تأليف: عبد الجبارالمبارك موسى اثراء للجانب الفكري من حياتنا السياسية والاجتماعية والدينية، تنشر (الرأي العام) كتاباً للدكتور عبد الجبار المبارك حول الفكرة الجمهورية، والصحيفة إذ تنشر هذا الكتاب تريد أن تسلط الضوء على فترة من تاريخنا المعاصر وما حف بها من مساجلات ورأي ورأي آخر. وأما إن كانت الباء تأسيسية: فيكون ظهور اليهودية والنصرانية أساسا لظهور صور ديانات التوحيد . وهذا القول يجعل كل صورة من ديانات التوحيد التي جاءت قبل اليهودية والنصرانية تقوم على غير اساس ؟!وبالتالي فان ديانة إبراهيم واسحق ويعقوب و داؤود وسليمان وكل الأنبياء والمرسلين قبل سيدنا موسى ديانة لا تقوم على اي اساس وهذا قول لا يقول به عاقل يعرف شيئا من الدين !وعلى كلا الحالين فان على الاستاذ محمود ان يكون دقيقا في لفظه وان يأتي بألفاظ محددة المعاني دقيقة المدلولات اذا اراد ان يتكلم بلغة العلم لان العلم يذكر ان صورة ديانات التوحيد ظهرت بظهور الانسان الذي خلقه الله على الفطرة التي عرفت الله بها ربا واحدا ثم تراكمت معطيات الزمان والمكان على مر العصور لتغطي باب الفطرة السليم بصورة متعددة للإله فرضها تعدد الأهواء التي توزعت القلب فحالت دون سموه الى الواحد الاحد. مما افضى به الى ان يعيش على الارض طفلا يحبو!!ولعل العالم ( فور كارت) قد لمس جزءا من الحقيقة حين قال في كتابه: ما ترجمته: (( إن تصور إله السماء يرجع إلى اقدم العصور الانسانية)) وتنتسب هذه الفكرة الى تخيل البدائي لاصل الظواهر السماوية فقد افضى به تخيله الى ان يزعم ان هنالك قوة شخصية وراء جميع الظواهر السماوية ، وهذه القوة الشخصية في الخفاء ! ترتبط بها مصادر الطاقة والحياة وهذه القوة هي التي جعلت كثيرا من المجتمعات البشرية البدائية تسلم بوجود إله واحد أسمى من وجود آلهة آخرين)). ويضاف إلى( فوركارت) العالم(م أ لانج) الامريكي وبيروفسير توني سيهسد والبروفسير الفرنسي ألن شريدر ، هذا وقد ذهبت المجتمعات البشرية البدائية مذاهب شتى في تحديد مكان او جهة هذا الإله الواحد الأسمى . * فذهبت بعض المجتمعات إلى أن الإله السامي يعيش مع الناس في مجتمعاتهم يعلمهم الخير والرشد والفضيلة. * كما ذهب فريق آخر على ان الإله الواحد يعيش في السماء ويتصل بالارض عبر الآلهة الصغار.وهنالك فريق ثالث اعتقد ان الإله الواحد كان يعيش مدة من الزمن في هذه المجتمعات ابان خلقهم ثم أغضبته خطايا البشر فصعد إلى السماء !! هذا وقد ذهب العالم الفرنسي ( شميدت ) الى القول: إن هنالك بعض القبائل البدائية قد نسبت إلى الإله الواحد السامي صفة الابدية والازلية كما ارجعوا اليه فكرة الخير والشر والعقاب. والإله عند القبائل مصدر القواعد الخلقية التي يتحقق بها الخير والفضيلة كما انه هو الذي يمد الانسانية بالقدرةعلى الحياة. ويقول ان بعض القبائل البدائية قد وحدت الإله تحت اسم قوة الطبيعة المتعالية . وقالوا انه لا يمكن أن يصور انما يمكن ادراكه كفكرة عن طريق اثاره في الوجود وهو( اي الإله الواحد المتعالي) قوة الطبيعة وحدة مكانية وحدة زمانية وهو بذلك يتحكم في كل الازمان والاماكن وهو إله يملأ الكون بقوة واحدة تسيطر على جميع المناطق والاقاليم فهو ليس إله مجتمع واحد وانما هو إله جميع المجتمعات )اه.. هذه الصورة التي نقلها شميدت عن قبائل عاشت في شرق إفريقيا وشرقي آسيا وشمالها . منذ ملايين السنين على حد تعبيره لتعطي صورة لديانة من ديانات التوحيد وان اختلطت به بعض المفاهيم التعددية مما يؤكد ان التعرف على إله واحد فطرة انسانية جاءت الاديان السماوية لتذكر بها الانسان بعد ازالة غبار السنين وصدا الايام عن مرآة القلب لتصفو فيرى به نور الله ، وما اليهودية والنصرانية إلا مراحل جد متأخرة في عمر البشرية التي عرفت التوحيد وان كان في صورة بدائية. وبذلك يتضح جليا ان قول محمود محمد طه : ( بدأ ظهور هذه الفكرة الواحدة في الوثنيات البدائية المتفرقة ! ثم أخذت تتقلب في مراقي المتطور حتى ظهرت صور ديانات التوحيد الكتابية! بظهور اليهودية والنصرانية ) . قول قد جانبه الصواب وهو قد ضم خطأين أساسيين: الأول: قوله إن الاديان الكتابية قد ظهرت بظهور اليهودية والنصرانية ! ولعله لا يعترف بزبور سيدنا داؤود ولا بصحف ابراهيم بل لعله لا يؤمن بزبور الأولين . الذين جاءوا من عند الله بأديان كتابية . الثاني : اعتقاده ان صور ديانات التوحيد قد ظهرت بظهور اليهودية والنصرانية وهذا القول يجرد الديانات الكتابية التي ظهرت قبل اليهودية والنصرانية من كونها ديانات توحيدية .