السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سد النهضة الاثيوبي .. مخاوف سودانية
نشر في الرأي العام يوم 06 - 06 - 2013

تباينت الآراء والمواقف حول سد النهضة الاثيوبي (مسارالجدل) والاضرار الناجمة عن قيام سد يختزن خلفه (74) مليار متر مكعب، وبارتفاع (145) مترا، وبتكلفة تبلغ (5) مليارات دولار، على مجرى النيل الازرق الذي يغذي نهر النيل ب(86%) من جملة المياه التي ترد لنهر النيل خلال العام والبالغة (84) مليار متر مكعب، في ظل غياب المعلومات الكافية لتحقيق الرؤية الكافية حول استفادة السودان ومصر من قيام السد بوضعه الحالي او تضررهما
حيث ظلت اللجنة الثلاثية المكونة من (السودان، مصر واثيوبيا) بجانب الخبراء الاجانب تبحث طيلة الشهور الماضية في الفوائد والاضرار ولكنها حسب آراء الخبراء لم تتحصل على الدراسات والمعلومات الكافية حتى تتمكن من تحديد مواقفها تجاه ذلك، وفي هذا السياق نظم مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس ندوة بعنوان:(سد النهضة وتأثيراته على السودان)،تباينت خلاله آراء الخبراء بشأن التأثيرات الايجابية والسلبية لقيام السد على السودان ، حيث يرى المؤيدون لقيام السد انه في صالح السودان ولن يؤثر على حصته من مياه ، بينما يرى آخرون ان سد النهضة سيوقف تدفق المياه للسد بتخزين كميات كبيرة من المياه والتحكم في تشغيل السد.
فوائد ومضار السد
اكد اللواء الدكتورسيف الدين يوسف محمد سعيد الخبير الاستراتيجي ان سد النهضة الاثيوبي يحتاج لمزيد من الدراسات حتى يتم تحديد المضار والفوائد التي تقع على السودان من قيامه، ودعا خلال الندوة التي نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس الجانب الاثيوبي الى ان يعد الدراسات الكافية في مجالات عدة، بحيث تكون دراسات مقنعة للاطراف الاخرى حتى تصل اللجنة الى قرارات واضحة، واوضح سيف الدين أن السودان لم يقدم اعتراضا واضحا على قيام السد، واضاف: في الوقت الذي يعظم فيه السودان الفوائد على الاضرار، ويتحدث عن الفائدة وينتظر قرارات اللجنة الفنية مما يؤكد عدم اعتراضه حتى الان، واضاف سيف الدين: حسب متابعاتنا الدراسات المطلوبة لم تسلم الى اللجنة، او لم تقم من اصلها، واشار الى (5) سدود اثيوبية اخرى مقترحة على مجرى النيل الازرق يمكن ان تؤدي نفس المهمة في توفير الطاقة الكهربائية، وتكون اخف ضررا، وأجمل سيف الدين الاضرار على السودان في إضعاف المخزون الجوفى وتخصيب التربة بالسودان، بجانب ان للنهر ثلاث دورات عمر الواحدة سبع سنوات تتمثل في فترة فيضان مطيرة وثانية متوسطة واخيرة جافة، وبذلك لابد ان يحدث (نقص في المياه) خلال مراحل بناء السد وتخزينه تكون خصما على كميات المياه بالسودان ومصر، لهذا يحتاج الامر لمزيد من الدراسات، إضافة الى ان المياه تكون على مستوى معين طوال العام (200) مليون متر مكعب في اليوم كاستقرار طوال العام، تحرم الجروف ومواقع الري الفيضي من ميزات الفيضان السنوي ، وبعد فترة قد تصبح خزانات السودان القائمة لا قيمة لوجودها لان السد الاثيوبي يحرمنا من مخزون استراتيجي للمياه، خاصة وان الاثيوبيين يعملون على خطة استراتيجية لتوفير (25) الف ميقاواط من الكهرباء بحلول الاعوام (2020-2025م)، ليخرجوا من الفقر الواقع عليهم، واضاف: لا ننكر ان تكون هنالك دول تساهم وتدفع لقيام مثل هذه السدود باجندتها،خاصة وان لكل شئ ثمنه .
