مشروع خلط البنزين »90٪« بالإيثانول »10٪« هو خطوة ذات أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة ومهمة, ورغم أنها لم تلق الاهتمام الكافي لا شعبياً ولا إعلامياً إلا أنها في حقيقة حجمها الاقتصادي وقيمتها المضافة أهم بكثير من بعض الأخبار السياسية والاجتماعية والرياضية التي لقيت الاهتمام الشعبي والإعلامي في الأسبوع الماضي، لان الخطوة بداية لمشروع متكامل ذهبت فيه شركة كنانة بعيداً في السنوات الماضية لكي يصبح رافداً جديداً من روافد الاقتصاد السوداني يجيء في الوقت المناسب وقت الحاجة الماسة إلى زيادة الموارد الاقتصادية، وبالتالي زيادة الايرادات القومية لسد الفجوة المالية وعجز الموازنة العامة التي ظل السودان يعاني منها طيلة السنتين الماضيتين.. إن الخبراء الاقتصاديين من ذوي النظرة الثاقبة كانوا قد تنبأوا منذ العام 2005م وبعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل التي أعطت الجنوب حق تقرير المصير ان البلاد سوف تنقسم إلى دولتين وإذا ما انقسمت فسوف تنقسم الموارد الاقتصادية وإذا ما انقسمت الموارد فإن الشمال سوف يعاني من »هزة« اقتصادية ربما تتطور إلى أزمة يصعب الخروج منها سريعاً أزمة قلة الموارد وبالتالي ضعف الايرادات وهذا معناه اضطراب المؤشرات الاقتصادية والدخول في ركود عميق ولم يقترح الخبراء سوى حل واحد للخروج من الأزمة وهو زيادة الصادر لكي يتم تعويض فاقد الايرادات القومية، ومن هنا جاءت أهمية مشروع شركة كنانة لإنتاج الإيثانول من مخلفات صناعة السكر .. وقد حققت الشركة النجاح تلو النجاح منذ العام 2010م عندما بدأ الانتاج بانتاج 30 طنا من الايثانول ثم تدرج حتى وصل إلى »60« طنا وغادرت أول شحنة للتصدير ميناء بورتسودان في العام 2012م وتوالت نجاحات الشركة فيما بعد حتى وصلت هذا الاسبوع إلى تجربة الخلط مع البنزين داخل السودان في سيارات الشركة لتبدأ الخطوة في التسويق المحلي كي تسهم في نظافة البيئة وفي تخفيف الاستهلاك والضغط على سلعة البنزين، وقريباً كما علمنا سوف تعلن الشركة عن انتاج وقود الطائرات وصناعة البلاستيك ولدائن السيارات من مخلفات صناعة السكر وبذلك تصبح شركة كنانة العملاقة هي بتروناس السودان التي تنافس الشركات العالمية في مجال انتاج الطاقة النظيفة إلى جانب صناعة السكر التي تشتهر بها عالمياً واقليمياً.. حسب الاحصاءات العالمية والتنبؤات فإن الوقود الاسفوري او النفط سوف ينضب في العام 2050 وان »الايثانول« او الوقود الحيوي صديق البيئة هو البديل الوحيد للنفط وقد كشفت هذه التنبؤات والإحصاءات ان عام 2020 سوف تصبح معظم الدول وخاصة الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة اقتصادياً تعتمد اعتماداً كبيراً على الطاقة النظيفة من »الايثانول« وهذا يعني ان المستقبل لصناعة هذا الوقود الحيوي، وهذا يعني أيضاً ان السودان سوف يكون مع طليعة الدول المنتجة لهذا الوقود وسوف يمثل ضمانة جيدة لاقتصاد السودان، وكل هذا الفضل والتفاؤل بالمستقبل هو من صنع شركة كنانة ومديرها المنتدب السيد/ محمد المرتضى التيجاني والعاملين فيها في كل الاقسام والقطاعات وهي جديرة بحق ان نطلق عليها »بتروناس السودان«...