الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجود الأجنبي.. خطر يحدق بأمن السودان
نشر في الرأي العام يوم 09 - 06 - 2013

تمكنت السلطات الشرطية من إحباط محاولة تهريب أجانب في فبراير الماضي تسللوا بطريقة غير شرعية على حدود ولاية الخرطوم قادمين من دول الجوار، وأفادت مصادر أنه تم ضبط خمسة (دفارات) تنقل على متنها أكثر من (500)أجنبي تمت إحالتهم إلى المحكمة. تدفق الأجانب إلى السودان بطرق شرعية وغير شرعية أوجد الكثير من المشكلات المعقدة باعتبار ما يمكن أن ينشأ عن آثار اجتماعية وثقافية وأمنية , (الرأي العام ) سلطت الضوء على ملف الأجانب في هذا التحقيق .
خطر تهريب البشر
تهريب البشر لا يقل خطورة عن تجارة السلاح والمخدرات لما يمثل من خطورة على الأمن القومي.. والاقتصادي والاجتماعي، ويواجه السودان هذا النوع من النشاط منذ عشرات السنين، ولكنه ازداد حدة بعد التحول الاقتصادي واستخراج البترول، وساعدت الطبيعة الجغرافية للسودان واشتراكه مع (8) دول في حدوده قبل الانفصال في التدفق البشري بطرق غير شرعية وبالأخص من دول القرن الإفريقي المتوترة والفقيرة، والموبوءة بالأمراض، وحسب معلومات تحصلت عليها (الرأي العام) يتسلل حوالي (300) أجنبي شهرياً عبر الحدود السودانية، منهم من يبحث عن الأمن ولقمة العيش، وفئة تتخذ السودان معبراً الى أوروبا والمملكة العربية السعودية.. وتنشط عصابات وشبكات أجنبية وسودانية في هذه التجارة بحيث تتحصل هذه العصابات على (500) دولار إلى (1500) دولار من الشخص الواحد نظير تهريبه إلى داخل الأراضي السودانية.
لماذا السودان..؟
سؤال يفرض نفسه بقوة ، لماذا يستهدف سماسرة البشر السودان؟ الاجابة هي ان دول القرن الإفريقي تعيش حالة من التوترات والحروب والمجاعات منذ عشرات السنوات، وربما للاستقرار النسبي الذي يسود السودان بالرغم من الصراعات والحروب تدفق آلاف النازحين والهاربين من جحيم الأنظمة والمجاعات والحروب إلى السودان من هذه الدول، وقد كان أمر التسلل سهلاً قبل (10) سنوات وبدون وسائط أو عصابات لعدم وجود ضوابط أو قوانين تنظم الوجود الأجنبي سوى القوانين الدولية الخاصة باللاجئين، وكان الوجود الأجنبي آنذاك ينحصر في المناطق الحدودية وفي مجموعات بعيداً عن السكان المحليين. وبالرغم من ذلك كان يشكل عبئاً ثقيلاً على الدولة تتمثل في الأمراض وبالأخص الأمراض الجنسية لجوء الكثيرات من اللاجئات إلى تجارة الجنس لعدم وجود فرص للعمل، ولم تكن هناك عصابات تشكل ضغطاً كما الآن. وبالرغم من القوانين وإنشاء جهاز أمني خاص بضبط الاجانب ومكافحة تهريب الأجانب إلاّ أن نشاط العصابات التي تعمل في التهريب ازداد بصورة كبيرة ومقلقة في الآونة الأخيرة. وعلمت (الرأي العام) من مصادر موثوقة أن نسبة الأجانب الذين يدخلون إلى السودان في تزايد كبير، كما نشطت العصابات التي تعمل في هذه التجارة بشكل واضح وحسب المصدر أن أفراد الشبكة، يقومون بتسليم الاشخاص إلى السماسرة الذين يقومون بدورهم بمساعدتهم في التسلل إلى السودان على متن عربات الدفار واللواري، وبعد دخولهم إلى السودان يتركون المواطنين يواجهون مصيرهم. وذكر المصدر أن البعض من المتسللين يقصدون السودان كمعبر إلى الدول الأوروبية.
