«ناس البيت نايمين».. وأفراد الأسرة من الشباب المراهقين «سهرانين».. ينامون نهاراً ويقضون ساعات الليل وهم يحتضنون اجهزة اللابتوب «يتونسون» عبر ما يسمى بالفيسبوك.. جهاز التواصل الإجتماعي كثيرون من شبابنا بعيدون عن أعين أولياء الأمور.. ينزوون في اركان البيوت أو في غرف النوم.. يستغرقون لشوشوتهم في ونسات مع أولاء وبنات بأسماء وهمية.. مفاجآت ومقالب وفي بعض الأحيان خيانات تصورها ببراعة صحيفة كاتبات صحفيات في «السودان» والخرطوم «فالنساء أكثر دراية من الرجال باسرار بنات جنسهن».. الاستاذة منى سلمان تحكي عن العشق الاسفيري» بين «رفيقة» وبكري الذي ربط بينهما طوال عام كامل.. فسهرا الليالي يتبادلون العشق ويتجادلان حول أوجه تفاصيل حياتهما المستقبلية حتى عدد الابناء واسماء البنين والبنات.. وحفظ العشيق.. ملامح وجهها من صورتها التي كانت تزين ملفها الشخصي في الموقع.. تواعدت «رفيقة» و«بكري» على اللقاء مساء في مطعم سياحي.. أخبرته عن لون لبستها ليتعرف عليها فطمأنها ان لا تخاف لأنه حفظ ملامح وجهها «صم» من صورتها في ملفها في الموقع.. دخل بكري المطعم برفقة بهيسه «شقيقتها».. لفت نظره لون زينب في البلوزة التي تلبسها شابة تجلس وظهرها للمدخل.. توجه إليها وفجأة التفتت الشابة ورأته ووقفت على قدميها وقد أضيء وجهها بابتسامة ترحيب.. لم تخبر الصورة «بكري» عن قوام «رفيقة» لذلك قاوم الصدمة والتشكك عندما استقامت واقفة كانت نحيلة دقيقة القوام كطفلة.. لم يستمر اللقاء طويلاً دون وعد للقاء مرة أخرى.. رغم ان رفقة همست في أذنه وهي تودعه «بستنى منك تلفون بعدين».. رغم مرور أسبوع من التلفونات لم يرد بكري وأخيراً رد عليها «والله بهيسة قالت إنتي ضعيفونة شديد و وشك فاير ومليان حبوب».. أحست رفقة بخنجر في صدرها وقبل ان تجيب أضاف قائلاً «بصراحة أنا ذاتي فوجئت بالحكاية دي- صورة الملف ما ظاهرة فيها الحبوب.. غايتو يا البنات ال فوتو شوب ما خلا واحدة فيكم شينة».. مسكينة «رفقة» فقد كانت قبل ذلك اللقاء المأساوي- هيأت أمها بقولها لها «في زول حيجي يقابل أبوي قريبات دي».. وتختتم الاستاذة منى بنصيحة غالية لبنات الزمن ده لعلهن يعملن بها: «يابناتي أياكن والسقوط في شبكة الاسافير «البتهين نفسها أكيد ها تتهان»... وقصة أخرى تحكيها الأستاذة سماح طه في «الخرطوم» عن العشق الأسفيري».. تبدأ بطلب «عبير» من شقيقها «خالد» ان يعلمها كيفية استخدام الفيسبوك» ولكنه رفض لاعتقاده انه موقع للكلام الفارغ وحذرها من فتح أي حساب على مواقع التواصل الإجتماعي.. ولكنها بدون علم خالد أصرت على التعلم.. فجميع صديقاتها وزميلاتها في الجامعة يرتدن هذا الموقع يومياً.. وعلمت بنصيحة صديقة بدخول الموقع باسم مستعار وأن تضع صورة لفنانة مشهورة بدلاً عن صورتها.. اختارت غير اسم «ذات القلب المكسور» للتواصل مع الآخرين بحرية وبعد مرور شهر على دخول ذات «القلب المكسور» إلى عالم التواصل الإجتماعي جلست أمام شاشة الحاسوب لتجد على رأس قائمة طلبات الصداقة «المجروح في الدنيا» يطلب صداقتها فدخلت على صفحته لتجد صورة شاب أنيق جذاب أرسلها لها رسالة رقيقة هل تقبليني صديقاً ياذات «القلب المكسور» فبدأت تعريف نفسها مدعية أن اسمها الحقيقي هو «نور» وهي وحيدة والديها في دولة أوروبية وهي الآن في عطلة مع صديقاتها في لندن.. أما المجروح في الدنيا» فهو ادعى أن اسمه «لؤي».. وتطورت العلاقة العاطفية الاسفيرية إلى ان طلب منها مقابلته لانه قد يسافر مع و الده إلى ماليزيا في أية لحظة فوعدته بطول تمنع.. باللقاء بعد عودتها من لندن إلى الخرطوم.. إتفقا على اللقاء في مطعم أنيق بالعمارات عند السادسة مساء.. وكانت المفاجأة الصادمة لكليهما- فعند ذلك اللقاء اكتشف العشيقان أنهما لم يكونا سوى الشقيقين عبير وخالد.