بدأت الحياة في العودة التدريجية لطبيعتها بمدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، الأحد، بعد يوم من الاعتداء عليها من قبل متمردي الجبهة الثورية، وسط مطالبات شعبية واسعة بضرورة تعزيز الأمن حتى لا يتكرر الاعتداء مرة أخرى. وبدأ سكان المدينة في ترتيب أوضاعهم وحصر ما تعرضوا له من خسائر جراء الاعتداء الغاشم واطمأنوا لأن القوات المسلحة تقوم بدورها كاملاً في التعامل مع المتمردين. وذكر مراسل الشروق أن حركة الباصات السفرية والشاحنات عادت لطبيعتها المعتادة منذ مساء السبت، كما أن نائب والي الولاية محمد بشير سليمان، قام بزيارة ليلة السبت للمدينة وقف فيها على حجم الاعتداء وعقد اجتماعاً مع المسؤولين بحث الإسراع في استئناف خدمات الكهرباء والمياه التي استهدفها المتمردون بشكل مباشر. وأضاف المراسل ، أن والي الولاية وبرفقته وفد عالي المستوى توجهوا من الأبيض لأم روابة لتفقد الأوضاع ومخاطبة مواطني المنطقة. من جهة أخرى يتجه البرلمان إلى تخصيص جلسته اليوم لمناقشة العدوان الذي حدث على مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان واتخاذ إجراءات عملية تقود للقضاء التام على كل حركات التمرد وجيوبها في كل أنحاء البلاد. وقال رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر إن حجم الهجوم واختيار زمانه ومكانه يؤكد قصد الإضرار بالمواطنين ونهب ممتلكاتهم وتجريدهم من مقتنياتهم وتسبيب الأذى وقتل الأبرياء. ووصف الطاهر في اجتماع طارئ عقدته لجنة شؤون المجلس الهجوم بأنه أسلوب انتهجته الحركات المتمردة على الدولة مع كل المواطنين في السودان. وقال إن هذه الحركات قد شعرت بالعزلة التامة داخلياً وخارجياً بعد سقوط كل أقنعة الزيف التي كانت تتستر خلفها من جهة أخرى. وأشاد الاجتماع بمجاهدات القوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية المختلفة في مواجهة الهجوم، مؤكداً على أهمية اليقظة والتحسب لأي أعمال يمكن أن تقوم بها هذه الحركات. وناقش اجتماع لجنة شؤون المجلس الإجراءات التي يمكن أن يتخذها البرلمان في سبيل دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة. وأقرت اللجنة تكوين وفد لزيارة منطقة أم روابة والوقوف على الأوضاع وذلك من أجل دعم أهل المنطقة ورفع تقرير للمجلس بغرض بحث الإجراءات اللازمة لحسم كل هذه الحركات التي تهدد أمن واستقرار البلاد. وكان الجيش أعلن أن قواته تمكنت من إجلاء متمردي الجبهة الثورية من ولاية شمال كردفان بعد ساعات من هجوم وصفه بالغادر على عدة مناطق في الولاية انتهى بالهجوم على مدينة أم روابة، مؤكداً طردهم من الولاية نهائياً. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة احتوت الموقف في الولاية وأنها الآن مستمرة في عمليات تمشيط واسعة لمطاردة المتمردين وإشاعة الأمن والاستقرار في كل المناطق المحيطة والبعيدة. وأضاف «تمكنت قواتكم المسلحة من حسم الموقف في مدينة أم روابة وأن الجيش ما زال يواصل مطاردته لفلول المتمردين الذين تفرقوا في اتجاهات مختلفة». وأكد أن متمردي ما يسمى بالجبهة الثورية عاثوا فساداً تمثل في تدمير بعض المنشآت الحيوية في المدينة ونهبوا ممتلكات المواطنين في تصرفات لا تمت للأخلاق السودانية الفاضلة بصلة.