مرة وليست (جبل مرة).. وجدت الزميل فتح الرحمن شبارقة غارقا في الضحك.. وقد اندهشت فحسب علمي انه كان في مناسبة رسمية تمتلئ اوداجها جدية وحضورا رسميا.. فما كان منه الا ان ازال دهشتي بالقول ان مقدم الفعالية اطاح باللغة العربية وحطم منصوبها ومفعولها ووو.... فكانت ان قفزت في مخيلتي فكرة هذا الموضوع.. وبسؤال هل هي عن طريق الاختيار او بمن حضر ليتولى امر الميكرفون؟ تجولت وحضرت كثيرا من الاحتفالات والظاهرة التي تستحق ان مذيعين ومذيعات اصبحوا في سوق الاختيار وفي كثير من الاحيان بمبلغ متفق عليه لان هذا العمل خارج دائرة الشاشة او ميكرفون الاذاعة. وشاهدت عبد الله احمد الحسن الاعلى اجرا ومذيعات النيل الازرق بينهن رشا الرشيد وسهام عمر والعهدة على من اسر لي ان اجر ساعة للمقدمات يفوق راتبهن الشهري في مؤسساتهن الاعلامية. وحينما سألت المركز الصحفي للتلفزيون القومي كان الرد هل تباع المية في حارة السقايين ؟ والامر بالسؤال نفسه وجهته للاستاذ الطيب سعد مسؤول الاعلام والعلاقات بولاية الخرطوم قال لي ان احتفالاتهم ومناسباتهم الرسمية تكون بوجود مذيع او مذيعة مقتدر يعرف طريقة التقديم خاصة ان مثل هذه المناسبات حضورها من الشخصيات الكبيرة مقاما ومسؤولية. وحين تذهب للكواليس تجد مجموعة من الموظفين يحفظون مقدم البرنامج فقراته ومن يتقدم من اسماء الضيوف ومن يؤخر واحيانا يتغير البرنامج تحذف فقرات وتضاف اخرى وهنالك شخص محدد هو حلقة الوصل بين المؤسسة ومقدم الفعالية.. ومن الظواهر ان المقدمين وهذا (حق الطبع والنشر) فيه للاعلامي عبد الله احمد الحسن البحث في عيون الشعر العربي الفصيح والعامي الذي يكيل المدح للمؤسسة والضيوف وصار الامر تقليدا بين المذيعين والمذيعات ولو كان بين الضيوف اجانب يكون الاختيار لمن يجيد اللغة الانجليزية كما حدث في احدى المناسبات لجهة ما ان تم اختيار د. حمزة عوض الله فاجاد تقديمها بلغتين . ومن الجولة ايضا اكتشفت ان بعض المؤسسات بدأت ضمن كادر مكتبها الاعلامي تضيف شخصا يمتلك مقومات المذيع خاصة في منظمات واتحادات ومؤسسات تعاني ضعف المورد المالي وتبحث عن التقشف في برامج الاحتفالات ومهرجانات التكريم. وما يثير ان الكثير من المؤسسات والشركات الكبيرة تتجاهل مسألة التقديم فتترك الميكرفون لمن حضر وهي تضع في الاعتبار ان هذه المسألة يتقدم اليها من يمتلك الشجاعة ويجيد لغة الخطابة ، وما زلت اذكر انه عندما زار الرئيس البشير العيلفون العام الماضي تولى احدهم التقديم في المرة الاولى لانه كان شجاعا اغتنم الفرصة للظهور امام الرئيس ولكن المدهش انه بعد ان قدم المعتمد قدم المعتمد نفسه والي الخرطوم الذي قدم الرئيس ليخاطب الحضور. وهذه نجدها ايضا في الكثير من المناسبات الخاصة بالمحليات والوحدات الادارية البعيدة عن مركز الولاية سواء في الخرطوم او الولايات الاخرى ..ومقدم البرامج في الاحتفالات يجب ان يمتلك كاريزما الحضور واجادة اللغة وملكة الصوت ولباقة التقديم لان المنصة لها سحرها المؤثر في الحضور بحيث تجعل من الاحتفال سواء أكان رسميا او خاصا ذا قيمة كبيرة اما انها تكون سببا في نجاحه او العكس .. وقد أعجبني تقديم الدكتور الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية في ادارة الحوار الذي تم بين الرئيس البشير ومجموعة الاحزاب التي التقت لمناقشة وضع الدستور الجديد .. ومن الاعلاميين والصحافيين الاستاذ الكبير حسين خوجلي الذي شاهدته مرات كان فيها ذات مرة يدير لقاء الاستاذ علي عثمان محمد طه مع نخب ابناء امدرمان في افتتاح المركز الثقافي ، وحسين نجم البرامج التلفزيونية والاذاعية وصاحب القلم الطاعم وقد اثار اعجاب الاستاذ جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق القطرية حين كان الاحتفاء به من قبل مجموعة من الصحافيين.