شاهد بالصورة.. ناشطة سودانية تسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد ظهورها الأخير: (كدي خلي الفاشر اجري حصلي نفسك بحقنة "بوتكس" ولا أعملي "فيلر" لانه وشك من التجاعيد ح يقع منك)    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    النائب العام للسودان في سجن الدامر    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودان والانقلاب العسكري السياسي في اريتريا (الحلقة الثالثة) .. بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
نشر في سودانيل يوم 13 - 02 - 2013

يعتقد الرئيس الاريتري إن الثورات العربية التي اندلعت في عددا من الدول العربية, قد انحرفت عن مساراتها كفعل ثوري جماهيري نتيجة لتظلمات تاريخية بفعل خارجي, و هناك دولا قد تدخلت تدخلات مباشرة بمالها ومؤسساتها الإعلامية, بهدف احتواء تلك الثورات, و وضعها في مسارات تخدم في النهاية مصالح الامبريالية العالمية, و التي تتلون بألوان الحالة حسب الحاجة, و قال هناك ثورات مصنوعة صناعة بهدف تغيير نظم سياسية تشكل عقبة أساسية أمام مصالح تلك الدول, أو أنها مرتبطة بمحاور مختلفة إستراتيجيا, و يقول أحد المقربين للنظام السياسي في أسمرا أن حديث الرئيس الاريتري لا يخلو من حالة غضب بسبب تغيير النظام في ليبيا حيث كانت طرابلس داعما كبيرا لاسمرا اقتصاديا وحليفا إستراتيجيا كان يشكل لها غطاء في المنطقة وزوال نظام "العقيد القذافي" قد افقد اسمرا أهم موردا ماليا, وهو أيضا يعتقد إن دولة قطر هي أداة لتنفيذ إستراتيجيات أكبر في المنطقة لذلك لم يتردد في إغلاق مكتب الجزيرة في أسمرا, و معروف يجئ نقد الرئيس الاريتري للدوحة بسبب لفت نظره لحالة الغضب التي تعتمل الشعب الاريتري ورغبته في التغيير السياسي, وعندما سألت أحد الصحافيين الاريتريين المحسوبين علي مجموعة الإصلاح حول كيف يستطيع الرئيس أسياس أن يدير دولاب الدولة بعد فقده علي مصدرين أساسيين لموارده المالية, قال هناك بعض الاتهامات التي توجه إلي الرئيس أسياسي, بأنه داعم لحركة الشباب الصومالي, وهذا الاتهام يقول بعض المتابعين أنه تحول إلي تاجر سلاح في المنطقة يبيع للمتمردين في كل المنطقة, ومن ضمنهم حركة الشباب الصومالي, وهي تمثل أحد موارده المهمة, و أضاف قائلا, رغم العلاقات المقطوعة بين اسمرا و أديس أبابا, إلا هناك بضائع لشركات أثيوبية تأتي عبر الميناء البحري الاريتري, و هي أيضا تمثل أحد المصادر المالية.
السؤال هل المحاولة الانقلابية هي كانت نتيجة للحركة الفاعلة للحركة الإسلامية الاريترية أم أنها حركة انقسام داخل الجبهة والمؤسسة العسكرية؟
إن حركة 21 يناير هي حركة نتيجة لنشاطات الحركة السياسية الاريترية, و هي ليست انشقاقا داخل الجبهة و المؤسسة العسكرية معزولا عن الحراك السياسي, و كان النصيب الأكبر لنقد النظام و التعبئة ضد برنامجه السياسي كانت قد قامت به الحركة الإسلامية الاريترية, و هي التي فجرت الصراع من خلال الإجراءات التي كان قد أتخذها الرئيس الاريتري, لكي يتدارك بها انقلاب سياسي عسكري يدعم خارجيا, أما التحالف الاريتري المعارض هو تنظيم لتحالف القوي السياسية الاريترية, و هي تنظيمات قياداتها الحالية كانت جزء من حركات وجبهات تحرير هي "جبهة التحرير الاريترية – قوات التحرير الاريترية – المجموعة التي انقسمت من الجبهة الشعبية – سياسيين تابعين لحزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه – و التنظيم الناصري – ولليبراليين الاريتريين " كل هؤلاء لا يملكون حركة سياسية فاعلة داخل دولة اريتريا, أنما يتركز وجدهم خارج دولة اريتريا, و لهم علاقات لا بأس بها مع مؤسسات إعلامية, جاءت من خلال تواجد الاريتريين الناشطين في بعض الدول خاصة في لندن و مصر, و هؤلاء لم يدعو إن المحاولة الانقلابية التي حدثت كانوا وراءها, أو هي صنيعتهم بل يعتقدون أنها حركة عفوية من داخل الجيش, باعتبار أن الجيش نفسه يواجه مشاكل داخلية و اقتصادية تجعلهم يتحركون بهدف الإصلاح, و التحالف الاريتري ربما تكون له خلايا داخلية بل هي خلايا غير فاعلة " نائمة", و معروف إن الجيش دائما لا يتحرك بشكل عفوي, أنما يتحرك نتيجة لقناعات سياسية لقياداته, و هذه القناعات تأتي نتيجة لحوار مع تنظيمات سياسية, و الحركة الإسلامية هي الوحيدة التي تملك خلايا نشطة داخل دولة اريتريا, و هي التي يتخوف منها الرئيس اسياس, و بموجبها كان لقاءه مع الرئيس السوداني, و سوف نتعرض لها في الحلقة القادمة بشيء من التفصيل.
