هديل جمال عبد الله محمد - اختصاصي العلاج الطبيعي: في الواقع إن الغالبية العظمى من أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري تتكون خطته العلاجية من استخدام الأدوية والمسكنات ومضادات الالتهابات، وأيضاً من استخدام جلسات العلاج الطبيعي التي قد تكون جزءا مهماً في علاج هذه الأمراض. والعلاج الطبيعي قد يستخدم في علاج حالات الخشونة المزمنة في مفصل الورك أو في مفصل الركبة مثلاً أو في علاج حالات الالتهابات غير الجرثومية مثل مرض النقرس (Gout) أو مرض الروماتويد (Rheumatoid arthritis). كما أن العلاج الطبيعي مهم جداً في علاج حالات الإصابات الرياضية مثل تمزق الأربطة أو الكدمات ، وتحتاج حالات الإصابات والكسور المنتشرة بشكل كبير في كثير من الأحيان لجلسات العلاج طبيعي ، وإضافة إلى ذلك فإن العلاج الطبيعي هو جزء لايتجزأ من الخطة العلاجية في حالات العمليات الجراحية سواء كانت عمليات جراحية اختيارية مثل تغيير مفصل الركبة أو مفصل الورك أو حالات الانزلاق الغضروفي أو حالات تثبيت الفقرات أو حتى حالات تثبيت الكسور بجميع أنواعها فالمريض الذي تجرى له عملية جراحية يحتاج إلى القيام والوقوف والحركة و ممارسة الرياضة والتمرينات وتقوية العضلات. إذاً فالعلاج الطبيعي مهم في علاج جميع أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري سواء أكان العلاج تحفظياً أو غير جراحي ، والعلاج الطبيعي يختلف عن أنواع العلاج البديل أو الطب البديل (Alternative medicine) الأخرى فمثلاً الإبر الصينية (Accupuncture) مع أنها قد تشكل سلاحاً فعالاً في علاج بعض الأمراض إلا أنها تعتبر من أنواع الطب البديل إضافة إلى ذلك هناك أنواع من الطب الشعبي مثل الحجامة أو الكي ولكن العلاج الطبيعي يعتبر جزءاً من الطب العلمي المعترف به في علاج هذه الأمراض. في الواقع عندما يحول الطبيب أو الجراح المريض أو المريضة إلى أخصائي العلاج الطبيعي فإن هناك أهدافاً محددة يرغب في الوصول إليها مثل إعادة القدرة على الحركة وهذه إحدى أهم أهداف العلاج الطبيعي وخصوصاً عند المرضى في مرحلة ما بعد الإصابات في الكسور وأيضاً في مرحلة ما بعد عمليات استبدال المفاصل. ويقوم أختصاصي العلاج الطبيعي في هذه الحالات وتحت ارشادات الطبيب المعالج بإرشاد المريض أو المريضة على كيفية الوقوف والمشي باستخدام العكاكيز الطبية أو الهيكل الطبي المساعد للمشي وحسب إرشادات الطبيب عن ما إذا كان بإمكان المريض وضع وزن جزئي أو وزن كامل على الطرف المصاب. وهذا الهدف هو من أهم الأهداف حيث إنه يساعد على قيام المريض وحركته وبالتالي يؤدي إلى تحسن كبير في نفسية المريض وتقليل الخطورة التي قد تنتج من عدم الحركة لفترات طويلة مثل تسبب مضاعفات من ضمنها تقرحات الجلد واحتباس البول والإمساك وصعوبة التنفس وأيضاً الخطورة الكبيرة المعروفة بالجلطات الوريدية العميقة. إذاً فتحريك المريض ومساعدته على المشي في جلسات العلاج الطبيعي هي ذات أهمية قصوى وهي هدف أساسي في علاج الكثير من المرضى. وعلى الرغم من أن هذا الهدف قد يكون صعباً في البداية إلا أنه بالمثابرة وبالإخلاص أخصائيين وأخصائيات لعلاج الطبيعي وبتشجيع الطبيب المعالج وبتصميم المريض على التحسن فإن الغالبية العظمى من المرضى تستطيع الحركة وتصل إلى الهدف النهائي وهو الحركة بشكل مستقل بإذن الله.