دخل التعاون الاقتصادي بين الخرطوم والقاهرة وطرابلس مرحلة جديدة لتعظيم المصالح المشتركة والبحث عن استغلال الفرص المتاحة وتنمية الموارد المشتركة ، حيث توج الاجتماع المشترك لوزراء الثروة المعدنية بالسودان ومصر و ليبيا بتوقيع الوزراء الثلاثة على بروتوكول التعاون المشترك في مجال الثروات المعدنية بحضور مديري الإدارات بوزارة المعادن وسفراء الدول الثلاث ، ونص البروتوكول على تنشيط التعاون المشترك بين الاجهزة الفنية والمختصة في مجالات المسح الجيولوجي، والاستكشاف المعدني في المناطق الحدودية، وتقديم مشروعات التكامل بين الدول الثلاث في مجال الدراسات الجيولوجية ، ودراسات صخور الدرع العربي النوبي، وانماط التعدين في المناطق الحدودية، والعمل على استقطاب الاستثمارات لتنفيذ مشروعات تعدينية مشتركة على الحدود، ووضع برنامج زمني لتنفيذ البروتوكول وتكوين لجنة فنية مشتركة للمتابعة، كما اتفقت الاطراف الثلاثة على تكوين لجنة فنية مشتركة على مستوى وكلاء الوزارات تجتمع كل ثلاثة اشهر بالتناوب بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات. ومن المقرر ان تستضيف مصر الاجتماع القادم في يونيو 2013، كما ستتم دعوة دول عربية اخرى للمشاركة في الاجتماع، على ان يعقد الاجتماع الثالث بطرابلس في سبتمبر المقبل، كما امن الاجتماع على مقترح السودان لانشاء صندوق الانماء التعديني، بجانب ضرورة العمل على تحقيق اعلى قيمة مضافة بالنسبة للصادرات التعدينية وتبادل الخبرات . ووصف كمال عبد اللطيف وزير المعادن في كلمته عقب توقيع البروتوكول الاجتماع التفاكري بانه محطة تاريخية لم تتكرر منذ ثلاثين عاما، وأكد الوزير أن قضية التعاون المشترك في مجال المعادن تأتي على رأس الأولويات في مجال العلاقات العربية المشتركة مما يتطلب تضافر الجهود بين كافة الدول لا سيما الدول ذات الطبيعة الجيولوجية المتشابهة، وأشار إلى أن قضايا البحث العلمي، وتبادل المعلومات، وبناء القدرات البشرية، وتنمية المهارات وبناء مراصد عن الحالة المعدنية، وإعادة استكشاف المعادن، وعمل الخرائط الجيولوجية بالاستفادة من تقنيات الأقمار الصناعية والتي تأتي في مقدمة مهام الاجتماع. وأضاف الوزير : إن ما يجمع الدول الثلاث هو رباط وثيق من التشابه والتقارب الضارب في أعماق التاريخ، وذلك من خلال تشابه التراكيب الجيولوجية وطبيعة الأراضي ووحدة المعبر والمصالح، بجانب الرغبة السياسية الجادة في التعاون من أجل خير شعوب المنطقة ورفاهيتها، مبينا وجود تجارب ثرة على صعيد الأعمال الجيولوجية بين السودان ومصر أسفرت عن إعداد أطلس جيولوجي لمنطقة التكامل المشتركة، وتأسيس الشركة السودانية المصرية للتعدين فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم في مجال المسح الجيولوجي في المناطق المشتركة في الحدود. وأكد ضرورة حث بيوت التمويل والصناديق العربية ومؤسسات التمويل الدولية في دعم مجهودات الاستثمار في مجال الثروة المعدنية للدول الثلاث. وقال إن السودان يعلق آمالا عراضا على الاجتماع في أن يضع لبنة قوية للتعاون والتواصل بين الدول الثلاث في مجال الثروة المعدنية وأن يشكل نواة للتعاون العربي الأفريقي لمواجهة التحديات المختلفة. من جانبه أكد المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية المصري حرص بلاده على تحقيق التعاون بين السودان ومصر وليبيا في مجال الثروة المعدنية التي تلعب دورا مهما وكبيرا في الصناعة وتنمية الدول، واشار إلى أن هناك طلبا عالميا على منتجات الثروة المعدنية . واضاف : إن مصر وضعت ثلاثة محاور رئيسية للنهوض بقطاع التعدين، والمتمثلة في وضع سياسات واضحة وجاذبة للاستثمار بجانب إعادة النظر في جهاز الثروة المعدنية وإعادة هيكلته، وإدخال المجال العلمي لهيئة الثروة المعدنية من خلال تعريف دقيق لأنسب الوسائل لاستغلال الثروات المعدنية وتحديد مناطق معينة لقيام مدن تعدينية متكاملة. وأشار إلى أن الاجتماع ناقش قيام صندوق التعدين المشترك لتمويل المشروعات في البلدان العربية من خلال الجامعة العربية والدول العربية المصدرة للبترول ودراسة الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية . ودعا الوزير لبرنامج عمل محدد لتنفيذ مذكرات التعاون الموقعة والخروج بتوصيات تعين على استغلال الثروات المعدنية بالبلدان الثلاث، مؤكدا أهمية تبادل المعلومات والخبرات ووضع خطة لمراقبة مدى جدية تنفيذ المذكرات لا تتجاوز شهورا نسبة لأهمية دور الثروة المعدنية في الاقتصاد للبلدان الثلاث . من جهته أكد الدكتور سليمان علي الفيتوري وزير الصناعة الليبي أهمية توحيد الرؤى ووضع وتحديد إطار زمني ومتابعة ما تم من الاتفاق بين السودان ومصر وليبيا في مجال الثروة المعدنية، مشيرا إلى أن ما يجمع البلدان الثلاث يتمثل في وحدة الأراضي والسكان والتعاون المشترك لما فيه مصلحة شعوب هذه البلدان مشيرا إلى أن هناك مؤشرات بوجود معادن واعدة بليبيا. ودعا الفيتوري الى وضع دراسات تفصيلية للموارد المعدنية وحسن استغلالها ، وتبادل المعلومات ووضع خارطة تعدينية استثمارية وتكوين فرق مشتركة ، وتحليل البيانات المتعلقة بالمنطقة، كما دعا لأهمية مراجعة القوانين المتعلقة بالثروة المعدنية وتكثيف الاجتماعات على المستوى التنفيذي. يذكر ان وزراء المعادن الثلاثة قاموا بزيارة تفقدية لمصفاة السودان للذهب وقفوا خلالها على تجربة السودان في مجال تصفية الذهب وتنقيته .