خطر عصابات البشر
قصص وروايات للأجانب الذين يتسللون الى السودان بواسطة تجار البشر نوردها ومن بينها قصة اثيوبي فقد الدليل بعد ان تركهم احد السماسرة في مكان ما بجنوب الخرطوم، وتروى لنا إحدى بائعات الشاي (اثيوبية) بأن احد مواطنيهم جاء إليها بعد ان فقد الدليل، وأشارت الى ركن قصى يجلس فيه شاب في منتصف الثلاثينيات، ذهبنا إليه حاولنا استنطاقه إلاّ أننا اكتشفنا بانه لا يجيد العربية، وعرفنا من بائعة الشاي بأن أحد السماسرة أتى ب (35) اثيوبياً بعد ان أوهمهم بأنه سيهربهم الى المملكة العربية السعودية وتقاضى (500) دولار عن كل فرد. وأتى بهم الى السودان وتركهم. واستطردت ضاحكة بأن هذا المسكين كان يعتقد بأنه في السعودية.
قد يأخذ هذا النشاط منحى أمنياً خطيراً إذا تساهلت الدولة أو الأجهزة الأمنية مع السماسرة وعصابات التهريب والمتسللين، المخاطر. ويمكن أن تكون هذه العصابات جهات استخباراتية تصدر عملاءها بغطاء مهاجرين غير شرعيين، وهي ذاتها تعمل تحت غطاء سماسرة ومهربي بشر، السودان بات واحداً من الدول التي يعاني من هذا النشاط خاصة بعد ظهور البترول وبات ملايين المهاجرين يتدفقون الى الحدود السودانية، وفيما يختص بهجرة الشعوب الأفريقية من الصعوبة تحديد هوية بعض الاجانب للتشابه الكبير بين السودانيين وبينهم وقد يخلق هذا النوع من الهجرة صراعات قبلية بسبب استيلاء مهاجرين على أراضي محليين. إلى جانب تأثر البيئة الاجتماعية في السودان للانشطة الهدامة التي يمارسها المهاجرون الاجانب من تجارة المخدرات والجنس، وهذا طبعاً مهدد اجتماعي، وحسب مصادر سودانية فإن عمليات التهريب على ساحل البحر الأحمر تنشط على طول سواحل جيبوتي واريتريا والسودان ومصر، وفي (3) مجالات وهي السلاح، والمهاجرون والبضائع، وأرجعت ذلك للتوترات في القرن الأفريقي بسبب النزاعات والحروب وكل هذه الأسباب مجتمعة اسهمت في نشاط تجارة تهريب البشر، بحيث يتم تهريبهم عبر أثيوبيا واريتريا والسودان من أجل تجنيدهم (كمرتزقة) لصالح الدول الغربية في مناطق النزاعات التي يوجدون فيها، ويمتد الساحل السوداني على البحر الأحمر بطول (980) كيلو متراً منها نحو (270) كيلومتراً واقعة في مثلث حلايب.
وزارة الداخلية وضعت حزمة من الضوابط للحد من نشاط التسلل ورصد وضبط عصابات التهريب بتكثيف الوجود الأمني على الحدود، كما تم فتح منافذ ومكاتب للتأشيرة في الحدود بالتنسيق مع إدارة مكافحة التهريب، وقال مصدر مطلع إن (أريتريا) من أكثر الحدود المفتوحة، وأضاف بأن معدل المتسللين في تزايد مستمر ،وان أكثر المتسللين يتخذون السودان معبراً إلى الدول الأوروبية وتم ضبط عدد من العصابات (أجانب ? وسودانيين) وجنسيات مختلفة. ويتحصلون على حوالى (3) آلاف جنيه نظير مساعدة بتهريبهم إلى داخل الحدود السودانية، واشار المصدر إلى أن السلطات ضبطت آلاف الأجانب الذين دخلوا السودان بطرق غير شرعية. وزاد ان اغلبية المتسللين يقصدون منطقة شرق النيل مما دفع السلطات للقيام بحملات تفتيش على المركبات القادمة من قرى شرق النيل أسفرت عن ضبط عدد كبير من المتسللين مندسين في وسط المواطنين المحليين، وقال المصدر إن مدينة (القضارف) واحدة من أكثر المناطق التي تشهد تسلل الأجانب خاصة بعد فتح الطريق القاري (القلابات) مما شجع الكثير من الجنسيات المختلفة التسلل عبر اثيوبيا إلى السودان.
