عالم (الفيس بوك) ، رغم حداثته يعتبر من العوالم المثيرة للجدل والدهشة معاً ، تجد فيه الظرفاء ، والسياسيين ، والباحثين عن الحب ، حتى بائعات الهوى ، اقتحمن ذلك العالم ، عبر (غرف الشات) المظلمة .. على الرغم من حالة التناقض للعالم (المدهش) ، تجد أن الملايين اختاره كأفضل موقع للتواصل الاجتماعي .. ولكن هناك من لازال ينظر إليه بعين الريبة والخوف من ولوج عالم (مجنون) .. (سحر) فتاة فى أولى مراحلها العملية ، كانت تخشى عالم (الفيس بوك) ، رغم محاولات صديقاتها بالدخول إليه .. وفى يوم وبينما كانت (سحر) تجوب فى عالم الانترنت وتتصفح المجلات ، لفت انتباهها احد الموضوعات فرغبت فى المشاركة برأيها ، ولكنها تفاجأت باقتران المشاركة بالدخول لعالم (الفيس بوك) ، ترددت كثيراً فى قبول الفكرة ثم حسمت أمرها ، ووضعت أولى خطواتها على عتبة أشهر موقع للتواصل الاجتماعي ، شاركت الفتاة برأيها ، وأغلقت حسابها ، ولكن ظل هناك شيء فى نفسها يدفعها لمعرفة آراء الآخرين عن ما كتبته ، وفى اليوم الثاني عادت تتصفح ما خطته أناملها ليلة البارحة ، وبعد استشارات تقنية من إحدى صديقاتها الضليعات بتقنية الفيس بوك ، صارت تتعامل معه بكل سهولة ، عثرت (سحر) على أصدقاء تعرفهم منذ زمن الدراسة ، وظلت تتواصل معهم دون خوف ، وفى أثناء إبحارها فيه بمتاريسه الصعبة ، لبت (سحر) أحد طلبات الصداقة ، لشخص أرسل لها رسالة يتمنى فيها موافقتها على قبوله كصديق ، بدأت المراسلات بينهما حسب ما اقترح هو (صداقة) تدور نقاشاتهما فى الفن والسياسة ، وأحياناً الكرة وبعض المواضيع الاجتماعية ، وجدت (سحر) فى صداقتها مع الشاب اهتمامات مشتركة ، الأمر الذى مهد الطريق لإجراء محادثات مطولة عبر الشات ، و الإسكاي بي ، شعرت الفتاة بشيء يشدها ناحيته ، وقلبها يخفق عندما تقابله ، ولكنها حبست مشاعرها ، حتى صارحها يوما بمشاعر جميلة تدفعه للقائها والتعرف اليها أكثر .. تحولت الصداقة إلى حب وظل الاثنان يمارسان الحب عبر الفيس بوك ، لفترة طويلة ، كان يقسم لها بأنها الوحيدة فى حياته ، ولا يستطيع أن يعيش بدونها بل يتمنى تتويج العلاقة برباط مقدس ليمارسان حبهما فى العلن ، جهزت (سحر) نفسها ليوم اللقاء خارج غرف الشات ، وهى تخطط للقاء الأول وكيف يكون ، هل يزداد اعجابه بها .. وفى يوم اللقاء ، تعثرت خطواتها وهى تهم بالخروج من المنزل ، بل قررت أن تتراجع عن تلك الخطوة الحاسمة فى مصير علاقتهما ، ولكنها تشجعت وغادرت المنزل وكلها أمل بأن يتوج اللقاء الأول لصالح علاقتهما البريئة .. كان هو ينتظرها بقلق فى أحد الكافتريات ، وحين دلفت ألقت ببصرها حتى عثرت عليه أنه هو الشخص الذى دق قلبها له من كلماته وصوته ، وأسلوبه الجذاب ، وجدته وسيماً مرتبا ، يخفق له قلب أية فتاة ، لوحت له بيدها ، فتعرف اليها صافحته بيد مرتعشة ، وبصوت هادئ طلب منها الجلوس ، ظلت نظراتها مصوبة ناحية الأرض خجلاً ، و كان هو يبحث عن كلمات يفتتح بها اللقاء وكأنها المرة الأولى التى يتحدثان فيها ، سألها عن احوالها فردت عليه باقتضاب من شدة الخوف .. قبل أن ينتهئ اللقاء كانت تخاطب نفسها هل خفق قلبه لها ؟ فماذا لو أدار ظهره واختفى خلف الزحام دون اثر ، وفى اثناء حوارها الداخلي سمعت صوته يطلب منها الذهاب على أن يتلقيا مرة اخرى لأنه مرتبط بمواعيد عمل ظهرت له فجأة حيث بدا منشغلا بالهاتف .. اعتصرها ألم وهى تشد يده بالوداع وعلى طريقة (الجواب يكفيك عنوانو) فهمت (سحر) أن اللقاء الأول كان النهاية لعلاقة خرجت من رحم الفيس بوك وانتهت على ارض الواقع ، مخلفة قلب مكسور. شهد ودموع الفيس بوك يجمع ويفرق ، ولكن ما بين هذا وذاك قصص تبدو أغرب إلى الخيال. اثنان يجمعهما موقع التواصل الاجتماعي ، ويدخلان فى نفق الحب عبر الموقع ويمارسان كل الشعائر المعروفة عن الحب ، فيتبادلان الهدايا عبر الروابط ، وحين يأتى موعد اللقاء يكتشفان أنهما جيران .. الصدفة وحدها لعبت دورا فى جمع (نهى) و (علاء) اللذين اختارا الدخول لعالم الفيس بوك باسماء مستعارة ، (نهى) سجلت حضورها على دفتر الغرام الاسفيرى باسم (نيلوفر) و (علاء) باسم (ملك الرومانسية) ، وحين اتت ساعة اللقاء ، كادت (نهى) يغشى عليها من هول الصدمة ، وهى تقول لنفسها كيف لها أن تعيش الحب مع ابن الجيران الذى لم يحرك يوما مشاعرها وذرفت دموعها على الشهد الذى عاشته .. شعوراً بالخجل ظلت تعيشه (نهى) ، وكلما خرجت من المنزل تظن فى نفسها بأن الكل يلاحقها بالنظرات خاصة شباب (الحلة)، أما (علاء) كان الأمر بالنسبة اليه صدمة لأنه شعر بالخيانة لصديقه شقيق (نهى) ، انتهى العشق بينهما وبعد وقت صار طرفة يتندر بها الاثنان . قد تختلف تفاصيل الحب عبر الفيس بوك من مجتمع لآخر حسب الثقافة, ولكن تبقى المشاعر الصادقة هي الفيصل فى الأمر .. موقع التواصل الاجتماعي اتاح فرصة التعرف على جنسيات من خارج الحدود ، بعضهم يحصر التعارف فى اطار الصداقة بمعناها الحقيقي والبعض الآخر يستخدمه لملء الفراغ العاطفي الذي يعانى منه فى أرض الواقع ، كثيرون خرجوا من فخ الفيس بوك بسلام ، وآخرون اضحوا ضحايا للحب الاسفيرى .. احدى الفتيات السعوديات دونت تجربتها على صفحة مجلة عربية شهيرة تروي فيها قصة حبها عبر الموقع المذكور ، وكيف كادت تسبب لها الحرج مع اهلها ، وذلك عقب سفرها لدولة عربية جارة لقضاء العطلة برفقة اسرتها، وجدت أن شخصا ينتظرها فى المطار ، وحين اقتربت منه عرفها بنفسه بأنه حبيبها الذى تعرفت اليه عبر الموقع سألته الشابة المراهقة كيف علم بقدومها لتلك الدولة فأجابها بكل ثقة بأنه يعمل فى المطار وبالصدفة وجد اسمها من ضمن قائمة الركاب ، وحب أن يفأجئها ، الفتاة حرمت الحب عبر الموقع الذى كاد يدخلها فى حزمة قرارات عقابية من قبل والدها لو علم دخولها فى علاقات غرامية عبر الفيس بوك .