تفويت فرصة الشراكة في السد
من جهته اكد د. حسن الساعوري استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ان السودان ومصر لا يمتلكان المعلومات والتفاصيل الاساسية عن سد النهضة، وقال ان وزارة الموارد المائية تشتكي من ذلك، واثيوبيا تقوم بذلك من مبدأ عدم اخطارها في الاتفاقيات السابقة (1929/1959م)، واشار الساعوري الى (12) اتفاقية حول مياه النيل لم تكن اثيوبيا فيها طرفا ، الا في اتفاقية 1902م، وعاب على السودان ومصر تفويت فرصة الدعوة الاثيوبية للشراكة في قيام السد وتنفيذه بين الدول الثلاث ، ضمن مبادرة حوض النيل، حيث صممت الخرط للخطوط الناقلة للكهرباء من اثيوبيا للسودان ومصر، واشار الى الخلافات التي ادت الى توقيع دول المنابع لاتفاقية (عنتبي) الشهير لتمسك السودان ومصر بثلاثة بنود هي: الحقوق التاريخية المكتسبة للسودان ومصر، والاخطار المسبق، وعدم الاضرار بالمصالح.
ونوه الساعوري الى قضية بيع المياه وما خرجت به جامعة هارفارد بتمويل من البنك الدولي بغرض تحويل المياه الى سلعة تباع مثل البترول، واشار الى ان اسرائيل طامعة في مياه النيل منذ العام 1903م، حيث طالبت اللورد كرومر بان يعطي فقراء اليهود مساحات يسكنوا في سيناء، ورفع كرومر بدوره الامر الى البرلمان البريطاني ورفض ذلك حينها، وعوضا عن ذلك اعطوا (3) الاف فدان في كوم امبو عند اسوان، واشار الساعوري الى ترعة السلام بمصر التي تبعد عن اسرائيل (23) ميلا، وان المياه تنساب اليها بالانحدار الطبيعي، وقال: هذا الخطر الذي يواجهنا لبيع مياه النيل.
واوضح ان السد تبلغ تكلفته (5) مليارات دولار رفض البنك الدولي وصندوق النقد تمويلها بسبب اعتراض من دول الحوض، وتساءل من اين التمويل؟ واضاف: هنالك شكوك بان اسرائيل هي التي شرعت في التمويل، واردف: نحن نتحدث عن بلف يفتح ويقفل كسلاح يمكن استخدامه مرتين، في يد دولة اخرى، اذا فتح في غير زمنه يغرق،واذا اغلق يعطش.
المخرج من الازمة
وأكد الساعوري ان المخرج الوحيد من ازمة سد النهضة الاثيوبي هو الحوار والتفاوض، والتوقيع على اتفاقية عنتبي ما دامت اعادة توزيع حصص مياه النيل في مصلحتنا بشرط ان تلتزم دول حوض النيل بالمعايير الدولية، واضاف: علينا ان نفك ارتباطنا بمصر خاصة اتفاقية 1959م، وقال: لقد وجدنا الفرصة للتخلص من الارتباط بالاتفاقية عندما اعترض السودان على سد النهضة حين تحويل مجرى النهر واعلنت مصر انه لا تضرر من السد، دون التشاور مع السودان، وعادت و تراجعت عن موقفها.
سبق الاحداث
من جانبه قال مستشار السفارة المصرية وممثلها في الندوة لا يمكن ان يكون هنالك نقاط خلاف، ولكن الاختلاف في فكرة اتمام التعاون الامثل للحقوق والمصالح لدول حوض النيل، لان المصالح لا يمكن ان تكون حكرا على دولة بعينها على حساب الاخرين، واضاف: طالما تم الاتفاق على لجنة ثلاثية من الافضل الالتزام بما تخرج به اللجنة ، وعلينا ان لا نستبق الاحداث.