في عام 1999 التقيت ببعض الاريتريين الذين كانوا يشكلون ركائز أساسية في الجبهة الشعبية, و في ذلك الوقت كنت قد أسست في أسمرا فرعا " للمركز السوداني للثقافة و الإعلام في القاهرة " حيث التقيت بالأمين محمد سعيد القيادي في الجبهة الشعبية و محي الدين شنقب الذي كان رئيسا لاتحاد الشباب الاريتري و المهاجر الآن في الولايات المتحدة الأمريكية, و حامد حمد الذي كان يشغل رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية الاريترية, و أيضا لقاءات مع محمد محمود سفير اريتريا في القاهرة في ذلك الوقت, ثم بعض الكتاب الاريتريين الذين كانوا يعملون في الإذاعة و التلفزيون الاريتري, و في الحاضر حضرت عددا من لقاءات مجموعات من المعارضين الاريتريين, و بعض النخب الاريترية السياسية من تنظيمات مختلفة, كنت في عام 1999 سالت السيد محي الدين, أن دولة اريتريا تساعد المعارضة السودانية و تجعل من اريتريا نقطة انطلاق للعمل المسلح لتغيير النظام و قيام دولة ديمقراطية هل هذا العمل لا يؤدي إلي تسأل عند المواطن الاريتري الذي أيضا يتطلع إلي نظام ديمقراطي؟ قال السيد محي الدين رغم أن الشعب الاريتري قاتل من أجل تحرير أرضه, و حمل السلاح في حد ذاته يعتبر أعلي درجات الوعي السياسي, و لكن حتى الآن نحن لم نصل إلي مرحلة التعددية السياسية علي طريقة " ويست منستر" و لكن من خلال التدرج سوف يبدأ السماح في المستقبل بعملية التعددية السياسية, في ذات الوقت كان يعتقد السيد محمد محمود أن المعارضة الاريترية التي تنادي بالديمقراطية هي معارضة مخترقة من دول في المنطقة لها أجندتها الخاصة, جاء حديث السيد محمد محمود عندما قدم المركز السوداني للثقافة و الإعلام في القاهرة دعوة للمعارض محمد عثمان أبوبكر, أحد المعارضين الاريتريين الذين كانوا يتخذ من القاهرة مقرا لهم, و نقلت ذات الموضوع لوزارة الخارجية الاريترية للسيد حامد حمد, بوجود السيد عبد العزيز أحمد دفع الله المسؤول السياسي لقوات التحالف السودانية المعارضة في ذالك الوقت, و حامد حمد أعرفه شخصيا عندما كانت أدرس في جامعة بغداد و كان هو طالبا في كلية العلوم بجامعة بغداد, ثم مسؤول عن مكتب الجبهة الشعبية في الخرطوم, و بالتالي كانت الثقة متوفرة بيننا, و كان اعتقاد الرجل إن قضية التحول الديمقراطي مسألة مهمة و ضرورية, و قال إن هناك أصوات داخل الجبهة الشعبية تأمل أن تتحول اريتريا إلي دولة ديمقراطية, و هي قضية وقت و لا اعتقد إن القيادة الاريترية تقف ضد هذه الرغبة و لكنها تحتاج إلي أن تؤسس لها تأسيسا جيدا حتى لا تصبح مثل التجارب السودانية, و التي عندما تسقط الديمقراطية لا تجد من يقف لحمايتها, و قال هي ليست قضية إن الرئيس اسياس رفض أو وافق, و لكن هل القيادة السياسية تملك تصورا سياسيا متكاملا للعملية, ولكي نصل لذلك يجب أن تفتح أبواب الحوار السياسي للوصول إلي اتفاقات مشتركة, و قال أنني ضد أية معارضات تأتي من خارج الحدود, و في نفس الوقت ضد أية معارضات تحاول أن تفرض رؤيتها بالقوة, و لكن بالحوار نستطيع أن نصل جميعنا إلي منطقة أوسطي تجعل التحول سهلا و مقبولا من الجميع. فقلت إليه إذا كنتم ضد أية رؤية تفرض من الخارج لماذا سمحتم للمعارضة السودانية تنطلق من أرضكم ليست هذه تناقضات في المبادئ؟ قال إن نظام الخرطوم هو الذي فرض علينا ذلك هذا من جانب, و من جانب أخر هذه رؤية المعارضة السودانية و نحن لا نريد فرض رؤانا علي الآخرين.
