الخرطوم: نبيل صالح - عمر كاميرا: إبراهيم حامد: اعترت الدهشة ملامح عدد من الصحفيين والمواطنين الذين زاروا أو مروا خلال يوم أمس، بمحطة شروني الجديدة، التي كان مزمعا أن تباشر عملها اعتبارا من أمس، حسبما أعلن في وقت سابق، ومصدر الدهشة كان هو خلو المحطة من حافلات الخطوط التي كان يفترض أن تدشن النظام الجديد حسب ولاية الخرطوم، وازدادت رقعة الدهشة، حينما علم الصحفيون بأن أصحاب الحافلات والسائقين يجهلون مواعيد تشغيل محطة (شروني).. وكشفت جولة (الرأي العام) في المحطة الجديدة ومحطتي الاستاد والسكة الحديد أمس، عن كثير من التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن. إعلان التشغيل وكان والي الخرطوم ووزير التخطيط والبنى التحتية ومدير عام هيئة النقل والمواصلات ومعتمد الخرطوم ومدير هيئة الصناعات، افتتحوا الأربعاء الماضي محطة ربط (شروني) التحويلية، وأعلنوا أن العمل في (شروني) والمحطات الأخرى سيبدأ اعتباراً من السبت (أمس) حسب التوزيع الذي تم للمواصلات على المحطات الثلاث (الاستاد والسكة حديد وشروني) توزيعاً جغرافياً يسهل حركة دخول وخروج المركبات، كما صدر قرار بمنع ممارسة أي نشاط تجاري أو خدمي داخل (شروني) .وقال الوالي خلال مخاطبته الاحتفال بتدشين المحطة وتسليم (الميني بص) للذين تحصلوا عليها يومها، إن هذه المحطات داخل الخرطوم سترتبط بخطوط دائرية تمر بمركز الخرطوم، وأن محطات السكة حديد والاستاد وشروني ستخصص فقط لتبديل الخطوط، ووجه الوالي شركة بصات الولاية بالعمل حتى ساعات متأخرة، وألا تغادر الخطوط إلا بعد أن يتأكد خلو المحطات من المواطنين، وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيب المظلات في المحطات، ولن يكون هناك توقف عشوائي للبصات . انتاج وتشغيل وأكد الوالي (الأربعاء)، أن تمليك الحافلات هو بداية لمشروع توسعة قاعدة الإنتاج والتشغيل، الذي يستهدف محاور عديدة تنتهي بإتاحة الفرصة ل (30) ألف شخص، واستنكر الأحاديث عن الواسطة، ونفى تدخل أي أحد في أعمال لجنة الاختيار أو الحصول على الحافلات أو التاكسي، وأكد أن الأولوية لمن سبق غيره في تسجيل اسمه، وأن أعضاء لجنة الاختيار أدوا القسم وسيؤدونه مرة أخرى للقيام بالمهمة الموكلة لهم بكل نزاهة . تأجيل التنفيذ وحسب إعلان ولاية الخرطوم وحكومتها كان من المتوقع تشغيل محطة (شروني) والخطوط الدائرية أمس، الا ان الجميع تفاجأ بعدم تنفيذ حافلات خطوط (شرق النيل وبحري) العمل منها، وأعرب مواطنون كانوا بالمحطة استغرابهم لعدم وجود خطوط المواصلات التي أعلن عنها، في الوقت الذي توجد فيه بصات النقل الدائري للمحطات في الولاية، الأمر الذي أثار حيرة الجميع. ومن جانبهم، اكد سائقو الخط الدائري انسياب العمل، لكن ليس بالمستوى الذي توقعوه، وقال احد السائقين انهم منذ الصباح يعملون في محطات الربط، حيث توجد (3) بصات بالمحطة فيما توجد (3) بصات في محطتي الربط التبادلي وتعمل بالتقاطر على رأس كل (4) دقائق. فيما قال البشرى بشير عوض خبير التشغيل، مسؤول الخط الدائري، إن أسباب عدم التنفيذ الكلي للعمل من داخل المحطة تزامن المواعيد مع العطلة الأسبوعية، وأضاف بأن الأمر قد يستغرق وقتا حتى تنتظم الحافلات بالعمل من داخل المحطة. نظام التقاطر وأكد البشرى أهمية الخط الدائري وتسهيله