وفي السياق قالت د.اكرام محمد صالح من جامعة الزعيم الازهري، ان مصلحة السودان التوقيع على اتفاقية عنتبي قبل ان يصبح توقيعه غير ذي قيمة، واضافت: لابد من اعادة توزيع الحصص، وصياغة اتفاقية جديدة تنقذ الموقف، واكدت ان قيام اي سد جنوب الخرطوم يكون اكثر فائدة من غيره، وان مستقبل اثيوبيا مع السودان في ظل الانفجار السكاني ووقوع السودان وسط منطقتي الانفجار السكاني اثيوبيا ومصر، حيث لا مناص من توسع الدولتين بالزراعة بالسودان، وطالبت مصر بان لا تستقوي بالسودان على بقية دول الحوض من اجل مصالحها، وعلى السودان ان يراعي مصالحه اولا واخيرا، والتي تتمثل في الاتفاق مع دول المنابع حيث وفرة المياه، واضافت: لا توجد دول صديقة او شقيقة ما دامت هنالك مصالح، حيث ان العلاقة هي تبادل مصالح مع الاخرين، وطالبت الحكومة السودانية بتوضيح الحقائق للشعب، ويجب ان لا تكون معزولة عن شعبها، وقالت اكرام: لا يوجد طرح جرئ لموضوع مياه النيل، واشارت الى ان بداية الخلاف بين دول حوض النيل كان حول الاطر القانونية، حيث اخلت السياسة بالتعاون القائم بين دول الحوض، وتم الاتفاق على (36) من (39) بندا في اتفاقية مبادرة حوض النيل، و النقاط الثلاث المختلف عليها في صالح مصر لا السودان، واضافت: لذلك علينا ان نتحلل من الطرف الاخر، وان نفك الارتباط بمصر حتى نصبح محايدين، وتنطبق علينا شروط الوساطة.
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4
سد النهضة الاثيوبي .. مخاوف سودانية
الخرطوم : بابكر الحسن:
تباينت الآراء والمواقف حول سد النهضة الاثيوبي (مسارالجدل) والاضرار الناجمة عن قيام سد يختزن خلفه (74) مليار متر مكعب، وبارتفاع (145) مترا، وبتكلفة تبلغ (5) مليارات دولار، على مجرى النيل الازرق الذي يغذي نهر النيل ب(86%) من جملة المياه التي ترد لنهر النيل خلال العام والبالغة (84) مليار متر مكعب، في ظل غياب المعلومات الكافية لتحقيق الرؤية الكافية حول استفادة السودان ومصر من قيام السد بوضعه الحالي او تضررهما، حيث ظلت اللجنة الثلاثية المكونة من (السودان، مصر واثيوبيا) بجانب الخبراء الاجانب تبحث طيلة الشهور الماضية في الفوائد والاضرار ولكنها حسب آراء الخبراء لم تتحصل على الدراسات والمعلومات الكافية حتى تتمكن من تحديد مواقفها تجاه ذلك، وفي هذا السياق نظم مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس ندوة بعنوان:(سد النهضة وتأثيراته على السودان)،تباينت خلاله آراء الخبراء بشأن التأثيرات الايجابية والسلبية لقيام السد على السودان ، حيث يرى المؤيدون لقيام السد انه في صالح السودان ولن يؤثر على حصته من مياه ، بينما يرى آخرون ان سد النهضة سيوقف تدفق المياه للسد بتخزين كميات كبيرة من المياه والتحكم في تشغيل السد.