وفي وقت سابق طالب د. ابراهيم الخضر والي الولاية الشمالية في حديث ل (الرأي العام ) بتأمين الحدود السودانية المصرية بسبب منع عصابات تهريب البشر التي تنشط في تلك الناحية.
العمالة الوافدة
أضحت العمالة الوافدة حالة ظاهرة في السودان، رغم ما تشهده البلاد من تدن معيشي، وبطالة مرتفعة، وفقر يعانيه الكثير من السودانيين. هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى زيادة العمالة الوافدة، من بين أهمها تجنب السودانيين العمل في عدد من المهن لأسباب اجتماعية، وقلة أجور العمل حيث تتركز معظم العمالة الوافدة خصوصا الآسيوية منها في قطاع الخدمات، ومنها قطاع المقاولات والبناء والتشييد وأعمال النظافة والتجارة والمطاعم والفنادق والمواقع السياحية ومنشآت القطاع الخاص. وتتصف هذه العمالة بعدة خصائص تجعلها مقبولة لدى عدد كبير من أصحاب الشركات ورجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص، كتدني المستوى التعليمي والثقافي مما يجعل الوافدين لا يطلبون أجورا مرتفعة ويقبلون العمل في ظروف لا يستطيع المواطن السوداني تحملها أو القبول بأجور زهيدة كالتي تمنح للوافدين. يعود تاريخ العمالة الأجنبية في السودان إلى هجرات قديمة استمرت بشكل متزايد أحيانا ومتناقص أحيانا أخرى كانت معظمها من دول أفريقية وعربية.
وخلصت ورقة أعدها مركز دراسات الهجرة بجهاز المغتربين الى ان العمالة الوافدة تؤثر مباشرة على المجتمع السوداني فهذه العمالة جاءت بثقافات وعادات تنافي مجتمعنا ستظهر في الأجيال على المديين المتوسط والبعيد وقد تتضرر أو تضيع هويتهم وسط زحام هذه العمالة المختلطة بهم ليلا ونهارا وقد ظهرت ممارسات خطيرة هددت المجتمع ولا تزال، الفئة الأجنبية العاملة في مجتمعنا وخصوصاً داخل المنازل من مربيات وعمال يؤثرون على العادات والتقاليد والقيم خاصة فيما يتعلق بالشعائر الدينية والعلاقات وأنماط السلوك والملبس والمأكل..
التداعيات الأمنية
من بين التداعيات الأمنية المترتبة على وجود العمالة الوافدة بأعداد كبيرة إمكانية تفشي عمليات التجسس والاستخبارات، وكذلك تفشي المخدرات والممارسات غير الأخلاقية وجرائم السرقة والاحتيال. وكذلك القيام ببعض الأعمال التخريبية كما حدث في بعض الدول من حولنا، وكذلك نقل مسرح أحداث العنف بين النظم الحاكمة والمعارضين إلى بلادنا.
ويجب التوازن عند تقييم أداء العمالة المنزلية من عمال ومربيات وسائقين واستحضار الجوانب الإيجابية والسلبية حيث لا يمكن النظر إلى ظاهرة خدم المنازل باعتبارها ظاهرة سلبية على وجه العموم، ولا يمكن تقييمها على أساس أنها مصدر خطر محقق في كل المجتمعات. وإنما هي ظاهرة عامة يترتب عليها مشكلات ذات طبيعة نسبية، تتعلق بظروف كل مجتمع وما يعتنقه من قيم ومبادئ ومعتقدات. كما يسهم هؤلاء في نقل بعض الأمراض المعدية التي نقلوها معهم من بلادهم. كما أن هناك بعض الآثار السلبية على البيئة الحضرية. حيث أصبح من المألوف أن ترى في بعض المدن - داخل العاصمة وخارجها - مناطق يغلب على ساكنيها أبناء جنسية معينة. وهو ما يؤدي إلى المجتمعات الموازية, وهذا له تأثير سالب على الخريطة الاجتماعية .
