تشير كل الدلائل الاقتصادية الماثلة الى أن السودان موعود خلال السبع سنوات القادمة 2013م ? 2020م بأن يشهد تطوراً مزدهراً في التقدم الصناعي خاصة في مجال صناعة إنتاج السكر بنوعيه القصب والبنجر السكري بجانب الاستفادة من الأعلاف واستغلال البوقاس والإيثنول لاستخراج الكهرباء. وفي هذا السياق نظمت الآلية التنفيذية لبرنامج توطين زراعة وتصنيع البنجر السكري منتدى تناول مستقبل إنتاج سكر البنجر في السودان بهيئة البحوث الزراعية. هذا المنتدى شارك فيه بعض وزراء الزراعة بالولايات وشركة السكر السودانية ومديرو مصانع السكر بجانب مشاركة الجامعات وفعاليات مختلفة من القطاع الخاص بحضور المهندس عبد الله محمد عثمان وزير الزراعة بالجزيرة والمسئولون القياديون بمشروع الجزيرة واتحادات المزارعين. وأعلن المهندس عبد الله محمد عثمان وزير الزراعة بولاية الجزيرة عن شحن المعمل البحثي لبنجر السكر من شنغهاي وسيصل إلى ميناء بورتسودان قريباً ليتم تركيبه بمجمع النشيشيبة لإنتاج 50 طنا من سكر البنجر يومياً، مشيرا الى انه تم إعداد دراسة جدوى فنية متكاملة وتم عن طريق هيئة البحوث الزراعية إجازة بعض العينات لبنجر السكر كما تم توقيع اتفاقيات وبروتوكولات مع بعض الشركات بعد الوقوف على التقانة الصينية. وقدم بروفيسور أحمد العبيد أحمد رئيس الآلية التنفيذية نتائج ما توصلت إليه الآلية من دراسات الجدوى فنياً واقتصادياً بحيث أن البنجر السكري أصبح يعتبر حالياً محصولاً جديداً موعوداً بالتطور، وستكون له بصمة واضحة في مستقبل صناعة السكر بالسودان، مبينا بأن توطين البنجر بولاية الجزيرة يعتبر مخرجاً طبيعيا للتنوع في زراعة المحاصيل والنهوض بالقطاع الزراعي والصناعي. وأوضح أن التطورات التي جرت من قبل جهات بحثية تم فيها استنباط العينات المطلوبة وظلت الإنتاجية تعمل لفترة عامين حتى اكتملت دراساتها وتثبيت المشاريع الزراعية التي يمكن التوسع فيها بزراعة البنجر ومنها الجزيرة ? الشمالية ? نهر النيل ? القضارف. واوضح بروفيسور عبد الله إبراهيم هجو ممثل هيئة البحوث الزراعية ، طبيعة علاقة الهيئة مع المشروع الصناعي لسكر البنجر من خلال التجارب الحقلية التي توصلت إليها مراكز الهيئة في مواقع مختلفة في البلاد . ووضع المهندس عبدالله محمد احمد ممثل إدارة مشروع الجزيرة النقاط على الحروف مبينا أنه كان لمشروع الجزيرة تجربة سابقة لزراعة بنجر السكر إلا أنها فشلت في البداية وبما أن إدارة المشروع تسعى حالياً لإحداث تحولات في تنوع المحاصيل الزراعية أصبحت لا تعتمد على المحاصيل التقليدية المعروفة التي كانت تزرع في العروتين الصيفية والشتوية فقد عادت الجزيرة بعد دراسات توصلت إليها مراكز تقاناتها البالغة خمسون مركزاً أكدت إمكانية التوسع في زراعة محاصيل واعدة كالبنجر السكري وزهرة الشمس والأرز الهوائي. وفى السياق قدم المهندس بكري محجوب محمد علي مدير عام شركة السكر السودانية فى ورقته عن استراتيجية انتاج السكر معلومات دقيقة مهمة تحدثت عن صناعة بنجر السكر، مبينا أنه يحتاج إلى مياه أقل من قصب السكر حيث أن طن سكر البنجر يحتاج إلى مياه ري قدرها 1000 متر مكعب فيما يحتاج قصب السكر إلى 2750 متراً مكعباً وأن الدورة الزراعية لمحصول بنجر السكر تسمح بدخول محاصيل أخرى وأن فترة حصاده قصيرة تبلغ 120 يوماً وقصب السكر من 180 ? 200 يوم للحصاد إلا أنه رغم تلك الإيجابيات أن دول العالم تزرع قصب السكر بنسبة 80 ? 85% من الاحتياجات العالمية بينما بنجر السكر يزرع بنسبة 15% والسبب في إقبال الدول لزراعة قصب السكر نسبة لانخفاض تكلفة الإنتاج إلا أنه رغم ذلك أن البحوث التي أجريت في السودان أعطت نتائج مشجعة للمضي في زراعة وصناعة بنجر السكر. واشار الى ان هنالك مشروعات تحت التنفيذ حالياً منها مشروع سكر السوكي بطاقة إنتاجية 125 ألف طن ومتوقع بداية التنفيذ خلال هذا العام 2013م بتمويل من دولة الصين وهو مشروع تشرف على إنشائه شركة السكر السودانية، الى جانب مشروع سكر تمبول (حداف وود الفضل بالجزيرة) بطاقة إنتاجية 180 ألف طن في العام وتم توقيع اتفاقية مع شركة Complant الصينية وبتمويل من بنك الاستيراد الصيني، ومشروع سكر الحرقة ونور الدين بطاقة إنتاجية 95 ألف طن وهذا المشروع في طور الترويج لإيجاد التمويل، ومشروع سكر الرماش ? ولاية سنار بطاقة 110 آلاف طن وهو شراكة بين حكومة ولاية سنار وسكر كنانة، ومشروع سكر الرديس بولاية النيل الأبيض بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ 500 ألف طن خام وهو مشروع من مشروعات شركة سكر كنانة وشراكة مع Complant الصينية.