وضع انساني مزرٍ للغاية يعيشه حالياً مواطنو ام روابة والآخرون الذين فروا ونزحوا من مناطقهم الى مدينة الرهد، فيما يعيش اولئك الذين حاصرهم المتمردون بمنطقة ابو كرشولا الوضع الأسوأ على الإطلاق، ويبدو من خلال التقارير الحكومية ان حياتهم باتت فى خطر شديد يستوجب توجيه نداء عاجل لمنظمات المجتمع الدولى كافة لإنقاذ حياتهم من حصار الذين ادعوا أنهم يسعون لتوصيل المساعدات الإنسانية لهم عبر مسارات التفاوض التي عرقلوها برفضهم المتشدد لوقف إطلاق النار الشامل. بالامس وبعد لقاء مطول مع الدكتور الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري أطلقت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب صَرخة استغاثة عاجلة لكل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بالسعي الحثيث والعاجل لإخراج المتمردين من منطقة ابو كرشولا، والذين قالت انهم يستخدمون النساء والاطفال دروعاً بشرية تحول دون دخول القوات المسلحه للمنطقة لتحريرها وفك أسر المحاصرين. الوزيرة وصفت الأمر بالخطير والمقلق، وقالت إن وزارتها رصدت معلومات مؤكدة من هنالك تشير الى ان جرائم بشعة وانتهاكات خطيرة ارتكبها ويرتكبها المُتمردون بحق النساء والأطفال في المنطقة والذين حالت الظروف دون تمكنهم من الخروج، وأعلنت الحكومة عبر وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي انها ليست فى حاجة لمساعدات إنسانية إغاثية فى الوقت الراهن وانها قادرة على توفيرها للنازحين عبر القوافل من المركز، بجانب الدعم والعون الإنساني من الولاية، لكنها حالياً في حاجة أشد لضغط المجتمع الدولى عبر منظماته وتنظيماته المختلفة على حركات التمرد التى احتلت منطقة ابو كرشولا متخذةً من مواطنيها دروعاً بشرية وترتكب في حقهم أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات، إضافةً إلى ذلك فإنّ التقارير الواردة للجهات الرسمية وفقاً للوزيرة رغم تأكيدها على ان مفوضية اللاجئين لم ترصد حتى الآن بشكل كامل اعداد المواطنين الذين نزحوا من جرّاء الاعتداء الغادر الذي تعرّضت له أم روابة والمُناطق المجاورة لها، إلا أن ما وصل من نازحين وفقاً للإحصاءات الأولية يبلغ حوالي سبعة آلاف أسرة يتمركزون حالياً وفقاً لوزيرة الضمان الاجتماعي في مدارس بمدينة الرهد. ولفتت الوزير الى مشكلة أخرى وصفتها بأنها الأخطر وهي ان اعدادا كبيرة من الاطفال النازحين منفصلون عن اسرهم وهم وفقاً لتطورات الاحداث بحسب مراقبين ان تكون اسرهم تقع تحت الأسر والاحتجاز من قبل المتمردين في ابو كرشولا أو انهم فقدوا أرواحهم وهذا في حد ذاته يمثل مصيراً خطراً ومجهولاً لاولئك الاطفال، الحكومة ايضاً ابدت قلقاً غير مخفي من انها لا تستطيع ان تخاطر بأرواح المحاصرين رغم مقدرتها على حسم المعركة وإخراج المتمردين بقوة السلاح وانها تخشى على أرواح الابرياء الذين غدر بهم المتمردون واتخذوهم دروعاً يحتمون بها من العمليات العسكرية. بعض المراقبين لتطورات الأوضاع التي يعيشها النازحون يرون انهم فى حاجة ماسة للدعم المعنوي لتخفيف ما حاق بهم من صدمة، حيث انهم كانوا يعيشون في اجواء آمنة قبل ان تطالهم آلة التمرد الغادرة لتفقدهم أمن الأسرة وتقتل منهم ما تقتل وتشرّد الآخرين فيما تبقى على من بقي في المنطقة محاصراً لا يدري كيف سيكون مصيره. وتفيد متابعات (الرأي العام) بان القوات المسلحة ستحسم امر التمرد في منطقة ابو كرشولا في وقت وجيز، إلا أن جبن المتمردين واستخدامهم للمحاصرين دروعاً بشرية لتحقيق فرقتهم الإعلامية جعل القوات المسلحة تتأنى قليلاً، ويبقى السؤال هل تنجح الصرخة التي وجّهتها الحكومة ممثلة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي للمنظمات الدولية التي تتبنى المبادئ الانسانية في إخراج التمرد من المنطقة وبالتالي تحقيق سلامة المواطنين المحاصرين، أم أن أعمالاً سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين سيكون حاضراً وبالتالي تندفع الحكومة نحو الخيار الأصعب..؟