خشونة الركب من الأمراض الواسعة الانتشار القديمة العهد رغم أن معالجتها الطبية قد وصلت درجة من التطوُّر لكن ما زال البعض يلجأ لسبل المعالجة البلدية مثل وضع «اللبخات والحجامة» أو المساج وكل تلك المعالجات لا تفيد بل تضرّ بصحة العظم والركب المتألمة، ويرفض الآخرون اللجوء إلى إجراء عمليات استبدال الركب وفًا من فشل العملية وذلك للمفهوم الخاطئ حول العملية والمادة المصنع منها العظم المستبدل فيفضلون عدم إجراء عملية جراحية ويصبرون على الآلام التي تتسبَّب لهم بسبب زيادة ماء الركبة وليس قلَّة ماء الركبة حسب المفهوم الخاطئ وفي نهاية المطاف يُصاب مريض خشونة الركبة بمضاعفات تتمثل في عدم المقدرة على الحركة وهذه تؤدي إلى حدوث العديد من الأمراض الأخرى.. حول خشونة الركب وطرق معالجتها حاورنا د. شرف الدين الجزولي محمد استشاري جراحة العظام.. أجرته: رباب حسن ٭ ما هي خشونة الركب؟ هي تآكل الغشاء الذي يغطي مفصل الركبة. ٭ ما هي أسباب خشونة الركب؟ تقدُّم العمر أو السمنة الزائدة، وإصابات الملاعب أو الحوادث أو نتيجة لأمراض وراثية أو مزمنة، الأمراض الوراثية مثل الهميوفيليا، والمزمنة مثل السكر أو التهابات المفاصل والرموتزيوم. ٭ كيف يمكن التعرُّف على أعراض خشونة الركب؟ يحسّ المريض بآلام في الركبة وقد ينتج من ذلك صعوبة الحركة وفي بعض الأحيان قد تسبِّب إعاقة كاملة في المشي مع تورم الركبة. ٭ ما الفحوصات التي تُجرى للتأكُّد من الإصابة بخشونة الركبة؟ يتم الاستفسار من المريض عن تاريخ المرض ثم الكشف السريري وإجراء بعض الفحوصات مثل صور الأشعة العادية (Xray) وفحوصات الدم. ٭ لمَ فحوصات الدم؟ حتى يتم التأكُّد من عدم وجود أحد الأسباب المسبِّبة لخشونة الركب السابقة الذكر. ٭ عند التأكّد من وجود خشونة ماذا يحدث؟ يقوم الطبيب بشرح الحالة للمريض وتهيئة المسار العلاجي ويبدأ دائماً بالعلاج الطبيعي وإعطاء المريض بعض المسكنات للآلام، وإرشادات مثل تخفيض الوزن ومعالجة الأمراض المسبِّبة هذا في الحالات الخفيفة للإصابة بخشونة الركبة. أما في حالة الخشونة الشديدة التي تسبِّب آلامًا مُبرحة وتغييرًا في شكل المفصل وإعاقة للحركة فننصح المريض بإجراء عملية استبدال مفصل الركبة. ًً٭ عملية تغيير المفصل كيف تتم؟ كما ذكرت سابقاً يتآكل الغشاء الذي يغطي المفصل مما يؤدي لاحتكاك عظم الفخذ مع عظمة الساق وهذا الاحتكاك يسبب الألم الشديد وما يحدث في العملية هو إزالة العظم المتآكل واستبداله بمفصل صناعي مصنوع من مادة مكوَّنة من نيكل وكروم وهي غير قابلة للصدى والتآكل وبينهما مادة بلاستيكية. ٭ بعد العملية ماذا يحدث؟ يمكث المريض في المستشفى ما بين «4 5» أيام ويبدأ المشي اليوم الثاني بعد العملية ويستمر تحت إشراف العلاج الطبيعي لمدة أسبوعين ويتم المشي بمساعدة سنادات مشي طبية، بعد «4 6» أسابيع يكون المريض قد أكمل فترة العلاج الطبيعي ويمكنه المشي بدون مساعدة. ٭ ما هي المضاعفات المتوقَّعة قبل الشروع في العلاج؟ في حالة عدم علاج الخشونة الشديدة والتي تسبِّب الإعاقة في الحركة ويصبح المريض عاجزاً مما قد يؤدي لزيادة الوزن وضمور العضلات الشيء الذي يجعل مهمة الجراحة في المستقبل صعبة. ٭ ما المضاعفات التي يمكن حدوثها بعد العملية؟ أغلب العمليات الجراحية قد تحدث فيها بعض المضاعفات أثناء وبعد العملية ولكن مضاعفات عملية استبدال الركبة نادرة وقد تصل نسبة نجاحها إلى «95%». والمضاعفات مثل الجلطة «الأوعية الدموية» في الساق والتهاب المفصل وهذا نادر لذا يُعطى المريض أدوية مضادة للجلطة والالتهاب قبل وأثناء وبعد العملية لتفادي المضاعفات. ٭ هنالك بعض الاعتقادات مثل «نقصان» موية الركبة «تحريك» مفصل الركبة؟ هنالك بعض المرضى يقولون إن الماء في الركبة يقل وفي الحقيقة إن الماء يزداد ولا يقل والزيادة ناتجة عن التهاب أغشية الركبة وهذا يُحدث الألم ويزيد آلام المفاصل. في الخشونة الركبة لا «ينخلع أو يزوغ» مفصل الركبة بل يقل من حركة «أقل من المعتاد» مما قد يضطر المريض للصلاة جالساً. ٭ اعتقاد آخر هو اللجوء للمعالجة البلدية؟ كل المحاولات البلدية هي معالجات موضعية مثل «حجامة، كي، لبخات» لا تؤدي لتحسين الحالة بل قد تؤدي لمفاقمة المرض وتجعل مهمة الطبيب المُعالِج أكثر صعوبة. ٭ ما هي نسبة حدوث خشونة الركب بين الجنسين؟ عند النساء أكثر نتيجة للبدانة والإصابة بالسكر وعدم ممارثة التمارين الرياضية اليومية. ٭ ذكرت أن من أسباب الإصابة تقدُّم العمر رغم حدوث خشونة الركب لالأعمار الأقل؟ الخشونة قد تصيب الإنسان في عمر متقدِّم لكن نجدها تصيب أعمارًا صغيرة نتيجة للإصابات والمعالجة الخاطئة للكسور حول المفاصل فهذه تُحدث الإصابة بخشونة الركب. ٭ يخشى البعض رفض الجسم للركبة الصناعية وفشل العملية؟ صحيح هنالك اعتقاد خاطئ بأن عملية استبدال المفاصل لا تنجح في أغلب الأحيان، ولكن نقول إن أكثر من «95%» من العمليات ناجحة إذا أجريت في مراكز متخصصة تحوي غرف عمليات مجهزة وبآليات كافية ونظام تهوية طبية معقمة ونظام تعقيم صارم وفريق طبي مؤهل ومتدرِّب في إجراء مثل هذه العمليات. والفريق الطبي يشمل الاستشاري ونائبه ومحضر العمليات واستشاري التخدير والتمريض والعلاج الطبيعي وغرفة عناية مكثفة. ٭ هل تمت مثل هذه العمليات في السودان بنجاح؟ نعم هنالك مراكز في السودان متخصصة وقد أثبتت نجاحاً كبيراً يُقارن بالمستويات العالمية.