وهي عبارة عن اضطرابات في عملية امتصاص الإمعاء للغذاء الذي ينتج من الحساسية التي يسببها الجليادين الخاص بالجلوتين الموجود في البروتين ببعض البذور مثل القمح بشكل كبير، سميت تجاوزا حساسية قمح ، وهو موجود ايضا في بذور الشوفان والشعير والشيلم وتفي بنسب أقل مما في القمح . الجلادين يعمل كمحسس ينتج عنه مناعة معقدة في الغشاء المخاطي المبطني للإمعاء وهذا يؤدي إلى تكدس الخلايا اللمفاوية الميتة وهذا بدوره يسبب تلف أهداب أو شعيرات الإمعاء المسئولة عن الامتصاص ويؤدي إلى تكاثر خلايا غير طبيعية وبالتالي لا يحدث الإمتصاص للغذاء . يرى معظم أطباء التحسس الغذائي أن حالات التحسس الغذائي غير شائعة نسبيا ولا تحدث سوى لدى واحد في المائة من الناس وخاصة الاطفال ، كما يلاحظون أن التحسس ينتج تجاه طعام واحد أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر ، أما أعراض التحسس في رأيهم هي مشاكل جلدية - تنفسية ? وهضمية ، وتبدأ غالبا بعد ساعة او ساعتين أو ثلاثة على الأكثر من تناول الطعام السيء حيث يتفاعل الجهاز المناعي مع المحسس (الارج الغذائي ) بنفس الطريقة التي يتفاعل فيها مع المحسسات الأخرى بحيث يؤدي إلى تحرير الهستامين الذي هو واحد من كيميائيات كثيرة تحفز اعراض التحسس العادية .. هذا التحليل خطأ في إعتقادي ! إن هذا النوع من الحساسية الغذائية ليس سوى واحد من أنواع عديدة يشكل التحسس الغذائي نسبة 5-10 % ، والباقي 90%. التحسس الغذائي غير نادر ولا يحدث لدى الاطفال فقط ، فهو يصيب البالغين والكبار على حد سواء مع الاطفال والاسباب غير معروفة ، وربما اسبابه الاجهاد وعدم الحصول على قسط وافر من الراحة والتسمم البيئي واعتماد غذاء غير طبيعي إضافة إلى هذا فإن التحسس الغذائي لا يقتصر على الجلد أو الجهاز التنفسي أو الهضم بل يمكن أن يمتد تأثيره الى اي جهاز او نسيج او عضو في الجسم ، وتحدث المشكلات الصحية بسبب التحسس الغذائي أو نتيجة لمضاعفاته. ما هي هذه المشكلات ؟ فقر الدم ? إرتفاع ضغط الدم ? إكزيما ? ربو ? صداع نصفي ? ضعف السمع ? إعتلال في الغدة الدرقية وحمى القش ? متاعب في الكلى وداء السكر والتهاب المفاصل ? التهاب الحويصلة المرارية ? داء تهيج الامعاء والحرقة (حموضة المعدة ) وغيرها كثير ، وربما تظهر ردة الفعل التحسسية تجاه الاطعمة لمدة ساعة او ساعتين أو ثلاثة أيام بعد تناول الطعام والسؤال هل حالات التحسس قابلة للتخفيف أو الشفاء ؟ نعم بكل تأكيد إذا عرفت الأسباب وتم التعامل معها .. وإلى العلاج في الحلقة القادمة.