فاجأنا أحد الزملاء الأعزاء بالكتابة من العاصمة الأريترية أسمرا ... دون أن يبلغنا أنه مسافر إلى تلك العاصمة الجميلة بدعوة من حكومتها . وتوالت المفاجآت بأن أكثر من زميل من الصحف الأخرى بدأ يكتب من أسمرا . جاءني يوم السبت الأخ الصديق محمد المعتصم حاكم واتصل بالأخ العزيز إبراهيم إدريس الدبلوماسي الشاب بالسفارة الأريترية والتي جاء لها منذ عامين تقريباً ... محمد المعتصم عاتبه على عدم دعوته ضمن الوفد الصحفي ... وهو أقدم أصدقاء الثورة الأريترية ، وأبلغه أنه يتحدث من مكتبي ، المفاجأة كانت كبيرة على الأخ إبراهيم إدريس إذ تربطني به علاقة قوية طوال زيارتي لأسمرا خاصة الزيارة الأخيرة بمناسبة عيد التحرير الذي دعت فيه رئاسة الجمهورية الأريترية عدداً كبيراً من الصحفيين العرب والأجانب ... وظل الرئيس المناضل اسياسي أفورقي يستقبل الوفود باستمرار ... إلى أن جاء دوري وصديقي الأستاذ محمد عبد القادر نائب رئيس تحرير الرأي العام وأجرينا حواراً غير مسبوق نشر على حلقات في الرأي العام ... وبكاملة في تلفزيون النيل الأزرق... وكان الحوار حديث المدينة . وتربطني علاقة وطيدة مع الرئيس المناضل اسياسي أفورقي منذ سنوات طويلة ... وكذلك بعدد من قادة هذه الثورة الفتية . طلب الصديق إبراهيم إدريس من حاكم أن يكلمني والمفاجأة كانت لماذا لم نحضر للسفر ، فقلت له من الذي دعاني ... قال لقد دعوتك وصديقك نائب رئيس التحرير وأرسلت الدعوة إلى الصحيفة ... وهذا لم يحدث قط ... قلت له حسناً اخترت ناسا جددا ليصبحوا أصدقاء للثورة الأريترية ... أما نحن فقد انتهى دورنا بهذا التصرف الذي لا يصدق بأنكم أرسلتم دعوات للرأي العام ولم تصلنا .وعموماً أخي إبراهيم رائع جداً أن تنوعوا في أصدقاء الثورة الأريترية ... ودونما اهمال لأصدقائها الحقيقيين . حقيقة أنا لست راغباً في السفر ... وصحتي لا تسمح لي بالسفر وأنا أكثر الصحفيين الذين زاروا أسمرا ... لكن لم أكن أريد تغييب الرأي العام من مناسبة عظيمة في الجارة الشقيقة أريتريا . وهذا الموقف لن يغير موقفنا من الثورة الأريترية ولا من الدفاع عنها.