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4
الوجود الأجنبي..
خطر يحدق بأمن السودان
تحقيق : نبيل صالح :
تمكنت السلطات الشرطية من إحباط محاولة تهريب أجانب في فبراير الماضي تسللوا بطريقة غير شرعية على حدود ولاية الخرطوم قادمين من دول الجوار، وأفادت مصادر أنه تم ضبط خمسة (دفارات) تنقل على متنها أكثر من (500)أجنبي تمت إحالتهم إلى المحكمة. تدفق الأجانب إلى السودان بطرق شرعية وغير شرعية أوجد الكثير من المشكلات المعقدة باعتبار ما يمكن أن ينشأ عن آثار اجتماعية وثقافية وأمنية , (الرأي العام ) سلطت الضوء على ملف الأجانب في هذا التحقيق .
خطر تهريب البشر
تهريب البشر لا يقل خطورة عن تجارة السلاح والمخدرات لما يمثل من خطورة على الأمن القومي.. والاقتصادي والاجتماعي، ويواجه السودان هذا النوع من النشاط منذ عشرات السنين، ولكنه ازداد حدة بعد التحول الاقتصادي واستخراج البترول، وساعدت الطبيعة الجغرافية للسودان واشتراكه مع (8) دول في حدوده قبل الانفصال في التدفق البشري بطرق غير شرعية وبالأخص من دول القرن الإفريقي المتوترة والفقيرة، والموبوءة بالأمراض، وحسب معلومات تحصلت عليها (الرأي العام) يتسلل حوالي (300) أجنبي شهرياً عبر الحدود السودانية، منهم من يبحث عن الأمن ولقمة العيش، وفئة تتخذ السودان معبراً الى أوروبا والمملكة العربية السعودية.. وتنشط عصابات وشبكات أجنبية وسودانية في هذه التجارة بحيث تتحصل هذه العصابات على (500) دولار إلى (1500) دولار من الشخص الواحد نظير تهريبه إلى داخل الأراضي السودانية.
لماذا السودان..؟
سؤال يفرض نفسه بقوة ، لماذا يستهدف سماسرة البشر السودان؟ الاجابة هي ان دول القرن الإفريقي تعيش حالة من التوترات والحروب والمجاعات منذ عشرات السنوات، وربما للاستقرار النسبي الذي يسود السودان بالرغم من الصراعات والحروب تدفق آلاف النازحين والهاربين من جحيم الأنظمة والمجاعات والحروب إلى السودان من هذه الدول، وقد كان أمر التسلل سهلاً قبل (10) سنوات وبدون وسائط أو عصابات لعدم وجود ضوابط أو قوانين تنظم الوجود الأجنبي سوى القوانين الدولية الخاصة باللاجئين، وكان الوجود الأجنبي آنذاك ينحصر في المناطق الحدودية وفي مجموعات بعيداً عن السكان المحليين. وبالرغم من ذلك كان يشكل عبئاً ثقيلاً على الدولة تتمثل في الأمراض وبالأخص الأمراض الجنسية لجوء الكثيرات من اللاجئات إلى تجارة الجنس لعدم وجود فرص للعمل، ولم تكن هناك عصابات تشكل ضغطاً كما الآن. وبالرغم من القوانين وإنشاء جهاز أمني خاص بضبط الاجانب ومكافحة تهريب الأجانب إلاّ أن نشاط العصابات التي تعمل في التهريب ازداد بصورة كبيرة ومقلقة في الآونة الأخيرة. وعلمت (الرأي العام) من مصادر موثوقة أن نسبة الأجانب الذين يدخلون إلى السودان في تزايد كبير، كما نشطت العصابات التي تعمل في هذه التجارة بشكل واضح وحسب المصدر أن أفراد الشبكة، يقومون بتسليم الاشخاص إلى السماسرة الذين يقومون بدورهم بمساعدتهم في التسلل إلى السودان على متن عربات الدفار واللواري، وبعد دخولهم إلى السودان يتركون المواطنين يواجهون مصيرهم. وذكر المصدر أن البعض من المتسللين يقصدون السودان كمعبر إلى الدول الأوروبية.
