قد ينظر اليها البعض على انها امر بسيط وجميل وقد يظهر البعض على انها مجرد امر غير مقبول أو تشويه لجمال اجسادنا وهي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم. بعض فتيات الخرطوم بدأن يبحثن عن كل ما يزيد وزن الجسم ويحارب النحافة من حبوب وسوائل ومواد تؤدي الى السمنة رافضات للرشاقة باعتقادهن ان السمنة عامل مساعد للزواج حيث ينظر الرجل في تصورهن الى الفتاة البدينة كاحد اهم مقاييس جمال المرأة، ورغم جهود الهيئات المهتمة بالصحة وبشؤون المرأة لمنع دخول تلك الحبوب والمواد التي تؤدي الى زيادة الوزن ووضع مفهوم الرشاقة ضمن معايير القيم الجمالية السائدة، إلا ان معظم الفتيات يفضلن السمنة. مديحة الجعفري «30» سنة «80» كيلو جراماً بدأت حديثها انها بهذا الحجم الزائد منذ صغرها، فكرت كثيراً في الريجيم لكن لم تستطع المواصلة فالكل يسألني عندما ينقص وزني هل انت مريضة؟ فقد عرفت بهذا الجسم ولا ارغب في التعليقات التي تحبطني والكل يقول اني ابدو اكبر عمراً عندما ينقص وزني. بينما تقول ميساء محمد انها كانت ذات قوام جميل وما ان تزوجت لم تستطع الحفاظ على وزنها وكانت الزيادة ملحوظة فتغير شكلي واصبح وزني لا يتناسب مع طولي والتحقت بصالة للرشاقة واتبعت أسلوب الحمية الغذائية وما ان غبت فترة عن الصالة قرابة الشهر حتى عدت الى ما كنت عليه قبل ذلك. واضافت فاطمة محمد - طالبة ثانوية - زيادة الوزن عن طريق الحبوب لا توحي بالسمنة الطبيعية وجيلنا الحالي يعاني من مرض السمنة والحجم الزائد. عبدالله الامام باحث اجتماعي يرى ان ظاهرة السمنة من الظواهر الخطيرة التي رافقت المجتمع السوداني التقليدي خلال مراحل طويلة من تاريخه الاجتماعي على الرغم من كوننا لا نملك اية اجابة دقيقة كيف بدأت ولماذا وسيطرتها كثقافة؟ ويضيف: لقد تم الاعتناء بوزن المرأة في المجتمعات التقليدية كما عند قدماء العرب وهذا الاهتمام عبرت عنه مختلف الادبيات. المجتمع السوداني من أكثر المجتمعات حباً للسمنة ويشجع المرأة عليها لانها شرط لجمالها وبرهان ملموس على ثراء أسرتها وكم من حكاية تروي ان المرأة طلقت بسبب الهزال وزادت من وزنها للرجوع الى عصمة زوجها ونتيجة لهذه الرؤية التقديرية للسمنة من المجتمع أصبح الرجل يرى في السمنة حافزاً للاعجاب الامر الذي جعل النساء يقبلن للتنافس على السمنة مما أدى الى ظهور السمنة هرباً من العنوسة.