الفنان علي السقيد، غير موهبته الفنية، فهو من أبرز خريجي معهد الموسيقى والمسرح في مجال التأليف والأوركسترا.. ومارس قيادة الفرق الموسيقية وهو طالب بالمعهد.. السقيد بعيداً عن صوته الغنائي المسموع والمبدع، يعتبر من المحللين الموسيقيين، أدلى برأيه ل (الرأي العام) عن الراهن الفني والموسيقي بحكم خبرته وتجربته الثرّة: أستاذ السقيد الأغنية الشبابية.. تقييمك للألحان والأداء؟ لم استمع لتجارب كثيرين، فالساحة مليئة بالاصوات حتى لا تجد وقتاً لفرزها وتقييمها، ولكني تَوقّفت في تجربة الفنان الشاب محمد الجزار، فأفكاره الموسيقية جيدة وتنفيذه جيدٌ وخياله الفني واسعٌ ويتمتع بصوت طروب، كما تابعت لفترة أداء الفنان طه سليمان ولديه محاولات وأفكار سليمة ولكن بالمقابل يفسد اعماله الفنية الجيدة بأغنيات غير ناضجة و(سوقية) ليست بها مضامين الفن الحقيقية ورسالتي له ان يتحسب لخطواته الفنية فالتاريخ لا يرحم فما يفعله أحياناً يُحسب عليه. غياب الملحنين عن الساحة أفرز أعمالاً هشة.. هل هناك أزمة جمل لحنية، ملحن؟ الملحنون موجودون، لم يغيبوا ولكن عدد الجيدين منهم قد قل كثيراً في الآونة الأخيرة وليست هناك مقارنة بين ملحني الفترات السابقة، فلكل زمن له معطياته وكل ملحن له مكتسباته التي تمكنه من التلحين، الجمل حالياً بسيطة والتلحين سريعٌ. هناك ظاهرة الملحن والشاعر والمؤدي في نفس الوقت.. تفشت وسط الجيل الحالي؟ هي قديمة، هناك تجارب سابقة من فنانين قدامى من رواد في التلحين والتأليف مثل عبد الرحمن الريح وود القرشي، اذا توافرت القدرات ليست هناك اشكالية، فالكابلي الّف ولحّن وغنّى «7» أغنيات من أعماله في توزيع فريدٍ غير مسبوقٍ. من ناحية صوتية.. المغنون الشباب، رأيك؟ هناك أصواتٌ مبشرة انضمت للساحة الفنية، البعض كسب لنفسه قاعدة وجمهوراً ولكن للأسف الشديد لا يمتلكون أغانٍ خاصة وانحصر أداؤهم في أعمال مسموعة.. وأصبحوا يعرفوا بها، وتخصّصوا في ترديد فنانين راحلين وعرفوا بذلك وعليهم ان يخرجوا من هذا النطاق.. شُموس مثلاً لديها طريقة أداء خاصة وهي من الأصوات الغنية وصوتها تتميز بالمرونة، تناولت لفترة اغنيات الشفيع لكنها صنعت لنفسها اسماً فنياً وتجربة خاصة، وقد قمت بتلحين عدد من الأغاني لها لموهبتها وهي اغنيات من كلمات صلاح حاج سعيد ومدني النخلي. علي السقيد كملحن ومُغنٍ تعد أعمالك بنفسك.. ألا تتخوّف من تكرار الجمل اللحنية؟ الملحن مهما كان، يضع لكل عمل بصمة ولوناً وطعماً خاصاً به، يمكن تكرار فكرة لحنية معينة لكن هذا لا يؤثر في مجمل العمل الفني، مثلاً انا اتعرف على ألحان الموسيقار برعي محمد دفع الله وعمر الشاعر وعبد اللطيف خضر دون أن أدري أنها من أعمالهم من خلال البصمة اللحنية الخاصة بهم. فنانون مثل أبو بكر سيد احمد وانصاف فتحي على سبيل المثال لهم بصمة فنية وتميز واضح، لم لم يفتح لهم الفن أبوابه على مصراعيه كما فعل مع تجارب غير مكتملة لآخرين؟ ابو بكر سيد احمد من الأصوات المميزة جداً، فهو فنان واعٍ ويتميّز بقدرات أدائية عالية وثقافة وفهم للعملية الفنية، من المفترض وحسب مقدراته أن يجد فرصة اوسع مما هو عليه.. لحّنت له شلع البرق وصديقة كل زول.. إنصاف فتحي من اجمل الاصوات الشبابية وطموحة ومتمكنة في الأداء، لكن ضيق الفرص في البرامج الجماهيرية التي تتميّز بنسبة مشاهدة عالية لم يمنحهم ما منح الحظ آخرين وأخريات للظهور رغم قلة موهبتهم. مقومات الفنان النجم الحالية ما هي؟ لابد أولاً ان يكون الفنان على وعي وإلمام برسالته الفنية، لأننا عندما نتحدث عن الفنان نتحدث عن الرائد الملتزم صاحب الذهنية الفنية العالية المسلح بالعلم والموهبة والأعمال الجاذبة والجماهيرية التي تترقب ظهوره الفني في المسرح أو الفضائيات.. حالياً النجومية بقت (خشم بيوت) ليس لها مقوم معين متعارف عليه.