خطر عصابات البشر
قصص وروايات للأجانب الذين يتسللون الى السودان بواسطة تجار البشر نوردها ومن بينها قصة اثيوبي فقد الدليل بعد ان تركهم احد السماسرة في مكان ما بجنوب الخرطوم، وتروى لنا إحدى بائعات الشاي (اثيوبية) بأن احد مواطنيهم جاء إليها بعد ان فقد الدليل، وأشارت الى ركن قصى يجلس فيه شاب في منتصف الثلاثينيات، ذهبنا إليه حاولنا استنطاقه إلاّ أننا اكتشفنا بانه لا يجيد العربية، وعرفنا من بائعة الشاي بأن أحد السماسرة أتى ب (35) اثيوبياً بعد ان أوهمهم بأنه سيهربهم الى المملكة العربية السعودية وتقاضى (500) دولار عن كل فرد. وأتى بهم الى السودان وتركهم. واستطردت ضاحكة بأن هذا المسكين كان يعتقد بأنه في السعودية.
قد يأخذ هذا النشاط منحى أمنياً خطيراً إذا تساهلت الدولة أو الأجهزة الأمنية مع السماسرة وعصابات التهريب والمتسللين، المخاطر. ويمكن أن تكون هذه العصابات جهات استخباراتية تصدر عملاءها بغطاء مهاجرين غير شرعيين، وهي ذاتها تعمل تحت غطاء سماسرة ومهربي بشر، السودان بات واحداً من الدول التي يعاني من هذا النشاط خاصة بعد ظهور البترول وبات ملايين المهاجرين يتدفقون الى الحدود السودانية، وفيما يختص بهجرة الشعوب الأفريقية من الصعوبة تحديد هوية بعض الاجانب للتشابه الكبير بين السودانيين وبينهم وقد يخلق هذا النوع من الهجرة صراعات قبلية بسبب استيلاء مهاجرين على أراضي محليين. إلى جانب تأثر البيئة الاجتماعية في السودان للانشطة الهدامة التي يمارسها المهاجرون الاجانب من تجارة المخدرات والجنس، وهذا طبعاً مهدد اجتماعي، وحسب مصادر سودانية فإن عمليات التهريب على ساحل البحر الأحمر تنشط على طول سواحل جيبوتي واريتريا والسودان ومصر، وفي (3) مجالات وهي السلاح، والمهاجرون والبضائع، وأرجعت ذلك للتوترات في القرن الأفريقي بسبب النزاعات والحروب وكل هذه الأسباب مجتمعة اسهمت في نشاط تجارة تهريب البشر، بحيث يتم تهريبهم عبر أثيوبيا واريتريا والسودان من أجل تجنيدهم (كمرتزقة) لصالح الدول الغربية في مناطق النزاعات التي يوجدون فيها، ويمتد الساحل السوداني على البحر الأحمر بطول (980) كيلو متراً منها نحو (270) كيلومتراً واقعة في مثلث حلايب.
وزارة الداخلية وضعت حزمة من الضوابط للحد من نشاط التسلل ورصد وضبط عصابات التهريب بتكثيف الوجود الأمني على الحدود، كما تم فتح منافذ ومكاتب للتأشيرة في الحدود بالتنسيق مع إدارة مكافحة التهريب، وقال مصدر مطلع إن (أريتريا) من أكثر الحدود المفتوحة، وأضاف بأن معدل المتسللين في تزايد مستمر ،وان أكثر المتسللين يتخذون السودان معبراً إلى الدول الأوروبية وتم ضبط عدد من العصابات (أجانب ? وسودانيين) وجنسيات مختلفة. ويتحصلون على حوالى (3) آلاف جنيه نظير مساعدة بتهريبهم إلى داخل الحدود السودانية، واشار المصدر إلى أن السلطات ضبطت آلاف الأجانب الذين دخلوا السودان بطرق غير شرعية. وزاد ان اغلبية المتسللين يقصدون منطقة شرق النيل مما دفع السلطات للقيام بحملات تفتيش على المركبات القادمة من قرى شرق النيل أسفرت عن ضبط عدد كبير من المتسللين مندسين في وسط المواطنين المحليين، وقال المصدر إن مدينة (القضارف) واحدة من أكثر المناطق التي تشهد تسلل الأجانب خاصة بعد فتح الطريق القاري (القلابات) مما شجع الكثير من الجنسيات المختلفة التسلل عبر اثيوبيا إلى السودان.