فوائد ومضار السد
اكد اللواء الدكتورسيف الدين يوسف محمد سعيد الخبير الاستراتيجي ان سد النهضة الاثيوبي يحتاج لمزيد من الدراسات حتى يتم تحديد المضار والفوائد التي تقع على السودان من قيامه، ودعا خلال الندوة التي نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس الجانب الاثيوبي الى ان يعد الدراسات الكافية في مجالات عدة، بحيث تكون دراسات مقنعة للاطراف الاخرى حتى تصل اللجنة الى قرارات واضحة، واوضح سيف الدين أن السودان لم يقدم اعتراضا واضحا على قيام السد، واضاف: في الوقت الذي يعظم فيه السودان الفوائد على الاضرار، ويتحدث عن الفائدة وينتظر قرارات اللجنة الفنية مما يؤكد عدم اعتراضه حتى الان، واضاف سيف الدين: حسب متابعاتنا الدراسات المطلوبة لم تسلم الى اللجنة، او لم تقم من اصلها، واشار الى (5) سدود اثيوبية اخرى مقترحة على مجرى النيل الازرق يمكن ان تؤدي نفس المهمة في توفير الطاقة الكهربائية، وتكون اخف ضررا، وأجمل سيف الدين الاضرار على السودان في إضعاف المخزون الجوفى وتخصيب التربة بالسودان، بجانب ان للنهر ثلاث دورات عمر الواحدة سبع سنوات تتمثل في فترة فيضان مطيرة وثانية متوسطة واخيرة جافة، وبذلك لابد ان يحدث (نقص في المياه) خلال مراحل بناء السد وتخزينه تكون خصما على كميات المياه بالسودان ومصر، لهذا يحتاج الامر لمزيد من الدراسات، إضافة الى ان المياه تكون على مستوى معين طوال العام (200) مليون متر مكعب في اليوم كاستقرار طوال العام، تحرم الجروف ومواقع الري الفيضي من ميزات الفيضان السنوي ، وبعد فترة قد تصبح خزانات السودان القائمة لا قيمة لوجودها لان السد الاثيوبي يحرمنا من مخزون استراتيجي للمياه، خاصة وان الاثيوبيين يعملون على خطة استراتيجية لتوفير (25) الف ميقاواط من الكهرباء بحلول الاعوام (2020-2025م)، ليخرجوا من الفقر الواقع عليهم، واضاف: لا ننكر ان تكون هنالك دول تساهم وتدفع لقيام مثل هذه السدود باجندتها،خاصة وان لكل شئ ثمنه .
تفويت فرصة الشراكة في السد
من جهته اكد د. حسن الساعوري استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ان السودان ومصر لا يمتلكان المعلومات والتفاصيل الاساسية عن سد النهضة، وقال ان وزارة الموارد المائية تشتكي من ذلك، واثيوبيا تقوم بذلك من مبدأ عدم اخطارها في الاتفاقيات السابقة (1929/1959م)، واشار الساعوري الى (12) اتفاقية حول مياه النيل لم تكن اثيوبيا فيها طرفا ، الا في اتفاقية 1902م، وعاب على السودان ومصر تفويت فرصة الدعوة الاثيوبية للشراكة في قيام السد وتنفيذه بين الدول الثلاث ، ضمن مبادرة حوض النيل، حيث صممت الخرط للخطوط الناقلة للكهرباء من اثيوبيا للسودان ومصر، واشار الى الخلافات التي ادت الى توقيع دول المنابع لاتفاقية (عنتبي) الشهير لتمسك السودان ومصر بثلاثة بنود هي: الحقوق التاريخية المكتسبة للسودان ومصر، والاخطار المسبق، وعدم الاضرار بالمصالح.
ونوه الساعوري الى قضية بيع المياه وما خرجت به جامعة هارفارد بتمويل من البنك الدولي بغرض تحويل المياه الى سلعة تباع مثل البترول، واشار الى ان اسرائيل طامعة في مياه النيل منذ العام 1903م، حيث طالبت اللورد كرومر بان يعطي فقراء اليهود مساحات يسكنوا في سيناء، ورفع كرومر بدوره الامر الى البرلمان البريطاني ورفض ذلك حينها، وعوضا عن ذلك اعطوا (3) الاف فدان في كوم امبو عند اسوان، واشار الساعوري الى ترعة السلام بمصر التي تبعد عن اسرائيل (23) ميلا، وان المياه تنساب اليها بالانحدار الطبيعي، وقال: هذا الخطر الذي يواجهنا لبيع مياه النيل.
