كانت البدانة أحد معايير الجمال في السابق، لكن هذه المعايير تطورت وتباينت، ثم انقلبت هذه المعايير لصالح الجسم الرشيق الخفيف في القرن العشرين، وحيث لا يزال هذا الاتجاه سائداً حتى الوقت الحاضر و بدعم قوي من الأطباء و الأنظمة الصحية. الجسد الإنساني يعكس إلى حد كبير التوترات الاجتماعية بين طبقاته المختلفة. بهذا المعنى يبدو الجسد بمثابة مرآة تكشف عن المرجعيات الأساسية في المجتمع. كذلك أصبحت البدانة إحدى صفات (الفقر) بسبب تناول كميات كبيرة من النشويات، بعد أن كانت من صفات (الثراء) في السابق ، و هذا يبيّن من خلال النظرة إلى البدانة مدى تعقيد علاقة المجتمعات مع مفهوم (المعيار) الخاص بتحديد (ما هو جميل) و(ما هو طبيعي.( إن البدانة أصبحت إحدى المشكلات الاجتماعية والصحية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار بسبب آثارها العامة، فضلاً عن آثارها على الأفراد. نلاحظ هذه الأيام السعي الجاد للبدانة بشتى السبل و هذا يعتبر عادةً غير محببة ومن عدم التأقلم مع عالم اتخذ فيه النشاط قيمة جديدة. و هذا السعي أدي إلى تحول جذري في نسبة الإصابة بزيادة الوزن والبدانة في السنوات الأخيرة. وتعتبر البدانة من عوامل الاختطار المهمة لأمراض القلب, وداء السكري, وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب ، لذا فان مكافحة البدانة من الأمور الأساسية لننعم بصحة جيدة. واعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين وامتداداً إلى اليوم ظهرت الدعوات إلى ضرورة (فقدان عدة كيلوغرامات) حسب درجة البدانة. لقد بدأت حقبة (انهيار الشحوم) لصالح تفضيل الأجساد ذات العضلات القوية وليس الشحوم المترهلة. وأصبح يشار إلى (البدين وكأنه مدان، وعليه أن يكفّر عن (بدانته) بالعمل على أن يصبح (خفيفاً). هذا استجابة لما ينتظره من مجتمع ينظر إلى الزيادة في الوزن ك (خطيئة جمالية) ، بمقدار ما هي (خطيئة صحية) أيضا. و نشير هنا إلى أهمية الميزان في المنازل إلى جانب الأنظمة الغذائية (الريجيم) و التمارين الرياضية وصولاً إلى غاية الصحة و الجمال و الرشاقة.