تصاعد ثيرمومتر المخاوف من هجمات السحائي (ابو فرار) مع ارتفاع درجات الحرارة , ولمحت وزارة الصحة بتأجيل فتح المدارس في العام الدراسي الجديد في حال استمرار الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة في الفترة القادمة خصوصا ان هيئة الإرصاد الجوي توقعت ارتفاع درجات الحرارة خلال الاسبوع الحالي في تقرير يوم الخميس الماضي في أجزاء واسعة من البلاد، ولم تستبعد استمرار الارتفاع في الحرارة حتى نهاية الأسبوع. فيما كشف عدد من المواطنين بأن عدادات الحرارة قد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بلغ (48) درجة في منتصف النهار. ومن جانبه أكد محمد شريف الخبير بهيئة الإرصاد الجوي في تصريح للصحف الخميس الماضي أن درجة الحرارة في الخرطوم تتراوح بين (26) درجة مئوية في الصباح و(44) درجة في آخر النهار, ورجح شريف تراجع الفاصل المداري نحو الجنوب ومروره جنوبكسلا ومدني والدويم وجنوبالولاياتالغربية وشمال سنار، لافتاً النظر إلى أن ساحل البحر الأحمر يتميز بدرجات حرارة مرتفعة نسبياً والرياح متغيرة الاتجاه والسرعة، موضحاً أنها تنشط في بعض الفترات مثيرة للغبار والأتربة. تقرير هيئة الارصاد الجوي باستمرار ارتفاع درجة الحرارة في الاسبوع الحالي وربما الاسابيع اللاحقة أثار قلقا في الأوساط الرسمية والمواطنين , وأعرب المواطنون عن تخوفهم من هجمات السحائي وخصوصا في ولاية الخرطوم ذات الكثافة السكانية العالية والبيئة الجيدة لظهور هذا المرض من ازدحام في الطرقات والأسواق والتجمعات الأخري فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة فيما بثت وزارة الصحة رسالة تطمين للمواطنين في تصريحات صحفية امس وفي ذات الوقت لمحت الى احتمال تمديد الإجازة المدرسية خوفا من الالتهاب السحائي ، واكدت وزارة الصحة عدم وجود أية بلاغات عن التهاب السحائي، فيما بدأت الترتيبات لإنطلاقة الحملة القومية لإلتهاب السحائي في المرحلة الثانية، وتستهدف (8) ملايين شخص في (7) ولايات, وأوضحت مدير إدارة الوبائيات بالوزارة د. حياة صلاح، أن الحالات المُبلّغ عنها إشتباه وليست مؤكدة، وتُخضع للفحص للتأكد من وجود الفيروس أو عدمه، ونوهت إلى أن الإدارة زارت مركز العزل ببورتسودان، للتأكد من الجاهزية لحالات ضربة الشمس التي يتوقع ظهورها في فصل الصيف. وأكدت د. حياة أنه لم يتم تسجيل أية حالة حتى الآن، وقالت إن العديد من الأمراض تتشابه أعراضها مع السحائي ويتم التبليغ عنها، وأكدت أن مناطق التعدين لم تسجل أية حالات سحائي. وفي تصريح متناقض كشفت وزارة الصحة بالخرطوم عن ظهور (14) حالة اشتباه جديدة بالسحائي بالولاية بواقع حالتين كل أسبوع حسب آخر تقرير، مؤكدة عدم تسجيل أي حالة سحائي وبائي حتى الآن بالولاية . ولم تستبعد الوزارة التقدم بطلب لوزارة التربية لتأجيل العام الدراسي في حال توالي ارتفاع درجات الحرارة. وحذرت المواطنين من التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، ودعت لتجنب الازدحام ومناطق التجمعات والأسواق أثناء النهار . وقلل مدير الإدارة العامة للطب الوقائي د. أمجد عبيد من خطورة تأثير درجات الحرارة الحالية وتسببها في حدوث وباء، وقال في تصريحات صحفية إن كل القراءات تؤكد أن السودان تجاوز حلقة الوباء رغم ارتفاع درجات الحرارة، وعزا ذلك لإجراء تطعيم ضد المرض العام السابق أشار إلى أنه يعطي مناعة لمدة عشر سنوات . وكانت وزارة الصحة الاتحادية نفذت في اكتوبر العام الماضي حملة قومية للتطعيم ضد مرض السحايا الوبائي (أ) استهدفت حوالي (16 )مليون شخص من سن( سنة )وحتى( 29 ) عاما بحضور ممثلي منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية