تعاني ولاية الخرطوم من ازمة حادة في قطاع النقل كادت تعصف بالوضع الامني فضلا عن تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية السالبة, حكومة الولاية تحركت بشكل جدي لاجتثاثها من الجذور ولكن وقفت الكثير من العقبات امام حلولها ومن بينها البصات ذات السعات الكبيرة التي جلبت من الصين ودولة الامارات العربية، ولكن لعوامل غير معروفة تعطلت عدد كبير منها, فضلا تغيير مسارات حركة المرور وإنشاء انفاق في اطراف الخرطوم ونفق بجسر القوات المسلحة لحل اشكالية الاختناقات المرورية التي تعتبر واحدة من اسباب الأزمة , ولكن لم يأت اكلها كما اشتهى المواطن والولاية , وكان خروج عدد كبير من الحافلات من الخدمة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل, قاصمة ظهر لقطاع النقل في الخرطوم .. الوالي في بداية هذا العام اعلن عن استجلاب حافلات ذات سعات متوسطة من مصر ومن مصنع جياد في اطار الحلول الجزئية , وانشاء مواقف للنقل الدائري لفك الاختناقات في وسط الخرطوم والمداخل ومن بينها موقف (شروني) الذي تم افتتاحه امس الأول في احتفال كبير . جدوى موقف شروني افتتاح الموقف آثار جملة من التساؤلات حول جدواه في حل الازمة والاختناقات المرورية و هناك اكثر من رأي حول (حله للازمة) , الفريق الرسمي أكد حله لاشكاليات الازدحام الذي كان يعرقل انسياب الحركة في الوسط والمداخل, فيما يرى فريق آخر ان شروني قد يزيد الازمة تعقيدا , وقد يكلف المواطن بند صرف آخر باضطراره لركوب وسيلة نقل اخرى من الموقف الى الوسط حيث مكان عمله او جامعته. تدشين الموقف الجديد ولكن د.عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم أعلن أن قرار تحويل مواقف المواصلات الى محطات ربط سريعة جاء للتسهيل على المواطنين فى الوصول الى أماكن عملهم وسكنهم بعد أن أصبحت المواقف طاردة للحافلات بسبب التكدس وصعوبة الدخول والخروج منها . واشار الخضر خلال مخاطبته احتفال تدشين محطة شروني وتسليم (الميني بص) للذين تحصلوا عليها الي ان هذه المحطات داخل الخرطوم سترتبط بخطوط دائرية تمر بمركز الخرطوم، وأن محطات السكة الحديد والأستاد وشروني ستخصص فقط لتبديل الخطوط، ووجه الوالي شركة بصات الولاية بالعمل حتى ساعات متأخرة وألا تغادر الخطوط الا بعد أن تتأكد من خلو المحطات من المواطنين، مشيراً الى أن المرحلة القادمة ستشهد تركيب المظلات فى المحطات ولن يكون هناك توقف عشوائي للبصات . واوضح الوالي أن تمليك الحافلات هو بداية لمشروع توسعة قاعدة الإنتاج والتشغيل والذى يستهدف محاور عديدة تنتهي باتاحة الفرصة ل(30) ألف شخص . لا محسوبية وأستنكر الوالي الأحاديث عن الواسطة .ونفى الوالي أن يكون أحد قد تدخل فى أعمال لجنة الاختيار أو الحصول على الحافلات أو التاكسي، مؤكداً أن الاولوية لمن سبق غيره فى تسجيل إسمه مؤكداً أن أعضاء لجنة الاختيار قد أدوا القسم وسيؤدونه مرة أخرى للقيام بالمهمة الموكلة لهم بكل نزاهة . وأعلن الخضر أن الولاية ستوفر (500) حافلة مينى بص والباب مفتوح لأي شخص راغب فى الحصول عليها معلناً إعفاء أصحاب هذه الحافلات التى ستدخل إعتباراً من اليوم فى الخدمة من رسوم الترخيص. ربكة مؤقتة وأقر والي الخرطوم بأن تغيير وتحويل المواصلات سيخلق ربكة في حركة المرور مؤقتا، لكن سرعان ما ستعود الأمور إلى طبيعتها، وأعلن عن تكفل حكومته بترخيص حافلات الميني باص، وأمهل أصحابها شهرين ونصف لبداية سداد الأقساط. وأكد أن تمليك الحافلات تم بدون أية واسطة، وقال أن تمليك الحافلات هو بداية لمشروع توسعة قاعدة الإنتاج والتشغيل والذي يستهدف محاور عديدة تنتهي بإتاحة الفرصة ل(30) ألف شخص. واضاف :أي شخص عايز شغل نحن جاهزين ليهو.