إن اتباع نظام غذائي صحي يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بكميات كافية يساعد في السيطرة وربما حتى في منع الإصابة بالداء السكري. يمكن ضبط السكر في الدم بنجاح إذا كان الشخص يحافظ على الوزن المثالي، وينتبه إلى ما يأكله، وكم يأكل. وقد تنتفي الحاجة إلى الأدوية لضبط سكر الدم في هذه الحالة. إن النظام الغذائي الصحي يجب أن يتكون من مختلف أنواع الطعام، وخاصة مشتقات الحبوب، والخضار والفواكه. يجب ألا تزيد حصة الدهون من الوارد الحروري عن ثلاثين بالمئة. وينبغي تناول الحلويات والمشروبات المحلاة والملح والكحول باعتدال. كما ينبغي تناول الطعام بانتظام وعدم تفويت الوجبات والانتباه إلى كمية البروتين التي يتناولها الشخص والامتناع عن التدخين. إن هرم الغذاء الإرشادي الذي صممته وزارة الزراعة الأمريكية يحوي معلومات قيمة تساعد على وضع خطة من أجل نظام غذائي صحي. يساعد النظام الغذائي الصحي المصابين بالسكري على ضبط مستوى سكر الدم لديهم أو حتى تفادي حدوثه لديهم أحياناً. قد يخبر الطبيب أحد مرضاه بأنه مصاب بالسكري أو بأنه معرض للإصابة به. وعند ذلك يمكن لتغيير النظام الغذائي أن يساعد ذلك المريض على ضبط مستوى السكر في الدم لديه. ويقدم هذا البرنامج التعليمي للناس المعلومات التي تساعدهم على ممارسة عادات الأكل الصحية، وخاصة العادات المتعلقة بالسكري. السكري يتألف الجسم من ملايين الخلايا التي تحتاج إلى الطاقة كي تؤدي وظائفها بشكل طبيعي. ويتحول بعض الطعام الذي نتناوله إلى نوع من السكر يدعى الجلوكوز. وينقل مجرى الدم الجلوكوز إلى الخلايا. ويعتبر الجلوكوز من أهم المواد التي تحتاجها الخلايا لإنتاج الطاقة. ولا بدّ من توافر شرطين لدخول الجلوكوز إلى الخلية. فأولاً - يجب أن يكون لدى الخلية عدد كاف من «الأبواب» أو ما يسمى بالمستقبلات. وثانياً –لا بدّ من توافر مادة تسمى الإنسولين «لفتح» هذه المستقبلات. عند توفر عدد كاف من المستقبلات وكمية كافية من مادة الإنسولين الضرورية لفتح المستقبلات، يدخل الجلوكوز إلى الخلية حيث يستخدم لإنتاج الطاقة. فبدون الطاقة تموت جميع الخلايا. والإنسولين هورمون كيميائي يصنعه البنكرياس. يعتمد تغيير مستوى الإنسولين في الدم على كمية الجلوكوز في الدم. والسكري هو مرض يؤدي إلى صعوبة حصول خلايا الجسم على الجلوكوز الضروري لإنتاج الطاقة. ويحدث النمط الأول من السكري بسبب تلف خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين. فيعاني المصابون بالنمط الأول من السكري من نقص الإنسولين الذي يؤدي إلى زيادة مستوى الجلوكوز في الدم. أما النمط الثاني من السكري فيحدث بوجود كمية كافية من الأنسولين ولكن مع نقص عدد المستقبلات التي تسمح بدخول الجلوكوز إلى الخلايا. لذا يسبب النمط الثاني من السكري زيادة في مستوى الجلوكوز في الدم أيضاً. إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ضروري لكل إنسان، ولكنه أكثر أهمية لدى المصابين بالسكري. يمكن للإنسان أن يضبط مستوى سكر الدم لديه بنجاح عبر: الحفاظ على وزن مثالي الانتباه إلى ما يأكله الإنتباه إلى كمية ما يأكله تساعد التغييرات في النظام الغذائي وفي أسلوب الحياة لدى بعض المصابين بالنمط الثاني من السكري على ضبط مستوى السكر في الدم ضبطاً جيداً بحيث قد لا يحتاجون معه إلى تناول الأدوية. ويستخدم الجسم الطاقة باستمرار للمحافظة على درجة حرارته ضمن الحدود السوية ولأداء وظائفه بشكل طبيعي. تقاس الطاقة بالسعرات الحرارية أو الكالوري. السعرة الحرارية أو الكالوري هي وحدة لقياس الطاقة التي يحصل عليها الجسم من الأطعمة التي نتناولها. تعتمد كمية الكالوري التي يحتاجها الشخص على سنه، وحجم جسمه، ومستوى النشاط الذي يمارسه، ومستوى الاستقلاب أو الأيض لديه. إذ يحتاج ذوو الأحجام الضخمة إلى كميية من الكالوري أو السعرات الحرارية أكثر مما يحتاجه ذوو الأحجام الصغيرة، لأنه كلما زاد حجم الجسم كلما زادت كمية الطاقة التي يحتاج إليها. ويحتاج الأشخاص الذين يمارسون الكثير من النشاط الجسمي إلى كمية من الكالوري أو السعرات الحرارية أكثر مما يحتاجه الذين يميلون لقلة النشاط الحركي. قد يحتاج الأشخاص الذين يتساوون في أعمارهم وأحجامهم ومستوى ما يبذلونه من حركة إلى كميات مختلفة من الكالوري أو السعرات الحرارية كل يوم، لأن بعض الأشخاص يحرقون بطبيعتهم كمية من الكالوري أو السعرات الحرارية أكثر مما يحرقه غيرهم.