في ذلك الوقت كنت مقتنعا إن هناك رؤى مختلفة حول قضية التحول الديمقراطي في اريتريا, و لكن كان أيضا التخوف في أن يسمح السودان للمعارضة العسكرية الإسلامية الاريترية استخدام أرضيه, فقال أحد الأخوة الإعلاميين الاريتريين الإسلاميين إن اريتريا عندما سمحت للمعارضة السودانية بالانطلاق من الأراضي السودانية كانت تهدف إلي أن قوات المعارضة السودانية هي التي تشكل حماية للأراضي الاريترية, و ليس رغبة في التحول الديمقراطي في السودان, و قال إن إصرار السلطة للسير في عملية التجنيد العسكري للشباب الاريتري الهدف منها هو فرض انضباط يغلق كل المسامات التي تدخل أفكار التجديد و التحديث و أيضا التغيير السياسي, و قال إن ما تقدمه وسائل الإعلام الاريتري تعكس الحالة التي فيها النظام, فهي برامج و مواد الهدف منها عدم خلق وعي عند العامة بل أن يكون الناس في الحالة من اليأس, ثانيا إن السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس اسياس و إثارة المشاكل مع جميع دول المنطقة هي أيضا حالة من حالات الهروب السياسي التي تجعل اهتمام الشعب تتركز في كيفية مواجهة التحديات الخارجية التي تواجهها اريتريا, و المقصود منها أن لا يلتفت الناس للمشاكل الاقتصادية و التدهور الكبيرة الذي تشهده " النقفة" العملة الاريترية تجاه الدولار هذه السياسات الخاطئة هي التي أدت إلي فرض عقوبات علي دولة اريتريا, و بعد سنوات قلائل كان عددا من هؤلاء قد تم اعتقالهم بأنهم كانوا يخططون لانقلاب ضد سلطة اسياس و البعض الأخر فر بجلده و استقروا في الولايات المتحدة, مما يؤكد كان هناك حراكا سياسيا غير منظور رغم إن البعض كان يعتقد أن التغيير أفضل أن يأتي بالحوار السياسي.
في خضم تطورات هذه القضية, قدر إلي حضور بعض اجتماعات لجماعات من المعارضة اريترية, منها اجتماعات لنخب سياسية و أخري لتنظيمات سياسية, الدعوة جاءت لمعرفة حقائق مشاكل المعارضة الاريترية و التحديات التي تواجهها, كانت تلك الاجتماعات تناقش عددا من الموضوعات, خيارات المعارضة كفاحا مسلحا أم الاعتماد علي النضال السلمي و تعبئة الشارع الاريتري ثم القيام بعصيان مدني, إقناع دول الجوار بالسماح للمعارضة الاريترية بالعمل السياسي, و هذه يمكن أن تكون بعد إقناع المجتمع الدولي بعدالة قضية النضال من أجل الحرية و الديمقراطية, كيف يتم استقطاب الدعم الذي تحتاجه المعارضة الاريترية, ما هو دور الجاليات الاريترية في الخارج علما إن تحويلات الاريتريين من دول الخليج و أوروبا و الولايات المتحدة تمثل أكثر 65% من ميزانية الدولة الاريترية و هي تبلغ أكثر من أثنين مليار دولار سنويا, و هل تستطيع المعارضة أن تقوم هي بالتحويلات و تحاصر النظام الاريتري اقتصاديا؟ كثير من الموضوعات في أجندة المعارضة الاريترية, و في أحدي الاجتماعات أعطيت إلي الفرصة لكي أقدم رؤية في ذلك علي ضوء التجارب السودانية المعارضة. قلت يجب علي المعارضة الاريترية أن تسقط مقترح العمل المسلح أولا العمل المسلح يحتاج إلي أرض ينطلق منها و في نفس الوقت يحتاج إلي دعم لوجستي و أيضا لدعم سياسي يقف مع الكفاح المسلح و هذا غير متوفر و أن الدولتين اللتان تحيطان باريتريا السودان لا يقبل بالسماح لعمل عسكري ينطلق من أراضيه بسبب التحديات التي يواجهها النظام, و لا اعتقد أثيوبيا في الوقت الراهن تقبل بالسماح لمثل هذا العمل ليس دفاعا عن النظام في اريتريا أنما لأشياء تخص الدولة الأثيوبية. يجب أن يركز علي النضال السلمي و تعبئة الشارع الاريتري و الذهاب إلي العصيان المدني إذا أمكن, و لكن قبل ذلك ترتيب الأولويات في فتح حوار واسع بين كل تيارات المعارضة الاريترية و توحيد البرنامج السياسي " برنامج التغيير السياسي" توحيد الخطاب السياسي إذا استطاعت المعارضة الاريترية أن توحد صفوفها و تخلق البرنامج السياسي يسهل عليها عملية التعبئة السياسية في الداخل, و أيضا الوسيلة السلمية و عدالة القضية سوف تجد دعما في المحيط الإقليمي و العالمي الأمر الذي يفرض ضغطا عالميا علي النظام في اسمرا, و القضية المهمة يجب أن تكون هناك رؤية واضحة للمعارضة إذا وافق النظام علي التعددية السياسية و وافق علي حوار المعارضة. إن الأخوة المجتمعين قبلوا هذه الرؤية و أكدوا أن يخضعوها للحوار بينهم. كانت الأغلبية تميل إلي النضال السلمي و العصيان المدني, و أيضا التفكير الجدي في كيف توقف تحويلات الاريتريين في الخارج حتى لا يستطيع النظام الاستفادة منها, و هي التي تشكل ضربة قوية للنظام.