لانسياب الحركة وتخفيف حدة الاختناقات المرورية، وقال إن الخط الدائري يربط المحطات الثلاث (شروني والسكة حديد والاستاد)، مما قد يسهل عملية التنقل بسرعة، وأضاف بأن تعرفة التذكرة (50) قرشا، وفيما يتعلق بمواعيد التقاطر، قال إن البصات الدائرية ستلتزم بنظام التقاطر كل (4) دقائق في أوقات الذروة و(7) دقائق خارج أوقات الذروة، وبعد انتظام خطوط النقل من داخل محطات الربط ستعمل (10) بصات في كل محطة ربط. مسار الدائري ويبدأ الخط الدائري من محطة شروني التبادلية ويتجه غربا بشارع (39) الى شارع الحرية، ويتجه يمينا ويسلك كوبري الحرية، ويتجه غربا بشارع الطابية مرورا بمحطة السكة حديد التبادلية، ثم يمينا بشارع أرباب العقائد باستاد الخرطوم شمالا، ثم شمالا الى شارع الجمهورية ويواصل مساره ثم يدلف يمينا بشارع الطابية الى تقاطع المك نمر ثم يمينا حتى تقاطع كاترينا ثم يمينا الى شروني، أما محطة الاستاد فيبدأ جنوبا بشارع أرباب العقائد ثم بأسفل الكوبري ويمينا الى الطابية مرورا بالسكة حديد ثم يواصل مساره بالطابية شمالا بمحطة شروني ويتجه شمالا حتى نفق الجامعة ثم يتجه غربا بشارع الجامعة ويتجه يسارا الى البلدية ثم شرقا ثم يمينا بشارع سليمان كشة ثم يتجه غربا الى محطة استاد الخرطوم. تباين آراء وتباينت الآراء في أوساط المواطنين وسائقي الحافلات حول جدوى محطة شروني والمحطات التبادلية، ففريق من المواطنين يرى أن وجود محطة خارج (سنتر) الخرطوم يزيح جبل الازدحام الذي يجثم على انسياب الحركة في وسط الخرطوم وبالتالي يخفف من حدة أزمة المواصلات، ويرون أن وجود الخطوط الدائرية من شأنه تسهيل سرعة الوصول الى الموقع الذي يقصده المواطن، فيما يرى فريق آخر عدم وجود جدوى للمحطة، وإن كانت ستقلل من حدة الازدحام في وسط الخرطوم، إلا أنها ? حسب هؤلاء- ستحمل المواطن بند صرف آخر وهو استقلال وسيلة نقل اخرى بتذكرة اضافية، وقال مواطن باستاد الخرطوم، إنه يأتي من الحاج يوسف بتذكرة واحدة حتى موقع عمله، ولكن بعد محطة شروني سيضطر لاستقلال مركبة أخرى وبقيمة اضافية. من ناحيتهم، نفى سائقو حافلات الخطوط، علمهم بمواعيد تنفيذ العمل من محطة شروني، وأكد السائق حسن عبد الكريم ? خط الحاج يوسف- عدم علمه بمواعيد التنفيذ، وقال ل (الرأي العام) إنه لم يتلق أي إخطار سواء من الولاية أو إدارة المرور او نقابة الحافلات، وأضاف: (كان من المفترض أن تكون هناك حملة توعية للسائقين والمواطنين ولكن لم يحدث ذلك)، وتابع بأنه غير راض عن تحويل خط الحاج يوسف الى شروني وبرر ذلك لارتباطهم بالسوق. فيما اعتبر صلاح شيخ ادريس (كومسنجي بموقف الاستاد)، أن نقل الخطوط إلى شروني ليس في صالح المواطن، وقال إن هناك طلابا لا يمكنهم دفع الأجرة مرتين. وقال صلاح عبد الرحمن ? سائق، إنهم لم يكن لديهم علم بمواعيد تشغيل محطة شروني، واضاف بأن مندوب أم درمان طلب منه الخروج من موقف الاستاد، إلا أنه رفض لأنه لا يعلم شيئا بشأن نقل مواصلات الحاج يوسف إلى هناك. عموما.. تظل تجربة نقل بعض الخطوط إلى المحطة الجديدة، مثار جدل إلى أن يتم تنفيذها بالشكل الكامل لتتبين مزاياها ومساوئها، ولعل التجربة وحدها تغير قناعات الأطراف المختلفة، لكن يبقى عدم مباشرة المحطة عملها في الموعد أحد الاستفهامات التي ستجيب عليها الأيام المقبلة.