واوضح ان السد تبلغ تكلفته (5) مليارات دولار رفض البنك الدولي وصندوق النقد تمويلها بسبب اعتراض من دول الحوض، وتساءل من اين التمويل؟ واضاف: هنالك شكوك بان اسرائيل هي التي شرعت في التمويل، واردف: نحن نتحدث عن بلف يفتح ويقفل كسلاح يمكن استخدامه مرتين، في يد دولة اخرى، اذا فتح في غير زمنه يغرق،واذا اغلق يعطش.
المخرج من الازمة
وأكد الساعوري ان المخرج الوحيد من ازمة سد النهضة الاثيوبي هو الحوار والتفاوض، والتوقيع على اتفاقية عنتبي ما دامت اعادة توزيع حصص مياه النيل في مصلحتنا بشرط ان تلتزم دول حوض النيل بالمعايير الدولية، واضاف: علينا ان نفك ارتباطنا بمصر خاصة اتفاقية 1959م، وقال: لقد وجدنا الفرصة للتخلص من الارتباط بالاتفاقية عندما اعترض السودان على سد النهضة حين تحويل مجرى النهر واعلنت مصر انه لا تضرر من السد، دون التشاور مع السودان، وعادت و تراجعت عن موقفها.
سبق الاحداث
من جانبه قال مستشار السفارة المصرية وممثلها في الندوة لا يمكن ان يكون هنالك نقاط خلاف، ولكن الاختلاف في فكرة اتمام التعاون الامثل للحقوق والمصالح لدول حوض النيل، لان المصالح لا يمكن ان تكون حكرا على دولة بعينها على حساب الاخرين، واضاف: طالما تم الاتفاق على لجنة ثلاثية من الافضل الالتزام بما تخرج به اللجنة ، وعلينا ان لا نستبق الاحداث.
وفي السياق قالت د.اكرام محمد صالح من جامعة الزعيم الازهري، ان مصلحة السودان التوقيع على اتفاقية عنتبي قبل ان يصبح توقيعه غير ذي قيمة، واضافت: لابد من اعادة توزيع الحصص، وصياغة اتفاقية جديدة تنقذ الموقف، واكدت ان قيام اي سد جنوب الخرطوم يكون اكثر فائدة من غيره، وان مستقبل اثيوبيا مع السودان في ظل الانفجار السكاني ووقوع السودان وسط منطقتي الانفجار السكاني اثيوبيا ومصر، حيث لا مناص من توسع الدولتين بالزراعة بالسودان، وطالبت مصر بان لا تستقوي بالسودان على بقية دول الحوض من اجل مصالحها، وعلى السودان ان يراعي مصالحه اولا واخيرا، والتي تتمثل في الاتفاق مع دول المنابع حيث وفرة المياه، واضافت: لا توجد دول صديقة او شقيقة ما دامت هنالك مصالح، حيث ان العلاقة هي تبادل مصالح مع الاخرين، وطالبت الحكومة السودانية بتوضيح الحقائق للشعب، ويجب ان لا تكون معزولة عن شعبها، وقالت اكرام: لا يوجد طرح جرئ لموضوع مياه النيل، واشارت الى ان بداية الخلاف بين دول حوض النيل كان حول الاطر القانونية، حيث اخلت السياسة بالتعاون القائم بين دول الحوض، وتم الاتفاق على (36) من (39) بندا في اتفاقية مبادرة حوض النيل، و النقاط الثلاث المختلف عليها في صالح مصر لا السودان، واضافت: لذلك علينا ان نتحلل من الطرف الاخر، وان نفك الارتباط بمصر حتى نصبح محايدين، وتنطبق علينا شروط الوساطة. /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.