وفي وقت سابق طالب د. ابراهيم الخضر والي الولاية الشمالية في حديث ل (الرأي العام ) بتأمين الحدود السودانية المصرية بسبب منع عصابات تهريب البشر التي تنشط في تلك الناحية.
العمالة الوافدة
أضحت العمالة الوافدة حالة ظاهرة في السودان، رغم ما تشهده البلاد من تدن معيشي، وبطالة مرتفعة، وفقر يعانيه الكثير من السودانيين. هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى زيادة العمالة الوافدة، من بين أهمها تجنب السودانيين العمل في عدد من المهن لأسباب اجتماعية، وقلة أجور العمل حيث تتركز معظم العمالة الوافدة خصوصا الآسيوية منها في قطاع الخدمات، ومنها قطاع المقاولات والبناء والتشييد وأعمال النظافة والتجارة والمطاعم والفنادق والمواقع السياحية ومنشآت القطاع الخاص. وتتصف هذه العمالة بعدة خصائص تجعلها مقبولة لدى عدد كبير من أصحاب الشركات ورجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص، كتدني المستوى التعليمي والثقافي مما يجعل الوافدين لا يطلبون أجورا مرتفعة ويقبلون العمل في ظروف لا يستطيع المواطن السوداني تحملها أو القبول بأجور زهيدة كالتي تمنح للوافدين. يعود تاريخ العمالة الأجنبية في السودان إلى هجرات قديمة استمرت بشكل متزايد أحيانا ومتناقص أحيانا أخرى كانت معظمها من دول أفريقية وعربية.
وخلصت ورقة أعدها مركز دراسات الهجرة بجهاز المغتربين الى ان العمالة الوافدة تؤثر مباشرة على المجتمع السوداني فهذه العمالة جاءت بثقافات وعادات تنافي مجتمعنا ستظهر في الأجيال على المديين المتوسط والبعيد وقد تتضرر أو تضيع هويتهم وسط زحام هذه العمالة المختلطة بهم ليلا ونهارا وقد ظهرت ممارسات خطيرة هددت المجتمع ولا تزال، الفئة الأجنبية العاملة في مجتمعنا وخصوصاً داخل المنازل من مربيات وعمال يؤثرون على العادات والتقاليد والقيم خاصة فيما يتعلق بالشعائر الدينية والعلاقات وأنماط السلوك والملبس والمأكل..
التداعيات الأمنية
من بين التداعيات الأمنية المترتبة على وجود العمالة الوافدة بأعداد كبيرة إمكانية تفشي عمليات التجسس والاستخبارات، وكذلك تفشي المخدرات والممارسات غير الأخلاقية وجرائم السرقة والاحتيال. وكذلك القيام ببعض الأعمال التخريبية كما حدث في بعض الدول من حولنا، وكذلك نقل مسرح أحداث العنف بين النظم الحاكمة والمعارضين إلى بلادنا.
ويجب التوازن عند تقييم أداء العمالة المنزلية من عمال ومربيات وسائقين واستحضار الجوانب الإيجابية والسلبية حيث لا يمكن النظر إلى ظاهرة خدم المنازل باعتبارها ظاهرة سلبية على وجه العموم، ولا يمكن تقييمها على أساس أنها مصدر خطر محقق في كل المجتمعات. وإنما هي ظاهرة عامة يترتب عليها مشكلات ذات طبيعة نسبية، تتعلق بظروف كل مجتمع وما يعتنقه من قيم ومبادئ ومعتقدات. كما يسهم هؤلاء في نقل بعض الأمراض المعدية التي نقلوها معهم من بلادهم.
كما أن هناك بعض الآثار السلبية على البيئة الحضرية. حيث أصبح من المألوف أن ترى في بعض المدن - داخل العاصمة وخارجها - مناطق يغلب على ساكنيها أبناء جنسية معينة. وهو ما يؤدي إلى المجتمعات الموازية, وهذا له تأثير سالب على الخريطة الاجتماعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.