وأكد أن افتتاح محطات الربط وتدشين الحافلات جزء من خطة كبيرة لحل أزمة المواصلات بالخرطوم، داعياً في ذات الوقت شركة مواصلات الخرطوم لرفع سقفها الزمني إلى »الواحدة« صباحاً لنقل المواطنين إلى منازلهم. زيادة في الطلب وفى السياق قال د. أمين النعمة ابراهيم مدير عام هيئة النقل والمواصلات بولاية الخرطوم ل (الرأي العام ) ان تحويل خطوط بحري وشرق النيل البالغة (34) خطا و(16) خطا لبصات شركة المواصلات قد يصاحبه بعض الارتباك لكن سينتظم تلقائيا مع مرور الزمن، واشار الى ان موقع موقف شروني افضل من السكة الحديد واضاف: (راعينا البعد الجغرافي لخطوط النقل)، واكد امين بان مشروع جلب البصات سيسهم في حل المشكلة, خصوصا ان الطلب على النقل في تزايد مطرد, اي هناك طلب على النقل بنسبة (3%) سنويا في ولاية الخرطوم مقابل (8) مليون نسمة (70%) منهم يستخدمون النقل العام وفي تقديري الولاية في حاجة الى (50) بصا سنويا لتغطية طلب الزيادة السنوية مع المحافظة على المواعين الموجودة والتي تقدر ب(20) الف حافلة و(1000) بص شركة المواصلات، وكلما زادت المواعين أساهمنا في حل مشكلة المواصلات. وكان قد تحدث فى اللقاء وزير التخطيط والبنى التحتية ومعتمد الخرطوم ومدير هيئة الصناعات أعلنوا أن العمل فى محطة شروني والمحطات الأخرى سيبدأ اعتباراً من اليوم السبت حسب التوزيع الذى تم للمواصلات على المحطات الثلاث (الأستاد السكة حديد شروني) توزيعاً جغرافياً يسهل حركة دخول وخروج المركبات كما صدر قرار بمنع ممارسة أي نشاط تجاري أو خدمي داخل محطة شروني. ممنوع الوقوف وشدد وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم الفريق الرشيد فقيري ، علي عدم السماح للحافلات بالتوقف في محطات الربط الدائرية بهدف تخفيف الضغط على الشارع العام، وأكد منع (المواقف) للسيارات فى منطقة وسط الخرطوم. من السادسة إلى منتصف الليل من جانبه أعلن د. عبد السميع حيدر مدير هيئة تنمية الصناعات الصغيرة عن دخول الهيئة كمشغل للخط الدائري المستمر للمواصلات الذي يربط بين الخرطوم ? أمدرمان ? بحري منتصف مايو. واضاف: إن هذا الخط يمر بكوبري شمبات والقوات المسلحة والنيل الأبيض دون توقف إلا في المحطات الرئيسية ويعمل على مدار ال (18) ساعة من( 6) صباحا إلى الثانية عشرة مساء بتتابع ثابت للبصات موضحا أن الخط سيكون استراتيجيا يربط كل القطاعات الحيوية. وأعلن د. عبد السميع عن دخول (50 ) ميني بص مكيف للخدمة سعة ( 30 ) راكبا جلوس و(13 ) وقوفا هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنها ستعمل في الخطوط الأكثر ازدحاما كالحاج يوسف الثورات والكلاكلات وستعمل بنفس تعريفة بص الوالي. (50) قرشاً للدائري وحددت ولاية الخرطوم مبلغ ( 50 ) قرشاً كتعرفة المواصلات الخطوط الدائرية بوسط العاصمة، في الوقت الذي شدد فيه والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر خلال افتتاحه أمس لمحطة ربط شروني للمواصلات، وتدشين حافلات الميني بص على منع النشاط التجاري بالمحطة الجديدة، التي ستنتقل إليها جزء من خطوط موصلات الحاج يوسف،والسامراب،ودردوق ،والجريف وأم دوم ،والعسيلات ،وسوبا بالإضافة لأركويت ،والمعمورة وناصر ،والعيلفون . تعقيد جديد احمد عيدروس رئيس غرفة اصحاب الحافلات ألمح الى ان نقل بعض الخطوط الى شروني قد يزيد الوضع تعقيدا .وقال عيدروس ل (الرأي العام ) انه لم يحضر الاجتماعات لظروف سفره ولكن حسب رؤيته الشخصية ان الترتيب الجديد لحركة المركبات من والى شروني سيتسبب في مزيد من الاختناقات المرورية وزاد : (لا ارى اي سبب في نقل بعض الخطوط الى شروني ). وقال يجب ان تكون هذه المواقف بالقرب من مداخل المناطق الطرفية الى وسط الخرطوم, وفيما يتعلق بمساهمة جلب البصات الجديدة في حل مشكلة المواصلات قال عيدروس ان الحافلات التي تم جلبها جيدة ومن شأنها حل المشكلة ولكن اسعارها عالية. واضاف بانه من الصعوبة الالتزام بسداد اقساطها البالغة (7) ملايين شهريا وسعرها الكلي نحو (400) مليون إلا برفع تعرفة النقل او تحديد تعرفة جديدة تناسب سعرها , وقال عيدروس: الولاية لم تملك هذه الحافلات لأصحاب الحافلات .