تقرير: عبد العظيم صالح- شادية إبراهيم : شهدت كنانة تجربة جديدة تضاف إلى تجاربها السابقة في التنمية، حيث دشن الشريكان شركة كنانة وشركة النيل للبترول المحدودة منتجهما الجديد خلط الإيثانول بالبنزين كأول وقود حيوي في السودان، حيث كانت أول مبادرة وطنية لإنتاج الإيثانول في العام 2009م عندما قامت شركة سكر كنانة بتدشين مشروع إنتاج الإيثانول كمنتج جانبي لصناعة السكر. حشد كبير جمع كافة ألوان الطيف السياسي والاقتصادي والإعلامي، تقدمه د. عوض الجاز وزير النفط والمهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة، محمد المرضي العضو المنتدب لشركة كنانة. الحشد جاء ليوثق للحدث التاريخي وليشهد لشركة كنانة بإنجازاتها التي ظلت تقدمها إنجازاً تلو الآخر إلى أن فاجأت الأوساط بذلك الوقود الأخضر وكأول تجربة في السودان دخل السودان رحلة الوقود الحيوي وفق مبادرة من شركة كنانة شريك النجاح مع شركة النيل للبترول المحدودة بصفتها تدير منظومة الوقود إدارة شاملة من خلال مستودعات ومحطات الوقود بموقع مصنع سكر كنانة، حيث نجح الشريكان في تدشين منتجهما المشترك كأول وقود حيوي في السودان. تجربة خلط البنزين بالإيثانول اعتبرها وزير النفط د. عوض أحمد الجاز تحدٍ للمؤامرات والمكايدات التي تحاك ضد السودان، مشيراً إلى أن خلط الإيثانول مع البنزين بواقع 10% من غاز الإيثانول من المنتظر تعميمها على كافة ولايات السودان، وطبقت التجربة التي انطلقت بشركة سكر كنانة بولاية النيل الأبيض على سيارات شركة سكر كنانة في احتفال بهيج شرفه وزيرا النفط والصناعة وشركة النيل للبترول، مشيراً إلى أن المنتج الجديد تم بأيدٍ سودانية خالصة بعد الاستفادة من الخبرات الأثيوبية. وقال إن خلط الإيثانول بالبنزين سيكون قبلة لكل المستثمرين للدخول في هذا المجال، مشيراً إلى تزايد الطلب العالمي على المنتج، متعهداً بالاستمرار في الشراكة لتشمل المشتقات البترولية الأخرى. من جانبه أكد وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب محمد عثمان أن الوزارة تركز على صناعة السكر باعتباره قاطرة الصناعات، مشيراً إلى أن الوزارة ماضية في تنفيذ خطتها لإنتاج السكر للوصول بالإنتاج خلال العام 2020م إلى أكثر من مليوني طن سكر ويستفاد من مخلفاته لإنتاج الإيثانول، معلناً رفع رأسمال شركة سكر كنانة إلى 50% لتتمكن من تنفيذ المشروعات المخطط لها بواسطة المستثمرين. وأكد العضو المنتدب لشركة سكر كنانة محمد المرضي أنهم يعلنون للعالم اليوم أن السودان دخل مرحلة الوقود الحيوي، مشيراً إلى أن إنتاج الإيثانول بلغ 65 مليون لتر في العام، وأنه سيرتفع بدخول المشاريع الجديدة إلى 200 مليون لتر، وقال المرضي إن الوقود الجديد لا يحتاج إلى إجراء تعديل في محركات السيارات، منوهاً إلى أنه اقتصادي وأن سعره أقل من سعر البنزين المدعوم حالياً، مؤكداً أن صناعة السكر أصبحت أمام تحدٍ جديد للاستفادة من مخلفات السكر، كاشفاً عن منتجات جديدة، مبيناً أن هذه المشروعات تتم بشراكة إستراتيجية وبمهنية عالية. فيما أشار المدير العام لشركة النيل للبترول نصر الدين محمد الحسين إلى أن خلط الإيثانول