ومدير التحصين الموسع وعدد من الجهات ذات الصلة. وقال بحر أبو قردة وزير الصحة ، في حفل تدشين الحملة بقاعة الصداقة، إن السودان يعتبر من ضمن الدول التي تقع في حزام السحايا وهو يعمل سويا مع المنظومة الدولية لإنفاذ السياسات الصحية للحد من التهاب السحايا نوع (أ) بتنفيذ الحملات التطعيمية منذ العام 2010م. وكان وزير الصحة الاتحادية قد حث الأسر بالتجاوب مع فرق التطعيم لإنجاح الحملة التي تستمر لمدة اثنى عشر يوما والتي بلغت تكلفتها حوالي 40 مليون جنيه. إلى ذلك أشارت د. أماني عبد المنعم مدير إدارة التحصين الاتحادي الموسع إلى خطورة مرض السحايا بين الفئات العمرية الهامة مشيرة إلى أن استخدام لقاح السحايا النوع (أ) تم إدخاله في الحملة ليعطي مناعة لمدة عشرة أعوام وهو ذو مردود إيجابي على صحة الأفراد. واشتملت حملة السحايا التي انطلقت في اكتوبر ولايات الخرطوم ، الجزيرة ، شمال ووسط دارفور وجنوب وغرب دارفور ووسط دارفور وجنوب وغرب دارفور وولاية سنار وولاية القضارف ، والنيل الأزرق ويشارك في تنفيذها 56 مشرفا إتحاديا. وكانت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، استعدت لامراض الصيف ومن بينها السحائي بتجهيز (12) مستشفىً و(7) فرق للإستجابة السريعة على مستوى المحليات لاستقبال أيِّ طارئ لأمراض فصل الصيف خَاصةً السحائي. استعدادات صحة ولاية الخرطوم وقال د. حمدنا السيد علي مدير إدارة الوبائيات بالوزارة، إن الوزارة بدأت الاستعدادات مبكراً للاستعداد لأمراض فصل الصيف بتدريب سنوي للكوادر المُعالجة الجديدة وتنظيم كورسات تنشيطية للكوادر المُعالجة القديمة، ونوّه إلى أنّ تفعيل التقصي والترصد اليومي يبدأ في كل الوحدات الصحية من 15 - 30 يوليو المقبل، وأكد أنه لم يتم تسجيل أية حالة سحائي وبائي أو حالات ضربة شمس، وأبان أن للحملة القومية ضد السحائي التي تم تنفيذها في أكتوبر الماضي دورا كبيرا في استقرار الوضع، وأضاف بأنه تلاحظ وجود انخفاض كبير في حالات السحائي المنخفض مُقارنةً بالأعوام السابقة، وأكد د. حمدنا وجود فرق تم تدريبها على أخذ العينات، وقال إنه تم توفير المحاليل وأدوات الفحص لأخذ العينات لإجراء عملية بذل الظهر من سائل النخاع الشوكي لفحص النوع المسبب للمرض، وشدد على ضرورة عدم رفض إجراء هذا الفحص البسيط، وأكّد وجود كوادر من الأطباء التي تم تدريبها بالمستشفيات خاصةً الأطفال، وقال إنّ بعض أمراض الصيف ترتبط بكثافة الذباب مثل الدوسنتاريا والتايفويد، وأكد ضرورة الابتعاد عن الازدحام أو التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة. وجوب الحذر ولكن لم يستبعد عبيد أن تطلب وزارة الصحة تأجيل العام الدراسي في حالة ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي لحدوث ضربات الشمس والآثار المترتبة عليها، مقراً في الوقت ذاته بظهور حالات سحائي غير معد وسط كبار السن وحديثي الولادة، وكشف عن إيقاف منظمة الصحة العالمية التطعيم كل عامين منعاً لإهدار مال الدولة. لا لتأجيل الدراسة ومن جهته نفى الاستاذ إمام عبد الباقي الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العام وجود اي اتجاه لتأجيل السنة الدراسية من موعده المضروب في يونيو القادم وقال ل (الرأي العام ) امس ان كل المؤشرات تنفي تأجيل الدراسة وأردف بان الطقس ربما يتحسن الى حين مواعيد استئناف الدراسة في سنتها الجديدة واستطرد (الدراسة في مواعيدها الا اذا استجد أمر ما ) وردا على ما جاء في الصحف حول تلميح وزارة الصحة بتأجيل العام الدراسي قال ان تصريحات وزارة الصحة بتأجيل السنة الدراسية امر لا يخص الوزارة بل جاء من منطلق مسئولياتها الصحية تجاه المواطن.