ نسبة الاصابة في ولاية الخرطوم (3,5%) وقال ان السودان من الدول التي ساهمت في القضاء على المرض وأكد اهتمام وزارة الصحة الاتحادية على القضاء على المرض نهائيا وتوفير كافة الامكانيات التي تمكن من استئصاله ، منوهاً الى الجهود التي بذلها السودان خلال خمسينيات القرن الماضي بالقضاء على المرض نهائيا بولاية الجزيرة حيث انخفضت نسبة الاصابة بالمرض من (50%) عام (1960) الى (7,5%)خلال عام (1990) وارتفعت مرة اخرى الى (11%) مشيرا الى الدور الذي لعبته وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع حكومية ولاية الجزيرة في توزيع اكثر من مليون حبة خلال العام الماضي معلنا عن تكوين لجنة فنية بولاية الخرطوم لاستئصال المرض ، مضيفا انه تم توزيع نصف مليون حبة لطلاب المدارس بولاية الخرطوم كاشفا عن موافقة منظمة الصحة العالمية باعتماد السودان مركزا اقليميا لتوزيع العلاج المجاني مضيفا الى انه تم دعم السودان بستة ملايين حبة علاج مجاني والعمل على زيادة الدعم مستقبلا.