لم تكن زيارة أحزاب التجمع للتعزية في وفاة كوال أجوك مجوك زعيم وناظر قبيلة دينكا نقوك إلا بدايه لترميم علاقة التجمع بجوبا فلم ينفك التجمع يعيد للأزهان مواقفه مع الحركة الشعبية بالرغم من أن الأخير لدغ من جحرها مرتين ، فالمتتبع لمسيرة التجمع مابعد الإنفصال يجده في حاله من التيه السياسي الذي يعبر عن فراغ مضمونه( بالرغم من إدعائهم) تكوين جبهة معادية لإسقاط النظام .. تحريك جمود فالزيارة بداية لتحريك الجمود بين التجمع وجوبا بالرغم من أنها أفقدت كيان المؤتمر الشعبي الكثير حسب الإنتقادات التي شناها الأمين السياسي كمال عمر على المسيرية بعد وصوله إلى جوبا ، فالمسيرية ينظرون لتصريحات الأمين السياسي بأنها تكيل العداء للمسيرية وذلك عقب إتهام الأمين السياسي الصريح للمسيرية بقتل كوال دينق ناظر دينكا نقوك ، فالمسيرية يرون أن تحالف المعارضة يريد تصعيد الأوضاع بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك وليس تقريب الشقة فالمتتبع لواقع الزياره يرى أنها معد لها مسبقا ، فالساحة السياسية تشهد توترا عقب هجوم الجبهة الثورية لذلك نجد أن الزيارة جاءت خلف ستار التعزية لكي لاتحمل في طياتها شك الحكومة .. التجمع ليس بديل ديمقراطي فالناظر لحركة التجمع يجدها بعيده عن تقديرات واقع الأحداث السياسية الأنية فالأحزاب السودانية عوضا عن دورها العقيم في الأحداث إلا أنها بعيده كل البعد عن المشاركه الفعلية في القضايا الوطنية الراهنه فالكثير من أحزاب التجمع لم تتوافق في طرحها ومن قبل نجدها تتبادل الإتهامات بصورة أشبه بالروتينية فكل منها يدعي إجادة الدور ، وكان د. مبارك الفاضل رئيس حزب الأصلاح والتجديد قد وصف التجمع بالعاجز الذي ليس له أداء خارج القاعات أو سور الأحزاب السياسية كما سخر من فشل خطوتهم في تأسيس فضائية تعكس أراؤهم وقال أن طيور الجنة لديها ثلاث قنوات والتجمع لايقوى لإنشاء قناة فضائية واحده كما أن رئيس حزب الوسط الإسلامي دكتور الكودة المنضم مؤخراَ للتجمع في حوار سابق مع الرأي العام يرى أن المعارضة لم تكتمل حتى تكون بديل ديمقراطي كما تدعي ، بل أنها يجب أن تقر بأنها تفتقر للبرامج السياسية التي تمكنها من إسقاط النظام كما نصح التجمع بالتقوي كأولوية للإطاحة بالنظام ورأى أن التجمع لايمكنه إسقاط النظام بالمؤتمرات الصحفية وقد قلل الكودة من دور الأحزاب السياسية الكبيرة ذات القاعده العريضة ووصفه بأنه لايرتقي لمستوى المعارضة بل أن الشعب يشكك في ولائها للمعارضة أم أن لها خطوط وقنوات إتصال مع الحكومة . أجندة دولية و يرى مراقبون أن الغرض من الزياره ليست لاجل لاداء واجب العزاء بل لتحريك الأجنده الدولية على المنطقة او كما قال بذلك ناظر عموم المسيرية بابو نمر الذى دعا قبيلة الدينكا إلى التهدئة والعمل على تخطي المرحلة وفقا للأعراف المعمول بها بين القبيلتين كما حث تحالف المعارضة بالحياد في القضايا الوطنية والمصيرية، موضحا أن قضية أبيي أصبحت قضية وطن وسيادة لا تتحمل التجاذبات السياسية. وقال بابو نمر إن المعارضة ظلت تعمل من أجل تمرير أجندتها السياسية على حساب القبيلتين، مطالبا بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها منطقة آبيي وأدت إلى مقتل كوال دينق و16 من أبناء المسيرية، مشيرًا إلى أن القضية أصبحت في يد لجنة التحقيق ولا نسمح بالتلاعب بها سياسيا ، وأن الحراك السياسي مؤخرا ليس إلا تحصيل حاصل وجعل قضية أبيي شماعة الفشل السياسي التي يعلقون عليها إخفاقاتهم السياسية . ردود فعل المتابع لواقع التصريحات السياسية للأمين السياسي بالشعبى يجدها غير موفقة ووضعت حزب المؤتمر الشعبي في موقف حرج كما يفعل ذلك كثيرا ،وربما هذا جعل المؤتمر الشعبي يتخذ موقفا (صامتا) لم يصدر عنه اى رد فعل او تعقيب، بالرغم من أن الحزب يعي حجم الحرج الذي سيصيب المنتمين للحزب من المسيرية جراء تصريحات امينه السياسى ، و يرى البعض أن النفي الذي تقدم به الأمين السياسي لتلك التصريحات التي نسبت إليه مجرد دفاع عاجز لن يعالج ذاك الشرخ الذى تركته تلك التصريحات وافرز إستياء وسط المسيرية . إنجاز تاريخي على الرغم من ان الأمين السياسي ينظر للزيارة عكس ماهو متداول بل يصفها على أنها إنجاز تاريخي تاتى لانعاش العلاقة بين الشعبين ، على عكس ردود الفعل الأخيره التى راجت فى الاوساط السياسية، معتبرا أن الهدف منها لم يكن الإضرار بالطرفين كما شدد على أن الزياره كانت ترتكز على العلاقة التي تربط بين المسيرية ودينكا نقوك وأنها علاقة تاريخية تسهم فى رتق النسيج الإجتماعي أسسها أباؤنا وأجدادنا في القبيلتين ، وقال انها زيارة للعزاء فقط لشعبي الجنوب ودينكا نقوك كان لها اثرها الايجابى فى تخفيف الكثير من المأسي التي نجمت من إغتيال السلطان كوال واعتبرها تاتى لصالح الشمال والجنوب ..