دَبّت (العافية) من جديد في جسد الإذاعة الطبية على أيدي الشباب الذين يمسكون بمشارط التصميم الذي يقطعون ويمزقون به مزاجية مديري الأجهزة الإعلامية التي لا تعترف بالمواهب الشابة.. حرم شيخ الدين هاشم من أولئك الذين صدمتهم مزاجية المديرين، لكن الصدمة كانت من دوافع النجاح حيث بدأت حرم ببرامج الأطفال وتدرجت برامجياً ووظيفياً الى ان وصلت مدير عام الإذاعة الطبية كيف ومتى ولماذا اجابت عليها حرم في نص الحوار التالي: أؤمن بالتخصصية في البرامج * كيف دخلتي مجال الإعلام؟ كانت لديّ موهبة وشجاعة في مواجهة الجمهور من الصغر صقلتها بالدراسة، ثمّ برزت مؤشرات مستقبل إعلام نبهني إليها حتى اساتذتي، وعلى الرغم من ذلك كنت اميل للعلاقات العامة وبالفعل بدأت التدريب في بنك النيلين. * اتجاهك للعمل الإذاعي؟ بدأت في تلفزيون الخرطوم ببرامج الاطفال مع تهاني عبد الله وتدرجت في برامج الاطفال الى ان اصبحت مراسلة لتلفزيون قطر للاطفال ، ثم تلفزيون السودان جنة الاطفال وقمنا بتطويره وإحداث نقلة فيه حيث اصبح ينفذ كأنه مباشر. * لماذا التركيز على برامج الأطفال؟ هم شريحة مهمة ولو لم تكن لديك محبة لهم لن تستطيع التعاون معهم وهم لن يقبلوك، هذا إضافةً إلى أنني أؤمن بالتخصصية كلما تخصصت تستطيع التجويد اكثر، بل ومضيت اكثر في أن اعد الآن ماجستيراً في (برامج الاطفال ودورها في تربية وتثقيف الطفل). * من وجهة نظرك ما المفقود في برامج الأطفال؟ الاهتمام، فهي آخر الاولويات حيث لا يوجد عليها صرفٌ ولا رعاية. توجد كوادر ممتازة خلاقة لكنها لا تجد دعم واهتمام المسؤولين. فعمل الاطفال يقوم على المجاملة والمعرفة ولا يوجد به ترحيل ولا وجبة ولا جوائز ولا تحفيز ولا حتى ديكور جاذب. * وكيف كانت بدايتك بالإذاعة الطبية؟ التحقت بالبث التجريبي بها، إلى جانب عملي في برامج الأطفال، فنحن نعاني من المزاجية العجيبة للمؤسسات لذلك أرى ان تكون اعلاميا شاملا وان يكون وقتك موزعاً بين عدة برامج، وبدأت مع الأساتذة علم الدين حامد والراحل ذو النون بشرى وتعلمت منهما الحرفية الإذاعية، حيث فتح لي بشرى باب المنوعات وأصبح فردا رئيسيا في أي جدول منوعات، حيث كان يقول: صوتي مختلف ومقدراتي مختلفة. * وكيف وصلتي لإدارة الإذاعة؟ كانت لدينا مشاكل ادارية بالإذاعة وكنا نعمل بالتعاقد، فأحد الحلول كانت ان نديرها نحن الشباب واجتمعنا مع رئيس مجلس الادارة وأخبرناها برغبتنا وطلب ترشيحا وقاموا بترشيحي، لم يكن القرار قراري ولاني احب التحدي قبلت، اضافةً الى ان د. مامون حميدة وقتها قال لي (انا بثق فيك) وهذا ما أعطاني القوة لان اعيدها مرةً اخرى وتكون لها هويتها وفي ظرف سنة استعدنا مكاننا وبدأنا تطوير برامجنا. * ماذا خصمت منك الإدارة؟ أبعدتني عن برامج الاطفال التلفزيونية لكنها لم تبعدني عن المايكروفون لأنني حرصت على برامجي. * يقال إن الإذاعة الطبية بعيدة عن اهدافها وتتجه برامجياً مثلها مثل المنوعات والغناء؟ هذا غير صحيح 60% من برامجها طبية. طب الروح والنفس والاجتماع ومُعظم برامجها تحمل جرعات غير مُباشرة من العلاج لأننا وجدنا أنّ التوجه المباشر مُنفرٌ. * ما هي أميز البرامج التي قدمت حرم؟ (قافية وعافية) يقدم التاريخ القديم وربطه مع الطب قدمته مع أبي عبد الحليم وكان من البرامج المختلفة، إضافةً الى (الدنيا صباح) وهو من البرامج ذات الجماهيرية العالية ثم (قبل العناية المركزة) الذي أعطاني نقلة مختلفة، هذا إضافة الى البرنامج الاجتماعي (فاعل خير). * بجانب قلة المال ما الذي ينقص العمل الإعلامي؟ طبعاً المال عنصر رئيسي يوفر البيئة الصالحة للعمل، إضافةً الى تفهم الادارة للعاملين والعكس، هذا الى جانب ان التحفيز المعنوي غير موجود، وهناك من يعملون ولا تُسلّط عليهم الأضواء. * ما هي المعوقات التي صاحبت تجربتك؟ لا اشعر بمعوقات حقيقية لكن كلما اعترتني كانت دافعاً لي وشكلت لي الخبرة التي اهلتني لادارة الاذاعة فيما وصلت اليه وبحكم عمري يعتبر نجاحاً 100%. * الادارة في سن مبكرة ألا تخلق لك مشكلة وظيفة في حال تركتها؟ لا اشترط ان اكون مدير مرة اخرى، فمهنتي الرئيسيه التي اعشقها هي المايكروفون ولن اتركه، اضافةً الى ان التجارب تخلق اعلامياً شاملاً. * ما الذي ينقصك حتى تكوني اعلامية شاملة؟ لا اريد ان اقول إنني وصلت في مجال المايكروفون، لكني احب العمل الصحفي وأريد ان اتجه له في مقبل الأيام واحضر لتجربة صحفية تحقق لي الشمولية بجانب الإذاعة والتلفزيون. * حظوظ المرأة في العمل الإعلامي كيف ترينها؟ الآن الفرص كثيرة ومتاحة للمرأة في المجالات كافة هذا الى جانب انها اثبتت انها اعلامية ناجحة. وظهرت في الفترة الماضية العديد من الوجوه الاعلامية ووجودي في ادارة الاذاعة يبرهن ان المرأة يمكن ان تقدم شيئاً مفيداً وينتزع الدهشة احياناً حتى ان بعضهن قلن انني فتحت الطريق امامهن. * ما هي رؤيتك لمستقبل الإذاعة؟ أول رؤية اننا نستعد للانطلاق في ود مدني وبورتسودان برغبة من المواطنين هناك، الذين شكوا من قلة التوعية ووجدنا تشجيعاً من مجلس إدارة الإذاعة وبدأنا في التوسعة وطلبنا الأجهزة من أجل ذلك. * هل لكِ اهتمامات بخلاف العمل الإعلامي؟ نعم، انا اغني في اوساط مغلقة ونطاق محدود. * من يطربك؟ جمال فرفور وعقد الجلاد. * ما موقع التفكير في تكوين حياة خاصة في خارطتك؟ ضحكت.. في تفكير جاد تجاه الاستقرار، وأعتقد انه يمكن ان يكمل حياتي بصورة أفضل، فالنصف الآخر في الحياة مهم لكنه يعتمد على القسمة والنصيب.