أبعدت دولة الإمارات العربية المتحدة (23) أسرة سودانية من أراضيها بسبب مخالفة قانون الهجرة، فيما طالبت العراق السودانيين في أراضيها بتوفيق أوضاعهم, وكذلك يواجه عدد غير قليل من السودانيين خطر الابعاد من المملكة العربية السعودية إذا لم يوفقوا أوضاعهم في الفترة التي أعلنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين حتى الثالث من يوليو المقبل.. وفي السادس من مايو الحالي - حسب الصحف - رحَّلت سلطات محلية وادي حلفا (148) سودانياً من بينهم أسرة واحدة فقط, أبعدتهم الحكومة المصرية بعد ضبطهم وهم يحاولون التسلل بطرق غير مشروعة إلى ليبيا عبر المثلث المشترك بين السودان ومصر وليبيا في منطقة العوينات. وقال جمال عبد الرحمن معتمد وادي حلفا - وقتها - لوكالة السودان للأنباء، إنه تم تنسيق عودة ال (148) سودانيا من القاهرة بواسطة القنصلية والسفارة السودانية التي استكملت إجراءات دخولهم البلاد عبر المنفذ البري بأشكيت، وقامت السلطات الأمنية والعسكرية والشرطية في المحلية باستكمال الإجراءات الخاصة بهم، فيما كان من بينهم أثيوبيان اثنان رفضت السلطات السودانية استلامهما. وتعتبر هذه القرارت في غاية الخطورة، بحكم مساسها بالشخصية السودانية التي كانت تترك انطباعاً جيداً لدى الدول التي تقيم فيها باحترامها لقوانينها وإخلاصها وجديتها في العمل, مما دفع دول الخليج الى الاعتماد في مؤسساتها على السودانيين, ولكن في السنوات الأخيرة, طفت على السطح الكثير من الممارسات السالبة من سودانيين عكست صورة سيئة للسوداني, منها مخالفة قوانين الهجرة في الدول التي يقيم فيها, وجرائم التحايل والسرقات واخرى, بسبب تراجع المستوى المعيشي والبطالة, والضغوط النفسية, وتقول أ. سلوى التني بإدارة الأسرة والإرشاد بجهاز المغتربين، ان هناك الكثير من الأُسر السودانية في دول المهجر تواجه ضغوطا نفسية رهيبة بسبب اوضاعها الاقتصادية المتدهورة، مثل الاسر التي تقيم بصورة غير شرعية ويضطر ربها الى القبول بأي اجر واية مهنة، وان كان مؤهلاً خوفاً من ابعاده, فضلاً عن رفضهم العودة بسبب ابنائهم الذين تخرجوا في المدارس الثانوية ولا يستطيعون الالتحاق بالجامعات السودانية بسبب الرسوم الدراسية الباهظة. من جانبه، اعتبر أ. صابر عبد الله عوض بإدارة قضايا العمل والعمال بجهاز المغتربين، إبعاد بعض السودانيين من دول المهجر أمراً غير مؤثر مُقارنةً بالعدد الكبير الذي يتمتع بأوضاع جيدة، وقال ل (الرأي العام)، ان ابعاد (23) أسرة سودانية من الإمارات مقابل (300) ألف سوداني في ذات الدولة، لا يرتقي الى مستوى الظاهرة وأمر غير مقلق, وأضاف بأن السودانيين بالسجون الاماراتية (20) فقط أغلبهم ممن تخلفوا عن مدة الزيارات وهروب من الكفلاء إلى آخرين، فيما هناك من يقضي عقوبة جرائم جنائية مثل السرقة والمخدرات ولكنهم يُشكِّلون الأقلية، واكد صابر أنهم على استعداد معالجة قضايا السودانيين بالخارج من إطار برنامج العودة الطوعية. ويعتبر برنامج العودة الطوعية أحد الحلول لقضايا السودانيين بالمهجر وخصوصاً أن اغلب المشاكل لديهم تتمثل في عجزهم عن توفير تكلفة العودة، وقد اطلق جهاز المغتربين هذا البرنامج منذ سنوات وفي التقرير السنوي الصادر من اداره قضايا العمل والعودة الطوعية بجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج عن إنفاذ برنامج العودة الطوعية للسودانيين من ليبيا ولبنان وأفريقيا الوسطى وسوريا للعام 2012م، أكد أ. صابر عبد الله مدير ادارة قضايا العمل والعودة الطوعية في تصريح سابق، أن البرنامج حقق نجاحا كبيرا خلال العام المنصرم، وقد تم انفاذه وفقاً لخطة جهاز المغتربين في الإشراف على برنامج العودة الطوعية للسودانيين بالتنسيق مع السفارات السودانية بالخارج بهدف إعادة السودانيين الذين هاجروا للخارج بطرق غير قانونية مما أدى لوقوعهم تحت طائلة القانون في الدول المضيفة. وأوضح صابر أن عدد السودانيين الذين عادوا من لبنان ضمن برنامج العودة الطوعية، الذي تم بالتنسيق مع السفارة السودانية ببيروت ووزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات والخارجية السودانية خلال 2012م بلغ (578) وذلك بعد أن قامت السفارة بإلغاء الغرامة الواجبة على المُخالفين لقانون الإقامة وتخفيض قيمة التذكرة بالتنسيق مع شركة طيران العربية، وأشار الى انحسار الهجرة غير الشرعية الى لبنان خلال الفترة الأخيرة نسبةً للأحداث التي تشهدها سوريا، كما اوضح ان عدد السودانيين الذين عادوا من ليبيا ضمن برنامج العودة الطوعية والذين دخلوا بطريقة غير شرعية عبر معبر السلوم بجمهورية مصر العربية بلغ (648) عائداً في رحلات جوية عبر الخطوط الليبية للطيران. وقال صابر - حينها، إن عدد السودانيين الذين تم إجلاؤهم من بانقي بدولة افريقيا الوسطى بعد الأحداث التي شهدتها بلغ (44) سودانياً، وأكد على سلامة بقية أفراد الجالية هناك، وحول إجلاء السودانيين من سوريا، قال إنه طوال الفترة التي شهدت فيها سوريا أحداث الربيع العربي تمّ التواصل مع السفارة السودانية بدمشق للاستعداد لترحيل السودانيين حال تأزم الوضع هناك، وأبان أن الجهاز بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية والسفارة السودانية قام بإجلاء اكثر من (600) سوداني خلال الفترة التي شهدت الأحداث وبقي الراغبون في الإقامة لأسباب مختلفةٍ. والعديد من المشاكل التي تواجه السودانيين بالمهجر تتمثل في عدم الالتحاق بعمل بسبب إقامتهم في تلك الدول بطريقة غير شرعية، وفي هذا الإطار ناشد جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج كافة، السودانيين بالمملكة العربية السعودية للاسراع بتوفيق أوضاعهم وتكملة الإجراءات الخاصة بهم قبل انتهاء الفترة المفتوحة لتوافق أوضاع العمالة بالمملكة والتي تنتهي في بداية يوليو من العام الحالي، وقد اشاد أ. صابر عبد الله بالقرارات الأخيرة الصادرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تصب في صالح العمالة الأجنبية بالسعودية والتي وجهت من خلالها الوزارات المعنية بأمر الهجرة وتسهيل عملية نقل الكفالات وتعديل المهن ومعالجة قضية هروب العامل، ووصف القرارات بأنها فرصة لتصحيح الأوضاع، شاكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عبد العزيز وحكومته هذه المهلة الكبيرة التي منحتها للعمالة السودانية بالمملكة لتصحيح أوضاعهم.