و أيضا في وجودي في السودان الأيام القلية الماضية قد أتاحت إلي الظروف أن التقي بصديق سياسي سوداني قريب من النظام السياسي في اريتريا, و كان عائدا توا من اسمرا, عقب المحاولة الانقلابية الاريترية, و قال دفاعا عن النظام في اريتريا, إن المحاولة الانقلابية كانت محدودة, و هي كانت فقط القوات التي قد حاصرت وزارة الإعلام و المؤسسات الإعلامية, و استطاع وزير الدفاع إقناع قيادات تلك القوات إن تخلي عن مواقعها في تلك المؤسسات, علي أن تعالج القضية سياسيا, و قال بالفعل قد أخلت القوات مكانها و رجعت لسكناتها, و إن الرئيس اسياس قد حمل عناصر الانقلاب مسؤولية تأخر الديمقراطية في اريتريا باعتبار أن العناصر التي كانت في قيادة الانقلاب هي أيضا كانت في قيادة الجبهة الشعبية, و قد أوكلت لها عملية التواصل و الحوار مع القوي السياسية الأخر, و التمهيد لعملية التحول الديمقراطي, و لكنها فشلت في أداء مهمتها, و الآن تقف في صف القوي الانقلابية, بدعوة أنها ترغب في عملية التحول الديمقراطي. و قال أن الرئيس اسياس يتهم هؤلاء بأن تم شراء زممهم من قبل دعاة التغيير فيما يسمي بزعماء التغيير في الربيع العربي.
هذا الحديث محاولة تبريرية إن كانت من قبل الشخص دفاعا عن الرئيس اسياس أو من الرئيس نفسه, فالتغيير الديمقراطي الذي يتحدث عنه الرئيس أسياس إذا كان فعللا مبدئي لماذا لم يتابعه شخصيا, و يحاسب المقصرين, و إذا كان أيضا الرئيس يرغب في حوار القوي السياسية الوطنية من أجل توسيع دائرة الحريات و الديمقراطية لماذا لا يعلن ذلك علي شعبه, و لن تنقطع سلسلة المحاولات و لن يقف الشعب الاريتري خارج دائرة الفعل السياسي, فهناك حقيقة قوي سياسية متحركة و هناك قوي سياسية خاملة و هؤلاء لا يفعلون شيء و لا يرغبون أن يفعل الآخرون.
نواصل الحلقة الأخيرة التي سوف تتعرض كلها لعلاقة النظام الاريتري بالنظام السوداني و الزيارة الأخيرة للرئيس البشير لاريتريا.
ملحوظة
شكرا لكل الذي قدموا آرائهم في المواقع و الذين كتبوا علي بريدي الالكتروني. منهم من لا يملك غير كلمات الإساءة و هؤلاء يثيرون الشك بأنهم دعاة حرية و ديمقراطية و لا يتقبلون الرأي الأخر, و هناك الذين اتهموني بأنني عميل لنظام أسياسي افورقي و البعض يعتقد أنني موظف من قبل الحركة الإسلامية الاريترية, و هناك ايضا من يعتقد أنني أريد أن افتح نوافذ للمعارضة الاريترية لكي تطل من خلالها. جميعا لهم الاحترام و التقدير, أنما جاءت كتابات هذه السلسلة من المقالات عن الصراع السياسي في اريتريا أيمانا مني أن الديكتاتوريات مهما كانت قوتها و توظيفها لمؤسسات الدولة القمعية هي زائلة لا محالة فالشعوب قد استيقظت من ثباتها و هي حتما سوف تفجر ثوراتها لكي تقلع تلك النظم خاصة في إفريقيا.
نواصل
zainsalih abdelrahman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.