والبنزين سيكون ملزماً لدول الاتحاد الأوربي بحلول العام 2020م، مؤكداً أن السودان لن يتخلف عن ركب الريادة العالمية. للايثانول فوائد ومزايا اقتصادية وبيئية عديدة، فهو وقود متجدد وصديق للبيئة يقلل من انبعاثات غازات عوادم السيارات الضارة والغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تساهم في تغيير المناخ الجوي عالمياً، يحتوي الإيثانول على 35% أوكسجين مما يعني إضافة أوكسجين أكثر للوقود المحترق والمستخدم ربما يخفض من التأثيرات السيئة لانبعاثات عوادم السيارات.. كما أن الإيثانول وقود نظيف يعمل كبديل لمكونات البنزين السامة. تأمين الطاقة الإيثانول وقود نظيف ومتجدد يساعد على خفض الاعتماد على البترول ويعطي مزايا اقتصادية وبيئية بديلة ومستدامة. اقتصادياً الاستغلال الأمثل لمخلفات صناعة السكر ورفع جدوى الصناعة إلى جانب أنه إضافة جديدة للصادرات غير البترولية ومصدر جديد ومتجدد للطاقة للاقتصاد القومي. أما بالنسبة للمستهلك يعتبر وقود الإيثانول أقل تكلفة للمستهلك ويخفض من أسعار البنزين عن طريق التوسع في امدادات الوقود البديل وصيانة الثروات لأجيال قادمة. المزايا لوقود الإيثانول مزايا عديدة، فهو يضيف الأوكسجين إلى البنزين مما يجعل عملية الاحتراق سهلة وكاملة ويخفض من نفث الغازات الضارة الناجمة عن الاحتراق، كما يقلل من انبعاث الغازات السامة بمعدل 12%، ويزيد الإيثانول من كفاءة وأداء المحرك حيث يعمل بكفاءة كبديل لمادة «MTBE» ويزيد من الأوكسجين لمقابلة متطلبات البيئة النظيفة باستخدام وقود نظيف بالرغم من أن الإيثانول يولد طاقة أقل من البنزين مقارنة بنفس الكمية «جالون» لكن تصميم السيارت الحديثة يتيح لها استهلاك بنزين مخلوط بكمية قليلة من الإيثانول بنسبة 10% أو أقل دون أي تأثير ملحوظ على استهلاك الوقود. قطاع المناعة للإيثانول فوائد اقتصادية على القطاع الصناعي، فبالإضافة إلى استخدام الإيثانول كوقود يستخدم في مجال صناعة العطور والصيدلانيات والأدوية والبوهيات يستخدم كمادة هلامية «GEL» لأغراض الطبخ في القطاع المنزلي، كما يستخدم كمصدر رخيص لوقود الهيدروجين بعد خلطه بالماء. انطباعات ومشاهدات: شهد الاحتفال حشداً كبيراً حملته من الخرطوم بصات سياحية وسيارات صوالين أخرى، إضافة لطائرة خاصة حملت الوفد الرسمي الممثل في وزيري الصناعة والنفط ومديري كنانة والنيل الكبرى للبترول. بدأ الاحتفال ببرنامج خطابي في صيوان كبير تم إعداده جوار مصنع الإيثانول، وسبق ذلك جولة تفقديه ثم انتقل الحضور إلى الطلمبة الخاصة التي أعدت للتجربة وقام د.عوض الجاز باستلام أول مسدس من الطلمبة، حيث قام بإفراغ كمية من الوقود الجديد، وسط تهليل وتكبير الحضور. وضعت الشركة ثلاث عينات من الإيثانول الصافي والمخلوط، ورأى الحضور وعلى الطبيعة عينات الوقود القادم للسودان، والذي علق عليه أحد الحضور قائلاً «جاييكم بنزين مسكر» بفتح السين وليس كسرها!! أقامت كنانة برنامجاً ترفيهياً ودعوة غداء بمنتزه كنانة الترفيهي على شرف الوفود التي جاءت من الخرطوم ووقفت أطقم كنانة الإدارية والفنية كعادتها على راحة واستقبال الضيوف حتى مغادرتهم للخرطوم.